الآن.. وقد هدأت اصوات انفجار الصواريخ وقاذفات البي 52 العملاقة التي صبت حممها على شعب العراق طيلة ثلاثة اسابيع بليلها ونهارها، وانتهت باحتلال قطر عربي أمام سمع ونظر العالم بكامله وبما فيه من منظمات دولية وإقليمية، وحقوقية.الآن من حقنا أن نتساءل كما يتساءل الكثيرون في هذا العالم عن الأسباب الحقيقية لتلك الحرب بعد أن اتضحت حقائق عديدة أولها أن السبب الأول لها لم يكن حقيقة، وإنما كان خداعا وتضليلا لكل العالم، بعد أن اتضح فعلا أن تلك الدولة لم تكن تملك شيئا مما كان يتم تخويف العالم به، وانها لم تكن سوى دولة - بغض النظر عن نظامها - ككل الدول لا تملك سوى أسلحة اقل من العادية للدفاع به عن نفسها او لقمع شعبها - لا يهم - وان كل ما تم الترويج له عن امتلاكها لاسلحة دمار شامل وبكميات ضخمة تهدد جيرانها والمنطقة والعالم كما كان يتم الادعاء، لم يكن له على ارض الواقع اساس، والدليل ان شيئا مما كان يتم الترويج له لم يعثر له على اثر في كل انحاء العراق رغم مرور اكثر من شهرين على انتهاء المعارك وفرض الاحتلال كأمر واقع على تلك الدولة.السبب الثاني لشن الحرب - كما تم الترويج يومها - وهو الاستيلاء على نفط العراق،هو ايضا سبب واه ولم يكن حقيقيا، لسبب بسيط وهو أن اي متابع يعرف خلفيات الامور، سيعرف يقينا انه كان بامكان الولاياتالمتحدة أن تفرض سيطرة شركاتها النفطية على النفط العراقي بدون قتال، وبدون حتى إطلاق رصاصة واحدة، حيث كان النظام السابق يتحرق شوقا لان ينال رضا الإدارة الامريكية، وكان مستعدا للقبول ببيع نفطه وبأي ثمن تحدده تلك الادارة، وبالتالي فلم تكن هناك أية مشكلة في حصول الولاياتالمتحدة على نفط العراق او نفط اية دولة اخرى من دول المنطقة.تلك كانت من بين الاسباب التي تم الترويج لها وعلى نطاق واسع قبل واثناء الحرب على العراق، ولازال البعض حتى اليوم يردد تلك الاسباب على اعتبار انها هي التي ادت الى الحرب، بينما تجاهل الجميع ربما عن غفلة - او عن سوء نية - الإشارة إلى السبب الحقيقي والخفي الذي شنت الحرب من اجله، رغم أن بعض ملامح صورة ذلك السبب الخفي كانت واضحة تماما، والتي كان يعبر عنها الشامتون المتخفون في فلسطينالمحتلة من ابناء صهيون الذين كانوا يحددون ساعة الصفر ويوم بدء المعارك قبل بدئها بأسابيع، قبل أن ينقلب التوجه ليتصنعوا الحياد، والصبر، وسعة الافق، والنظر الى المستقبل، وعشرات من الشعارات الاخرى التي تم تسويقها في الفترة التي كانت فيها صواريخ التوماهوك/ كروز، وقاذفات البي 52 العملاقة تصب حممها على رؤوس العراقيين ليلا ونهارا، وفي بث حي ومباشر تكفلت بنقله كافة المرئيات العربية والدولية في حينه.وحدهم بنو صهيون كانوا يراقبون ما يجري على الارض ومتابعة كل تفاصيل الخطط وسير العمليات بدقة شديدة، لمعرفة مكامن الضعف والقوة، ومعالجة العوائق اولا بأول من خلف الستار، وكان الكثير من عسكرييهم خلف خطوط المعارك يصوبون انحرافات نيران الصواريخ والقنابل، ويراجعون في مبنى - الموساد - بتل الربيع آخر المستجدات عندما كانت الدبابات الامريكية تندفع وسط صحراء العراق باتجاه بغداد.