جمعية ترميم توقّع اتفاقية ب 35 مليون ريال لتنفيذ مشاريع تنموية بمنطقة مكة المكرمة    مؤشر الأسهم اليابانية يسجل أفضل أداء أسبوعي في 3 أشهر    وزارة الرياضة ومجمع الملك سلمان للغة العربية يطلقان "معجم المصطلحات الرياضية"    تشكيل النصر المتوقع أمام القادسية    موعد مباراة الاتحاد القادمة بعد الخسارة أمام الفتح    مبادرة "نبض إنسان" تواصل جهودها التوعوية    "الزكاة والضريبة والجمارك" في منفذ البطحاء تحبط محاولة تهريب أكثر من 11 كيلوغرام من "الشبو"    خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل افتتاح متحف "تيم لاب فينومينا أبوظبي" للفنون الرقمية في المنطقة الثقافية في السعديات    إمام المسجد النبوي: التوحيد غاية الخلق وروح الإسلام وأساس قبول الأعمال    تعاون بناء بين جامعة عفت واتحاد الفنانين العرب    جامعة شقراء تنظم اليوم العالمي للمختبرات الطبية في سوق حليوة التراثي    أمطار رعدية على اجزاء من مناطق الرياض ومكة وعسير    إعاقة الطلاب السمعية تفوق البصرية    مرصد حقوقي: المجاعة وشيكة في غزة ومليون طفل يعانون سوء تغذية حاد    مجلس الأمن يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة في السودان    رسوم ترمب الجمركية ..التصعيد وسيناريوهات التراجع المحتملة    توتنهام يتغلب على أينتراخت فرانكفورت    تشيلسي الإنجليزي يتأهل للمربع الذهبي بدوري المؤتمر الأوروبي    النفط يسجل زيادة بأكثر من 3 بالمئة    قتيلان في إطلاق نار في جامعة في فلوريدا    ممتاز الطائرة : الأهلي يواجه الاتحاد .. والابتسام يستضيف الهلال    في توثيقٍ بصري لفن النورة الجازانية: المهند النعمان يستعيد ذاكرة البيوت القديمة    «تنمية رأس المال البشري».. تمكين المواطن وتعزيز مهاراته    تقاطعات السرديات المحلية والتأثيرات العالمية    فرح أنطون والقراءة العلمانية للدين    الغزواني يقود منتخب جازان للفوز بالمركز الأول في ماراثون كأس المدير العام للمناطق    الاستمرار في السكوت    نائب وزير الخارجية يستقبل وكيل وزارة الخارجية الإيرانية    انطلاق مهرجان أفلام السعودية في نسخته ال11 بمركز إثراء    وزير الدفاع يلتقي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني    أمير القصيم يستقبل مدير فرع الشؤون الإسلامية    عبدالعزيز المغترف رئيساً للجنة الوطنية لمصانع الابواب والألمنيوم في اتحاد الغرف السعودية    نائب أمير منطقة جازان يضع حجر أساسٍ ل 42 مشروعًا تنمويًا    نائب أمير جازان يرأس الاجتماع الرابع للجنة الإشرافية للأمن السيبراني    نائب أمير منطقة جازان يطّلع على تقرير "الميز التنافسية" للمنطقة لعام 2024    معرض اليوم الخليجي للمدن الصحية بالشماسية يشهد حضورا كبيراً    24 ألف مستفيد من خدمات مستشفى الأسياح خلال الربع الأول من 2025    تجمع القصيم الصحي يدشّن خدمة الغسيل الكلوي المستمر (CRRT)    تخريج الدفعة ال22 من طلاب "كاساو" برعاية نائب وزير الحرس الوطني    جامعة الإمام عبدالرحمن وتحفيظ الشرقية يوقعان مذكرة تفاهم    مشاركة كبيرة من عمداء وأمناء المدن الرياض تستضيف أول منتدى لحوار المدن العربية والأوروبية    قطاع ومستشفى تنومة يُنفّذ فعالية "التوعية بشلل الرعاش"    وفاة محمد