صيف ساخن «ومولع» جداً.. المصطافين على أحسن حال.. لم يكن هناك معجب بفنان إلا والتقى به وذلك من خلال الأمسيات الفنية المتناثرة على جنبات بيروت.. ولم يكن الحال والالتقاء بالنجوم في قاعات الحفلات فقط بل إن معظمهم التقى نجمه بداخل الأسواق أو على كورنيش الروشة الشهير ليستمتع بأجواء بيروت كما هو الحال للمصطافين.. الفنانون الخليجيون كان لهم الدور البارز والتواجد المهم واللامع في حفلات بيروت تقدمهم الفنان الكبير محمد عبده في صالة فينيسيا التي اكتظت بالنجوم قبل أن تكتظ بالجماهير. فنان العرب.. وأغنية سمي محمد عبده فنان العرب.. قدم حفلة ولا أروع امتاز بها وأمتع الحضور من الجماهير الخليجية التي وجدت لسماع محمد عبده يشدوا لهم بأعذب الألحان.. قدم في حفلته عدداً كبيراً من الأعمال الموسيقية العريضة وكذلك الأغنية القصيرة، وكان كما المعتاد يبرهن للجميع أنه ما زال يتمتع بقدرته الصوتية الخارقة.. عندما يثور الجمهور فبالتأكيد الأغنية هي «لنا الله» التي حاول الجمهور أن يسابق محمد عبده في أدائها بل إنهم طلبوا إعادتها تارة أخرى.. وكالعادة عنوان التعارف العربي بصوت محمد عبده هي «أبعاد» من كلمات الشاعر فايق عبدالجليل وألحان يوسف المهنا.. التي صاغها أداء كما يحلو لمحبيه.. ومن ضمن ا لأغاني كانت «بنت النور» التي طلبها الجمهور بشدة وكذلك أغنية «سمي» والأغنية المريحة للأعصاب «سير علينا».. وفجأة الجمهور يردد أغنية «اختلفنا» وصيحات الجمهور لا تهدأ إلا بسماع الفالت للأغنية ثم ما لبث أن هدأ وسمع وكأنه لأول مرة يسمع «اختلفنا» بهدوء.. قدم في هذه الحفلة عدداً من الأغاني التي لاقت استحسان الحضور.. الجمهور بالقاعة كان السواد الأعظم منه من السياح الخليجيين بل كان رؤساء تحرير المجلات الفنية اللبنانية موجودين والسباق على موعد لأخذ اللقاء السبق، ومن هذا الجانب كان الصراع على أشده بين مصوري المجلات الفنية.. الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو وليد فايد وعدد كبير من العازفين الموجودين ذهنياً لمرافقة إبداعات نجمنا الكبير ولاسيما أن هذه الفرقة شاركت محمد عبده في كثير من الحفلات والمناسبات.. الاستغلال كان على أشده حيث الإعلانات التجارية ملأت الطرقات بصور فنان العرب والدعايات التجارية. سقط من شدة الإرهاق الفنان العملاق كاظم الساهر وعلى مسرح «بيت الدين» قدم أروع وأمتع الحفلات.. ورافقه جمهور كثيف ومثير إلى أبعد الحدود.. كاظم الساهر كان فرحا برغم أنه متعب كثيرا ومن شدته سقط على مسرح بيت الدين وكان الإرهاق واضحا عليه.. وحين سؤالنا عن سبب هذا الإرهاق قال: منذ فترة ليست بالقصيرة وأنا أحس بإرهاق وخصوصا إنني أكمل البروفات منذ ثلاثة أيام ولم آخذ وقتاً للراحة وهذا راجع لأسباب كثيرة.. وقد قدم كاظم مجموعة كثيرة من الأعمال التي لاقت استحسان الجماهير المكتظة للاستمتاع بصوته وبأعماله.. وقد قدم أغنيته الجديدة «هل عندك شك» وطلب من الجمهور أن يردد الأغنية بمرافقته وهي من كلمات الشاعر نزار قباني.. ومن ثم قدم أغنيته الجديدة «مرة الحلوة» من كلمات الشاعر العراقي كريم العراقي.. وتفاعل معها الجمهور وقوفا وتصفيقا تقديرا للنجم الذي لم يبخل عليهم بهذه الأعمال الجديدة الذي ازداد توهجه بعد أن غنى «أنا وليلى» وكان صوت الجمهور أعلى من صوته مما جعل كاظم يرمي لهم قبل التحية.. واضطر لإعادتها بناء على إلحاح الجماهير وبعد ذلك تأثروا وبكا الحضور بعد أن قام بغناء «بغداد» التي تفاعل معها المسرح كثيرا مما جعل الفنان يصفق للفرقة المرافقة التي عزفت لأغنية بروح عالية وقدم شكره للجمهور المتألق. هذه ليست نهاية الحكاية لتلك الأمسية