أعلن مسؤول أمريكي كبير ان الولاياتالمتحدة تفكر في معاقبة اسرائيل على قيامها ببناء سور عازل اثار الانتقادات في جميع انحاء العالم .. غير انه في تاريخ العلاقات الامريكية الاسرائيلية لا توجد وقائع بارزةعلى مثل هذه العقوبات خصوصا وان اللوبي الصهيوني متغلغل في دوائر القرارالامريكي، كما ان اي تحرك مثل هذا قبل شهور من الانتخابات الرئاسية الامريكية يعتبر مغامرة لمن يتخذه. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان هذه الخطة تقضي بحرمان اسرائيل من ضمانات أمريكية لقروض تعادل قيمتها المبلغ الذي ستنفقه الدولة العبرية على اجزاء من الجدار الواقع في شرق الحدود التي رسمت في 1967 الخط الاخضر بين اسرائيل والضفة الغربية. واضاف «انه خيار ندرسه»، موضحا ان «قضايا حقيقية طرحت حول مسألة بناء هذا السياج ونحن نناقش الطريقة التي يجب ان نعبر بها عن قلقنا بشكل ملموس». واشار الى ان المسألة ما زالت موضع بحث في البيت الابيض ووزارة الخارجية، مؤكدا انه لن يتخذ اي قرار قبل ايلول/سبتمبر المقبل. وبعد هذا التصريح للمسؤول الأمريكي اكد وزير الخارجية كولن باول ان الولاياتالمتحدة تشعر بقلق حقيقي حيال الجدار الامني الذي يؤكد الفلسطينيون انه محاولة لفرض حدود الدولة الفلسطينية المقبلة خارج اطار المفاوضات. واكد باول معارضته لكون هذا الجدار يقضم في بعض المناطق أراضي من الضفة الغربية وينسف عملية تطبيق «خارطة الطريق» التي تدعمها الولاياتالمتحدة. وقال في تصريح لاذاعة «راديو سوا» التي تمولها الولاياتالمتحدة وتبث برامج باللغة العربية الى الشرق الاوسط ان «أي بلد يملك حق اقامة سياج إذا رأى ان الامر ضروري». واضاف «لكن في حالة السياج الاسرائيلي نحن قلقون لانه يقضم اراضي الغير وقلقون من ان يبنى بطريقة تزيد من صعوبة دفع خارطة الطريق قدما وهذا يسبب لنا مشكلة». ولم يشر باول الى مسألة ضمانات القروض لكن تصريحات المسؤول الأمريكي الكبير تؤكد انباء نشرتها صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية التي تحدثت الاحد عن احتمال معاقبة اسرائيل. وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش اقترح في آذار/مارس الماضي ميزانية طارئة لمنح اسرائيل عشرة مليارات دولار اضافية من المساعدات لتنشيط اقتصادها، وتسعة مليارات من هذه الاموال التي لم يقرها الكونغرس حتى الآن ستكون بشكل ضمانات قروض. وفي حال طبق هذا الاقتراح، فان الولاياتالمتحدة ستقتطع من ضمان القروض قيمة بقيمة المبالغ التي ستنفقها اسرائيل على اجزاء الجدار الامني التي تقام على اراض فلسطينية محتلة. ويتبع الجدار الامني مسار الخط الاخضر لكنه يتوغل في بعض المناطق في أراضٍ فلسطينية لضم مستوطنات يهودية ويؤدي في نقاط اخرى الى قطع قرى فلسطينية عن بقية الضفة الغربية.