الفايز.. أول وزير للخدمة المدنية    سجن مواطن لترويجه إعلانات "حج وهمية"    معركة الفاشر تقترب وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية.. الجيش يتقدم ميدانيا وحكومة حميدتي الموازية تواجه العزلة    الاتحاد الأوروبي يشدد قيود التأشيرات على نهج ترامب    الأمير سعود بن جلوي يرأس اجتماع المجلس المحلي لتنمية وتطوير جدة    5 جهات حكومية تناقش تعزيز الارتقاء بخدمات ضيوف الرحمن    القيادة تعزي ملك ماليزيا في وفاة رئيس الوزراء الأسبق    يوم الأسير الفلسطيني.. قهرٌ خلف القضبان وتعذيب بلا سقف.. 16400 اعتقال و63 شهيدا بسجون الاحتلال منذ بدء العدوان    أنور يعقد قرانه    إحباط تهريب 147 كجم من الشبو وضبط مستقبليها    قيود أمريكية تفرض 5.5 مليارات دولار على NVIDIA    حرب الرسوم الجمركية تهدد بتباطؤ الاقتصاد العالمي    مؤسسة تطوير دارين وتاروت تعقد اجتماعها الثاني    قوات الدعم السريع تعلن حكومة موازية وسط مخاوف دولية من التقسيم    رُهاب الكُتب    سمو أمير منطقة الباحة يتسلّم تقرير أعمال الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بمليوني دولار.. أمريكا اشترت كبار القادة العراقيين
صدام حسين: زوج ابنتي هو الذي سلم بغداد للأمريكيين
نشر في الجزيرة يوم 04 - 08 - 2003

بعد مرور 120 يوماً على سقوط بغداد فإن السؤال المطروح هو، هل كان السقوط المفاجئ والسريع للعاصمة العراقية سببه الخيانة، خاصة أن قوات الاحتلال واجهت مقاومة شرسة في المدن الصغرى مثل أم قصر والناصرية مما يعني صعوبة إسقاط بغداد؟.
السؤال اللغز لا توجد إجابة كاملة عليه لكن من الحقائق ان العالم كله فوجئ بدخول القوات الأمريكية وسط العاصمة العراقية مع اختفاء الحكومة العراقية والحرس الجمهوري، ثم أشار صدام حسين بعد ذلك في إحدى رسائله إلى ان زوج ابنته (حلا) جمال مصطفى عمر هو الذي سلم بغداد للأمريكيين، كما اتهم صدام حسين جنرالات في جيش عربي بتوجيه طعنة غادرة له في الظهر !!
فهل حدثت خيانة فعلا ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟ ومن هم هؤلاء الخونة ؟ وكيف باعوا العراق ؟
بداية نشير إلى اعتراف الرئيس بوش بالمقاومة العراقية الشرسة في بداية الحرب التي ادت إلى توقف نسبي لتقدم القوات الأمريكية والبريطانية نحو بغداد، وصاحب ذلك نقد شديد لخطة العمليات من جانب بعض الجنرالات الأمريكيين، وتوقع المراقبون ان تكون معركة بغداد هي المعركة الكبرى، ويكون القتال فيها أكثر شراسة وضراوة، حيث تعتبر بملايينها الخمسة عبارة عن جزيرة دفاعية ذات كثافة سكانية عالية يدافع عنها الصفوة من فدائيي صدام وميليشيات حزب البعث وفرق الحرس الجمهوري، خاصة أن بلدة أم قصر الصغيرة ذات الأربعين الفا واصلت القتال لمدة عشرة أيام، وكبدت الاحتلال خسائر غير متوقعة، وامام البصرة توقفت القوات البريطانية ولم تجرؤ علي دخولها لمدة أسبوعين، وكان آخر يوم ظهر فيه صدام حسين متجولا في وسط بغداد هو يوم 2 ابريل قبل اسبوع واحد من الانهيار. وكان في حالة معنوية جيدة ، كما ظهر سعيد الصحاف وزير الاعلام والمتحدث الرسمي العراقي يوم 7 ابريل وهو اليوم الذي بدا فيه ظهور القوات الأمريكية في شوارع بغداد، ثم ظهرت بشكل علني في وسط المدينة يوم الأربعاء 9 ابريل.
