اطلعت على ما كتبه الدكتور هياف العمري في عدد الجزيرة 11298 حول زيارات وزير الصحة المفاجئة لمنسوبي القطاعات الصحية. والدكتور هياف لم يحالفه التوفيق في نظرته لتلك الزيارات المفاجئة من قبل وزير الصحة واستغرب أن يصدر مثل هذا النقد غير الموضوعي من دكتور أكاديمي يعلم علم اليقين ما تعانيه كثير من مستشفياتنا من تقصير وهو يعرف عظم المسؤولية الملقاة على عاتق وزير الصحة لأنها تدور على مركز الدائرة وهو المريض. إن التقصير وارد في أي قطاع من قطاعات الدولة فكيف إذا كان التقصير في وزارة حساسة كوزارة الصحة؟ لا شك ان الأمر سيكون أخطر. وهذه الزيارات الميدانية المفاجئة التي يقوم بها وزير الصحة مما يحمد له. وما يراه الدكتور العمري بأن الناس في هذا الأسلوب الذي يتبعه وزير الصحة يقتل الإبداع ويشيع الرهبة والخوف فهذا غير صحيح، بل إنما يتبعه وزير الصحة أسلوب ناجع في الكشف عن المقصرين وليست سلوكيات مظهرية كما يدعي الدكتور العمري لأن هناك نوعاً من الناس لا يراقبون الله في أعمالهم فالأمانة مفقودة لديهم فلا يعملون إلا تحت رقابة المسؤول أما المخلصون في عملهم فليس في استطاعة وزير الصحة دفع مكافآت تشجيعية لمن يقوم بواجبه، فهذا واجب عليهم أدّوه إبراء لذممهم وليس منّة منهم بل هو لقاء الأجر الذي يأخذونه. والدكتور العمري يستعجل النتائج بين عشية وضحاها فهو يريد زيادة الأسرة في المستشفيات وفي خفض نسبة الأخطاء الطبية ويعتبر الدكتور العمري ان هذه الزيارات فقاعات تطفو ثم تخبو ويرى أن العبرة بالنتائج ولكن هذا فيه نظر، لأن الإنسان مأمور بفعل السبب أما النتائج فحصولها بتقدير الله.وقد سبق وزير الصحة إلى هذه الزيارات المفاجئة الدكتور غازي القصيبي وكان لتلك الزيارات آثار محمودة على قطاعات وزارة الصحة.إن وزير الصحة لن يثنيه عن أداء واجبه دعوات التثبيط وطروحات المخذلين لأن من يراقب الله في عمله لن يخشى في الله لومة لائم.ويتبادر إلى الذهن ان الدكتور العمري يريد من وزير الصحة ان يخبر المستشفى بموعد الزيارة حتى يتهيأ المستشفى ومن فيه لزيارة وزير الصحة حتى يستعد الأطباء وطاقم التمريض والإداريون وحتى المرضى ليكون لباسهم نظيفاً وتمسح الغرف والممرات بالكولونيا وتكون أجواء المستشفى عبقة بالمعطرات وكأننا في فندق خمس نجوم استعداداً لزيارة وزير الصحة، هذا هو مفهوم رأي الدكتور العمري ولهذا جانبه الصواب لأن التصنع والتلبيس على المسؤول والظهور بغير المظهر الحقيقي هو الآفة التي تعاني منها أكثر القطاعات الحكومية والتي تعود سلباً على مصلحة المواطن.ولهذا كله نشد على يد وزير الصحة الدكتور حمد المانع في زياراته المفاجئة، ولو لم يكن هاجس الوزير الإخلاص في عمله لما تحمل عبء السفر إلى مختلف مناطق المملكة وما يلاقيه في هذه الزيارات من إحراجات وضغوط نفسية إذا ما وجد ان العاملين قد قصّروا في واجباتهم فإذا لم يكن دافعه الإخلاص في عمله وراحة مرضى المستشفيات لكان آثر البقاء في مكتبه واستراح من وجع الرأس كما يريد له الدكتور العمري. عبدالله بن سليمان العمران/بريدة