الفنية الراقية وهنا كاظم يتفاعل ويشد من أزره الجمهور بقاعة بيت الدين ولكن؟!! للإرهاق دور كبير في إفساد هذا الجمال ولذا سقط وأغمي عليه وحاول مدير مكتبه في بيروت السيد حسن تهدئة الجمهور ومساعدة كاظم وبالفعل تم تدليك وجهه ورشه بالمياه التي أنعشته قليلاً ليكمل ما بدأه من إبداع.. الفنان كاظم نجم فوق العادة يمتلك قدرة خرافية وثقة متناهية تكتمل حينما يجد الجماهير الكبيرة تتفاعل معه.. أيضاً الاختيار الأمثل للأغاني رائع.. البعض من الحضور علق قائلاً «عين الحسود فيها عود»،، كاظم الساهر قدم حفلة أخرى بنفس القوة والروعة في صالة «فينيسيا» التي ضمت العديد من الفنانين العرب. هوه كدا.. عبدالمجيد تمايل وتصفيق رافق دخول الرائع عبدالمجيد عبدالله في حفلته التي أقيمت بصالة «فينيسيا» التي حوت الأفضل من نجوم الأغنية العربية.. فنانون وموسيقيون كانوا من ضمن الحضور الذي استمتع بصوت عبدالمجيد «أنت العزيز» و«يا طيب القلب» وكذلك أغنية «ما بين بعينك» وأغنية «كيف اسيبك» وأغنية «ما هي ها لليلة وبس» وكذلك «ما يوحشك غالي» أيضاً «روحي تحبك» وأعمال أخرى أبدع بها الفنان المخملي.. عبدالمجيد طالبه الجمهور بتقديم أغاني الفنانة الكبيرة «فيروز» وأصبح الجمهور يغني «حييتك تنسيت النوم» في آخر الحفلة وعاد لهم عبدالمجيد عبدالله ليقدم ما كانوا يتمنون بصوت واحد مع فنانهم الكبير الذي قال عنه الدكتور الإعلامي فاروق الجمال والأستاذ بكلية الإعلام إن في صوت عبدالمجيد الطرب والهدوء والجمال.. فلذلك ليس بالمستغرب تواجد هذا الكم الكبير من الجماهير والإعلاميين والفنانيين لكي يستمتعوا بصوته المخملي الذي يعتبر من المطربين الكبار في الساحة العربية.. عبدالمجيد نافس الفنان كاظم الساهر بالتواجد الجماهيري العربي. نبيل شعيل.. شغل المقسوم الفنان نبيل شعيل الذي قدم نفسه كما المعتاد بأعمال كلاسيكية خدمته كثيرا وخصوصا ذات الإيقاع المقسوم التي أفرزت قدرة جميلة متناسبة لامكاناته الصوتية «عينك على مين» صالت وجالت بصالة فينسيا وكذلك أغنية «مولاي تحت أمرك» و «ما أروعك» وكذلك «ليه يا غرام» وعدد من الأعمال الشهيرة.. المتواجدين بصالة فينيسيا الغالب منهم من السياح الخليجيين ولذلك طالبوه بأغنية «يادار» التي رقص عليها الجميع.. نبيل شعيل رصد قبيل حفلته في إحدى الكازينوهات وما يسمى «بالكافيtt» جالسا يستمتع كغيره من الزوار إلا أن الفنان الذي كان يغني «صاده» وحاول بإلحاح مع مساعدة الحاضرين أن يمتعهم بإحدى أغانيه.. وفعلاً تقدم نبيل شعيل وقدم ليه يا غرام من على بست الكافي وفور نهايتها عاد إلى مقعده تحت هتافات الجماهير والفرجة عليه خصوصا أنه يتمتع بجماهيرية كبيرة على المستوى العربي.. وبعد دقائق وهدوء الجالسين تم هروب نبيل شعيل بخفيه لم يعلم به أحد.. المصادفة الغريبة إن في ذلك «المرقص» وجود الفنانة اللبنانية «ديانا حداد» وبالفعل حاول ذلك الفنان الذي كان يغني بطريقة الاروجوازية أن تغني كما غنى نبيل شعيل.. حضور قوي.. وانفلونزا نجوى كرم كما هي العادة تقيم الدنيا وتقعدها بغنائها الألبوم الجديد وأعمالها المتنوعة الأولى وتقدم ذكريات جميلة بمصاحبة الدبكة اللبنانية.. الجمهور أصبح يردد شمس الغنية بصوت واحد مع مرافقة ابتسامات نجوى التي اعتذرت للجماهير بسبب القريب «الألنفنوزا» والإرهاق.. وقد غنت عدداً كبيراً من أعمالها السابقة والأعمال الجديدة.. ثم اتجهت إلى سوريا«دمشق» لتحيي حفلة أخرى في «بيسين» الشيراتون.. رابح وحضور متواضع ألهب نفسه قبل أن يلهب الحضور وقدم واحدة من أروع حفلاته على الاطلاق وإن عابها قلة الحضور مقارنة بحضور الفنان كاظم الساهر الذي تفوق على