الاجتماع الأخير
وكشفت المعلومات عن وجود تفاصيل دقيقة لدى المخابرات الأميركية في بغداد، عن اجتماع عقده صدام حسين ومعاونوه يوم دخول القوات الأميركية في 7 إبريل ضواحي بغداد، وترجح المخابرات الأمريكية من تسرب هذه الاخبار كان متعمدا من صدام حسين لكشف الخونة. ومن هذه التفاصيل أن صدام حسين أكد في مستهل الاجتماع الذي عقد في مكان سري وحصين أن خيانة كبرى قد وقعت في الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، وقد تحدث عن شخصية عسكرية كبيرة بحقد عميق، وقال: إن هذه الشخصية كانت تعرف كل الأسرار وأسلوب إصدار التعليمات والشفرة الخاصة بها، وهذه الشخصية هى التي قادت عملية الخيانة وأصدرت أوامر بالانسحاب وكأنها صادرة عن صدام حسين شخصيا، وهكذا جرى الانسحاب الفوري والمفاجئ من كل المواقع دفعة واحدة وتم سحب السلاح، وشمل الانسحاب الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وكل الوحدات النظامية وشبه النظامية، بحيث لم يتبق للدفاع عن بغداد سوى بضعة مئات من المتطوعين العرب الذين لا تشملهم الأوامر، ولا يدخلون في نطاق التسلسل القيادي للتعليمات، ونقلت المعلومات عن صدام قوله: هؤلاء الأشخاص يظنون أنهم سيأخذون مواقع مهمة، في ظل الحكم الأميركي، لقد كانت الرسالة التي استخدموها أن صدام حسين قتل مع القيادة، وأنه لم يعد هناك أمل في المقاومة، والشخص الذي يقف على رأس الخيانة يعرف «كلمة السر» وهكذا استطاع إصدار التعليمات بالانسحاب من المنازلة.
قائد الجيش خان صدام
وكانت وكالة الشرق الاوسط للانباء قد أذاعت تصريحا لضابط كبير من بغداد في الحرس الجمهوري شارك في معركة المطار قال فيه انه شاهد صدام حسين يحمل بندقية ويقاتل مع الجنود وبجانبه ابناه عدي وقصي بالقرب من المطار، وان قوات الحرس الجمهوري التي هاجمت المطار أرغمت القوات الأمريكية على التراجع واصابتها بخسائر كبيرة وبالمئات ولكن لسبب مجهول صدرت الاوامر لها بالانسحاب والتفرق في المدينة، وتابع الضابط «الذي طلب عدم الكشف عن هويته» كنا ننتظر الاوامر بالدفاع عن مواقعنا في الموصل وفوجئنا بأوامر بالانتقال بالفرقة إلى مواقع أخرى جنوب بغداد في الوقت الذي عانى فيه الجنود من حالة نفسية سيئة للغاية.
وأضاف لم يكن أمامنا سوى تنفيذ الاوامر، ومن ثم فقد غادرنا مواقعنا وتوجهنا صوب الجنوب، ففوجئنا عند اقترابنا من العاصمة بأن الجنود قد بلغوا حالة من التذمر لم يمروا بها من قبل حتى ان بعضهم بدأ في الهرب من الفرقة مما أشاع جوا من الفوضى في صفوف الجنود ودفع معظمهم إلى الهرب أيضا وخلع الملابس العسكرية. وأكد أحد جنود فرقة كانت مكلفة بالدفاع عن بغداد أنهم تلقوا أوامر بالتوجه إلى مطار بغداد للدفاع عنه وبدأت هناك بالفعل معركة شرسة ضد الغزاة وتم تكبيدهم خسائر كبيرة مما رفع معنويات الجنود. وأضاف: ولكننا تلقينا أوامر مفاجئة بالانسحاب ولم ندر ما سبب ذلك القرار، فقد كان الامر سجالا، بل اننا كبدنا الاميركيين خسائر في المعدات والافراد بالمئات، ولكننا نفذنا الاوامر وتركنا مواقعنا وتفرقنا في بغداد بشكل غير منظم للانضمام إلى التنظيم السري المدني في ألوية المقاومة المسلحة الجديدة.
