حينما نتحدث عن تلك اللحظات الحلوة في حياتنا او تلك اللحظات التي نتمناها او نحن اليها من حين لآخر فلا بد ان يكون الحديث من نوع آخر وجمال آخر, لا بد ان يكون الحديث شيقا وآسرا. لا بد اننا من خلال استشعارنا تلك اللحظات الحلوة ومعايشتها لا بد اننا من خلالها سوف نسافر بعيدا جدا وانت مكانك! سوف ترحل الى أماكن كنت وما زلت تحلم بها. أماكن تعيد اليك ذكريات الماضي الجميلة والحنين اليها. أماكن تتوقف عندها كثيرا وكثيرا لانها تعني لك أشياء كبيرة وذات أهمية ومعنى في حياتك. لحظات حلوة لا تعني شيئا واحدا بل أشياء, تعني مشاعر بكل انواعها وتناقضاتها. تعني مشاعر انطلاق في فضاءات رحبة لا حدود لها, تعني صراحة ووضوحا مع الطرف الآخر. تعني مناسبات حلوة وذكريات أحلى. فما أجمل تلك اللحظات وما أروعها حينما نكون مع من نحب. نتبادل معه أطراف الحديث بمنتهى الحرية والصراحة وبكل احترام وتقدير دون تردد او خوف او مجاملة. نبوح بما في قلوبنا لبعضنا دون ان نشعر بحرج من بعضنا لأننا في حقيقة الامر لا نحدث سوى أنفسنا نحن ولا نتحدث مع غرباء. نضحك بقوة من قلوبنا وبأعلى صوتنا وننسى من خلال هذا الضحك البريء كل همومنا ولا نفكر سوى اننا مع بعضنا ومع السعادة التي اوجدناها بأنفسنا وكيف نسعد أنفسنا. نتذكر مواقفنا الجميلة السابقة ونستعيد ذكرياتنا الحلوة ولا نمل من استعادتها بل تعوض في دقائقها وتفاصيلها لان كل دقيقة فيها وكل موقف هو عالم من السعادة لوحده يدخل المتعة الى قلوبنا. ودعني الآن لا أتحدث عن رأيي الشخصي وانطباعاتي الذاتية بل ما رأيك أنت الآن ان تغمض عينيك وترحل بعيدا بعيدا جدا الى حيث الزمان والمكان الذي تحلم به وتريده ومع ذلك الإنسان الذي تريد؟ فماذا ترى امامك الآن؟ كيف تعيش وضعك الآن؟ أهو بنفس الصورة التي رسمتها وتخيلتها في مخيلتك؟ لا بأس ان كانت هناك مبالغة منك في تحديد الصورة الذهنية وتشكيلها فالمبالغة مطلوبة احيانا في مثل هذه الأمور لأنها تضفي على الأجواء المكانية والزمانية مذاقا آخر لم تتذوقه من قبل. تذكر الآن تلك اللحظة الأولى التي ادخلت السعادة على قلبك, تلك اللحظة التي احالتك الى إنسان آخر, تلك اللحظة التي ربما قلبتك رأسا على عقب. تلك الحظة الى ربما هي سبب ما أنت فيه الآن من حالة. فهل تستطيع تذكر كل هذا. صدقني ان ذلك كله ليس بالأمر الصعب, كل ما عليك وكل ما تحتاجه هو ان تهيىء الأجواء الهادئة الجميلة من حولك وتبتعد بنفسك عن كل مصادر الإزعاج وتخلو بنفسك قليلا. حاول ان تستحضرما تريده فعلا من العقل اللا واع. قل لنفسك فعلا أنا أريد ان أكون كذا وسوف تكون بإذن الله على الأقل في تلك اللحظات الفريدة. اللحظات الحلوة ليست فقط مواقف وتجارب مجردة ولكنها احاسيس حقيقية ينبغي ان نشعر بها من داخلنا فتتحرك بداخلنا أشياء كثيرة رغما عنا. تتحرك فينا نبضات القلب بشكل أكثر وأسرع. وتتحرك فينا الأشواق على نحو لم نعهده من قبل, وترتسم على محيانا وبصدق ابتسامات الرضا والسعادة ويزداد اصرارنا على ان تستمر تلك اللحظات أكثر وأكثر وأكثر لانها لحظات لا تعوض بالفعل ولأننا لا ندري هل ستكرر معنا وبنفس المتعة وتحت نفس الأجواء. اللحظات الحلوة, هي تلك اللحظات التي لا تفكر فيها في شيء سوى النظر في عيني بعضنا وتأمل بعضنا ونحن نحدث بعضنا وان نستمع الى تلك الكلمات الحلوة الصادقة موجهة الينا فتشعرنا اننا مميزون ومختلفون ومهمون بالنسبة لأناس نحبهم ويهمنا رأيهم فينا بكل صراحة مهما كان. اللحظات الحلوة ايضا هي تلك المناسبات الجميلة التي نتذكر فيها احباءنا وهي تلك اللحظات التي نشعر بها ونحن نحدث من نحب وهو بجانبنا وهي تلك اللحظات التي نتذكر من خلالها تلك الأعمال الخيرية التي قمنا بها في يوم من الأيام لمساعدة الآخرين والوقوف بجانبهم. اللحظات الحلوة كثيرة ولا شك ولكن المهم ان نعيشها حتى لو كانت في الماضي لانها تشعرنا بقيمتنا وأهميتنا وماذا يريد الانسان منا أكثر من ذلك؟