الجميع.. ولأن رابح لم يكن يعلم بالكاد أن في لبنان محبين لأغانيه وأعماله فلذا بانت المفاجأة حينما تواجد على صالة فينيسيا ووجد أن الغالب من الجماهير هي بالأصل لبنانية أتت لتستمتع بصوته وأعماله الصاخبة.. وقد قال لي أحد الصحفيين اللبنانيين إن في رابح شيئاً ما جذب الجمهور اللبناني ألا وهو التركيبة الإيقاعية من الرامز والإيقاع الخليجي الفلكلوري والأوركسترا الإيقاعية المرافقة معه.. رابح كالعادة لم يتمالك نفسه حينما ينفعل ويقدم أغانيه كالمعتاد بل إنه نوع في طرح الصيغ الغنائية منها الرومانسية والأغنية السريعة الفلكلورية التي رقص عليها السياح الخليجيون بشغف.. هي كذلك أينما وجد رابح ستجد الكل يرقص ويتمايل تحت إيقاعات أغانيه الصاخبة. عبدالله.. وصوت نوال هو كذلك عبدالله الرويشد والفنانة نوال الكويتية قدما حفلة ولا أروع ابتداء بصوت نوال الذي أطرب الحضور بأعمالها الكلاسيكية وإن كانت أعمال الألبوم «خمس الجروح» هي التي سادت تلك الحفلة ولاسيما المطالبة بالدويتو مع الفنان عبدالله الرويشد الذي أتى بالنمرة الأخيرة وشارك الفنانة نوال بالدويتو الشهير.. الرويشد طالبه الجمهور باعمال شريط «أعفيني» الذي قدم لهم أمسية جميلة استمرت قرابة الأربع ساعات. فنانون مشاركون فيصل السعد والفنان الإماراتي حسين الجسمي والفنان فضل شاكر وعدد كبير من فناني الدول العربية منهم قد لا نعرفه وفوجئنا بصورهم وأسمائهم تحت لقب فنان الخليج وقد استمرت حفلاتهم بدون ضجيج إعلامي نظرا لقلة الامكانات بالصالات المتعاقدة معهم.. ومنهم من غنى بأندية ليلية.. ويا للعجب؟!! الانتقال إلى «دمشق» بعض الفنانين انتقلوا إلى دمشق للالتقاء بمحبيهم ومعجبيهم كما هو الحال في العاصمة بيروت حيث الكم الهائل من الفنانين الذين تواجدوا لإحياء الأمسيات الفنية عطفا على طلب الجماهير.. الفنان عمر ذياب في فندق الشيراتون والفنانة شيرين في مطعم ليلي بصدنايا وكذلك الفنان اللبناني راغب علامة الذي رافقته فرقته في الشيراتون تحت قيادة الموسيقي ناصر الأسعد وفضل شاكر أيضا وديانا حداد التي أتت إلى الشام بصحبة فرقتها وإيقاعييها في المسرح الكبير الذي تشرف عليه وزارة الثقافة تحت أمسيات وأوبريتات منوعة.. أيضا لا ننسى الفنانين العراقيين منهم الفنان الكبير «سعدون جابر» الذي أحيا حفلاته في طرطوس واللاذقية ودمشق.. وتغنى في حلفته في العاصمة «عل الهو دلال» ومشتاقين والأغنية الشهيرة «شلونك عيني شلونك» وكذلك «من بغداد إلى البصرة» وأغنية «الحب مو بالقوة» ومجموعة من الأعمال العراقية المعروفة.. أيضاً الفنان علي العيساوي المعروف بمولاته الشهيرة منها «مخطوبة» وقدم أيضا أغنية «آه يم علي» وكذلك «أنا من بغداد وكلنا لها» وأعماله التي اشتهرت في بداية التسعينيات.. الفنان السوري الكبير صباح فخري قدم حفلة رائعة على مسرح معارض دمشق الذي تم افتتاحه بعد الصيانة وبداية عهد جديد لهذا المسرح الذي تجاوز عمره الخمسين عاما.. كما هي العادة قدود حلبية ومواويل وموشحات رافقتها رقصة السماح من صباح الذي سحب الجمهور إليه وجعلهم يتمايلون معه صفا واحدا الجمهور في بداية الحفلة لم يرق إلى فخري ولكن سرعان ما امتلأت المدرجات وطالبوا بأغنيته «ابعث لي جواب» التي قدمها بعد سلطنة ثلاث ساعات. عمر دياب الذي شغل الجمهور السوري قبل مجيئه إلى العاصمة بل إن معظم من الجمهور استخسر الحضور لفنانين آخرين قبله.. ومن على البيسين بفندق الشيراتون الذي يحظى دائما بجلب أفضل الفنانين العرب تراقص ورقص الجمهور الكبير الذي لم يشاهده إلا من على شاشات العرض الكبيرة نظرا لبعد المسافة وكثافة الحضور والازدحام على مقدمة البيسين للرقص معه..