الحياة جميلة وتستحق ان نعيش من اجلها ونستمتع بكل لحظة فيها خاصة حينما ندرك أننا وجدنا لغاية سامية أرادها الله سبحانه وتعالى لنا، ثم حينما نشعر أننا وفِّقنا في الحصول على مانريد بعد رحلة طويلة من البحث عمن يفهمنا ويشعر بنا ويشاطرنا أحاسيسنا ومشاعرنا، وخاصة حينما نشعر ان مابين ايدينا تحفة نادرة لاتعوّض تشعرنا أننا مع الدلال الذي نحلم به ونتوق إليه ومع الحنان الذي طالما تمنينا ان نشبع منه ونستمتع به. ولكن هذه الحياة نفسها بقدر ما تعطيك شيئاً تأخذ منك اشياء!، بقدر ماتفرحك ساعة تحزنك ساعات، وبقدر ما تعتقد أنك حصلت على ما تريد أو أنك قرُبت جداً من الحصول عليه وامتلاكه تكتشف أنك في مكان بعيد عنه ولاتعرف كيف تصل إليه, والأكثر من ذلك أحياناً,, وهذا هو المحزن,, انك مهما حاولت التقرب اكثر واكثر من حلمك ومهما حاولت ان تسعده بكل ما تملك تكتشف انك ضايقته دون ان تقصد! وهنا، تتضايق انت وتتساءل: أيّنا على خطأ أنا أم هو؟ أنا أم الظروف؟ أنا أم من هم حولي؟ أنا أم أولئك الذين يحاولون ان يحولوا بيني وبين ما أريد؟ أولئك الذين لا همَّ لهم سوى ان يروا معالم الحزن بادية على وجهي بدلا من ان يروا إشراقة الابتسامة بادية على شفتي؟. أولئك الذين يعتقدون خطأ أن ما أقوم به وأعمله إنما هو من أجلي أنا فقط ويتناسون، بل يتجاهلون أن فوائد ما اقوم به سوف يعمُّ خيرها الجميع، سوف يجني ثمارها أولئك الجوعى من المحتاجين وأولئك العطشى الذين هم في حاجة ماسه لخدمات تُقدَّم لهم من اي نوع كانت ومهما كانت بسيطة. وأنت لا شك وأنت تقدم كل ما لديك للآخرين بل وأنت تضحي بكل ما لديك في سبيل إسعاد انسان يعني لك الكثير قد تشعر بأنك في بحر لجيّ تتقاذفك الامواج ولا تدري الى أين تقذف بك والى اي شاطىء هذا ان وصلت سالما! وقد ينظر البعض للأمواج القادمة نحوك على أنها سهام موجهة إليك تحاول النيل منك والتقليل من شأنك، ولكنها في حقيقتها سهام جميلة رائعة تأتيك من بعيد بمثابة زائر لتعرفك بحقيقة نفسك وقيمتك. إنها سهام جميلة تدفعك لعطاء, تقول لك بكل توسل: لاتتوقف عاهدني على ان تستمر، إعط بكل ما تملك، لأنك لست ملك نفسك، بل ملك أولئك الذين أحبوك ووثقوا بك، أولئك الذين وجدوا فيك ضالتهم، أولئك الذين شعروا معك بالأمان بعد الله أولئك الذين شعروا بعد معرفتهم بك عن قرب أنهم لم يعودوا لوحدهم، وأولئك الذين شعروا ان هناك من يفهمهم ويشعر بهم ويتحدث معهم وكأنه يعرف ما يريدون, فهل هذا كله شيء بسيط؟ هل هذا كله في حد ذاته امر عادي بالنسبة لك؟ان ما لديك من امكانيات وقدرات, بل حتى من حب صادق وعطاء لا ينضب ليس ملكك وحدك، بل هناك من هم بحاجة لهذا الحب الصادق اولاً وقبل كل شيء لانه صادر من حقيقة الود ونابع من الصفاء ومثل هذا الود والصفاء نحن أولى به,ان ما لديك من اشياء جميلة ليس من حقك أن تحتفظ بها بمفردك وتحرم أعز الناس اليك من ان يشاركك بها، ليس من حقك ان تتخذ قرارات مجحفة وقاسية بحق نفسك وحق من هم بحاجة ماسة إليك لا بد أن نتساءل قبل ان نتخذ قرارات نهائية في حق انفسنا عدة تساؤلات: هل من حقنا أن نحرق آخر ورقة تحمل أجمل ذكرياتنا الجميلة؟ أو أن نحطم آخر وسيلة تربطنا بالحلم الذي طالما كنّا نتمناه، بالحلم الذي أوشك أن يكون حقيقة؟ هل من حقنا ان نتعجل في قرار يهدد مستقبل علاقتنا الجميلة السامية بأقرب الناس الى قلوبنا؟ هلا فكرنا بمقدار الألم الذي سوف نسببه للطرف الآخر والحالة النفسية التي سيكون عليها، بل بطعم الحياة التي سيتذوقها فيما بعد قرارنا القاسي بحقه؟ هلا فكرنا بتأثيرات ذلك عليه؟ ترى وأنت تتحدث مع إنسان عادي ربما لم تره او تتحدث معه سوى أول مرة مثلا وتتوسط في الحديث معه ثم تسأله في موضوع ما يقول لك: أحتفظ بها لنفسي ما هو رد فعلك قد تسكت في بادىء الأمر لأن الأمر ربما لا يعنيك ولكن ماذا لو كان هذا الانسان شيئاً كبيراً بالنسبة لك؟ بل ماذا لو كان ما احتفظ به لنفسه شيئاً يهمك أنت شخصياً فماذا ستقول حينئذٍ؟ ان هذا هو مايحدث احياناً في حياتنا الشخصية، فأحياناً تتحدث مع إنسان عزيز عليك وتنسجم في الحديث معه لدرجة قد تصبح معه كتاباً مفتوحاً لا تخفي عليه شيئاً وإذا به وهو يتحدث عن مشاعره نحوك يتوقف فجأة! يغيّر حديثه,,، يأخذك بعيداً لموضوع آخر في الوقت الذي تتلهف فيه أنت لسماع مشاعره الحقيقية نحوك او رأيه فيك بصراحة دون مجاملة وحينما تصر عليه وتلح في طلبك بأن يقول ما في نفسه وما يشعر به يقول لك بكل بساطه: أحتفظ بها لنفسي ياسلام! ماذا؟ لنفسك؟ ومتى؟ الآن بعدما شعرت أنني امتلك كل ما حولي تقول لي هذا الكلام. هذا الإنسان كريم في كل شيء مع كل شخص بشهادة الآخرين ولكنه معك أنت عكس ذلك يبخل حتى بكلمة، ولكنك تعذره ربما لأنك تعرف ما يمنعه ولكنك قد تعتبرها ديناً عليه فيما بعد ولو بالتقسيط المريح لأن هذا النوع من الدين المقسط سوف يضمن لك سماع كلمات حلوة ومشاعر صادقة من إنسان رائع رشقك في قلبك بسهامه الجميلة التي يتمناها كل إنسان يبحث عن الحب الحقيقي والصدق. وأنت في خضم تلك المشاعر التي تشعر بها لا تملك إلا ان تقول لكل من يشك في مشاعرك انني كما أنا لم أتغير أنا كما عرفتي لأول مرة لم أتبدل شوقي اليك لم يخبت ولهفي عليك لم يبهت وحبي لك ما زال يقوى ويصمد أمام كل الظروف التي تواجهه وسوف يظل كذلك بإذن الله طالما كنت انت ذلك الانسان الذي يذكرني بالخير ويرشدني إليه. ذلك الانسان الذي اشكر الله على ان ارسله لي ليعينني على مشاغل الدنيا وملاهي الحياة ومتاعبها التي أضحت اكبر من قدرتي عليها,فهل عرفت من أنت يا من تريد ان تحتفظ بكل شيء لنفسك حتى بحزنك وألمك الذي هو جزء مني؟ ويا من تريد ان تحتفظ لنفسك حتى بوحدتك وهي لاتكتمل سوى معي. انني لا استطيع سوى ان اهنيك بدخول العشر من ذي الحجة وأذكرك ونفسي بفضلها وأدعو الله سبحانه وتعالى أن تكون أياماً مباركة وأن يجزل لي ولك وللمسلمين الفضل وألا يحرمنا الأجر وتكون مناسبة حلوة لنعرف قيمة الهدى الذي أضاء طريقنا، الهدى الذي نتمنى ان يكون مرافقاً لنا في كل زمان ومكان، وكل عام وأنتم بألف خير. همسة أليست كلمةً حلوة,, كانت على لسانك,. كنت تريد أن تبوح بها لي؟ إحساس جميل,. كنت تريد أن تشاركني إيَّاه؟ مشاعر صادقة,. تريد أن تُظهِرها لي؟ *** ومع ذلك,. تردّدت في قولها لي بخلت بها عليّ! احتفظت بها لنفسك,. وكأنها لك وحدك! *** حرمتني من كلمةٍ حلوة. وأنا المعنيُّ بها استكثرتَها عليّ,. وأنا بحاجةٍ لسماعها منك! *** فلم أعرفك يوماً بخيلاً,. في أشياء كثيرة مع أناسٍ كثيرين! فما بالك بكلمة مجرّد أحرف قليلة,. لاتكلَّفك سوى النطق بها,. سوى توصيلها لي,. لترى بنفسك,. مقدار تأثيرها عليّ,. ولترى بعينيك,. حجم السعادة التي أشعر بها,. وأنا أسمعها منك.