أين قوات الحرس الجمهوري
وكشف خبراء عسكريون عن أن سقوط بغداد المفاجئ والسريع كان صدمة وليس مفاجأة لكافة المراقبين حيث أطاح السقوط السريع بكافة الحسابات المنطقية وأثار عدة تساؤلات من بينها أين قوات الحرس الجمهوري التي يزيد قوامها على 50 ألف مقاتل مشهود لهم بشراسة القتال، وأين مدرعاتهم التي كان متوقعا أن تدك القوات البرية الأمريكية خصوصا بعد أن أصبحت في مرماها، وأين الدبابات والصواريخ التي يملك العراق المئات منها والتي كان بمقدورها تكبيد قوات الاحتلال خسائر فادحة، ولماذا لم تنفجر الألغام التي تم زرعها في طريق القوات الأمريكية ولماذا لم تنسف الجسور لوقف تقدم المهاجمين الغزاة، وما دور خنادق النفط التي حفرها العراق وكان النظام يهدد بإشعالها في وجه الغزاة، ولماذا لم تطلق رصاصة واحدة على آبار النفط العراقية؟؟ وقبل السقوط بثلاثة أيام توقفت المضادات العراقية عن إطلاق النيران واختفت الفرق الثلاثة للحرس الجمهوري وكذلك عناصر جيش فدائيي صدام الذين يزيد عددهم على 10 آلاف مقاتل وكانوا مستعدين لتفجير أجسادهم في وجه الغزاة.
الصحاف يعترف بالخيانة
وأعرب محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام العراقي السابق بعد وصوله إلى ابوظبي:، عن اعتقاده بان الرئيس العراقي صدام حسين المعزول يضع خططا من المكان الذي يختبئ فيه من اجل استعادة السيطرة على العراق، واعترف الصحاف ولأول مرة منذ الحرب على العراق، بانه كان من الافضل لصدام ومعاونيه ان يوافقوا على اقتراح رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الخاص بالتنحي عن السلطة. مؤكدا ان رفضهم الاقتراح الذي طرح خلال اجتماع قمة الجامعة العربية الذي كان سينقذ البلاد من الحرب كان خطأ جسيما. وقال الصحاف الذي غادر العراق إلى دولة الامارات في حديث لوكالة الانباء الالمانية في ابو ظبي انه لا يعرف المكان الذي يوجد فيه صدام حاليا، وانما المؤكد انه موجود في العراق، واشارت الوكالة إلى ان الصحاف الذي تردد ان سلطات دولة الامارات العربية المتحدة قد سمحت له بالاقامة لفترة طويلة في البلاد ابدى انطباعا يتسم باليأس لدي اعرابه الواضح عن خيبة الامل ازاء السقوط المفاجئ لنظام الحكم السابق للعراق بقوله: انه لم يعتقد أو يتصور على الاطلاق سقوط بغداد بمثل تلك السهولة، وألمح إلى امكان ان ينحي باللائمة علي الخيانة في صفوف قيادة حزب البعث العراقي التي ادت إلى هذا السقوط، مؤكدا انه اصيب فعلا بإحباط بالغ لدي مشاهدته اختفاء قيادات البعث في غمضة عين.
رشاوى أمريكية
وفي جرأة عجيبة في 25 مايو الماضي كشف الجنرال الأمريكي تومي فرانكس قائد العمليات العسكرية في العراق عن احد اهم اسرار الحرب، عندما اعلن في تصريحات لصحيفة الاندبندنت البريطانية ان القوات الأمريكية الخاصة قدمت رشاوى لكبار القادة العراقيين لضمان تحقيق نصر سريع وبأقل عدد من الضحايا، وقال ان قادة عراقيين ارسلوا خطابات يؤكدون فيها للقوات الأمريكية انهم يعملون معها، وان ولاءهم لصدام حسين لم يعد قائما.
ورغم عدم الكشف عن قيمة الرشاوى، الا ان مسؤولا في وزارة الدفاع الأمريكية قال ان امريكا تجنبت اراقة الدماء بثمن صاروخ كروز الذي تتراوح قيمته ما بين مليون و2 ،5 مليون دولار. وكشفت مجلة لو جورنال دو ديمانش الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 26 مايو عن تعرض الرئيس العراقي صدام حسين لخيانة من ابن عمه ماهر سفيان التكريتي الذي كان مساعدا لقصي ابن صدام في قيادة الحرس الجمهوري العراقي. واشارت المجلة إلى ان ماهر سفيان امر قواته بعدم الدفاع عن بغداد اثراتفاق عقده مع الأمريكيين.
واستندت المجلة إلى تصريحات اللواء مهدي عبدالله الدليمي، احد المسؤولين عن الدفاع عن العاصمة العراقية في حديث للقناة الثانية الفرنسية التي قال فيها: انه في 4 ابريل الماضي (يوم سيطرت القوات الأمريكية علي مطار بغداد المعروف بمطار صدام) فقدت القوات العراقية السيطرة علي مدينة بغداد، وعندها طلبنا الاوامر من اللواء سفيان التكريتي فجاءت الاوامر منه واضحة وصريحة بعدم القتال والانسحاب. واشارت المجلة إلى ان شهود عيان أكدوا ان صدام حسين قال انه تعرض للخيانة خلال سيره في احد الشوارع في بغداد يوم 7 ابريل، ونقلت المجلة عن مصدر عراقي ان سفيان التكريتي عقد اتفاقا مع الأمريكيين منذ نحو عام يقضي بعدم اشتراك 100 الف جندي من قوات الحرس الجمهوري في القتال، وانه اقتيد مع عائلته سرا في 8 ابريل على متن طائرة سي 130 إلى قاعدة أمريكية. وكانت القوات الأمريكية قد اعلنت في 8 ابريل الماضي ان سفيان التكريتي قتل عشية سقوط بغداد، وتحدثت المجلة الفرنسية عن وجود العديد من الخيانات الاخرى التي قام بها عدد من المقربين من صدام من بينهم عبدالرشيد التكريتي الذي كان يطلع القوات الأمريكية على تحركات الجيش العراقي وتحركات عدي نجل صدام. كما اشارت إلى قيام ضابط بالقصر الجمهوري بتسليم الأمريكيين معلومات عن مكان وجود صدام فجر يوم 20 مارس و7 ابريل في حي المنصور، وذكرت المجلة انه تمت تصفية هذا الضابط.
الصفقة
ومن جانبه صرح دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي على شاشات التليفزيون يوم 21 مارس الماضي بعد يوم واحد من بدء القتال بان هناك اتصالات تجري مع قيادات الحرس الجمهوري في العراق لوقف مقاومتهم مقابل تأمين حياتهم وحياة عائلاتهم ومستقبلهم سواء في العراق أو خارجه بعد انتهاء الحرب. وكشف مصدر أميركي مسؤول في 15 إبريل الماضى في تصريحات نشرت له في لندن عن تفاصيل «الصفقة» التي أدت إلى سقوط بغداد في أيدي القوات الأميركية بلا قتال، وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه ان القيادة الأميركية استطاعت التوصل لاتفاق مع قادة الحرس الجمهوري العراقي وفدائيي صدام، يتضمن نقلهم إلى خارج العراق واعطاءهم مبالغ نقدية كبيرة ومنح بعضهم ممن لم يرتكب جرائم حرب وعائلاتهم حسب رغبتهم الجنسية الأميركية والاقامة في الولايات المتحدة مقابل عدم التعرض للقوات الاميركية وإلقاء السلاح. وأضاف ان معركة مطار بغداد كانت نقطة تحول، حيث اتفقت القوات الأميركية مع القادة العراقيين على التحصن بالمطار قبل نقلهم إلى خارج العراق حسب الخطة الموضوعة. وأكد انه تم قصف مكتبي قناتي أبوظبي والجزيرة وكذلك الهجوم على فندق فلسطين الذي ينزل فيه الإعلاميون للتغطية على هذه الصفقة، وقال إن آخر معلومات أفشاها القادة العراقيون كانت عن مكان اجتماع صدام حسين في حي المنصور الذي تم قصفه بعد ذلك.
الدور الروسي
ويرى الخبراء أن السقوط المفاجئ لبغداد سببه صفقة تمت في الخفاء خاصة أن كوندوليزارايس مستشارة الامن القومي الأمريكي زارت موسكو لساعات يوم 7 ابريل، أى قبل سقوط بغداد بيومين والتقت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اتصل بالسفير الروسي في بغداد وكان قد غادرها وطلب إليه العودة.. وقد خرجت مستشارة الامن القومي من اللقاء متهللة مبتسمة تلوح بيدها كعلامة للسرور والاغتباط.. فيما يرى بعض المراقبين ان السفير الروسي كان وسيطا في الصفقة.
ويقول محمد قادر وكان قائدا لمجموعة تفجيرات: الخيانة حدثت من الحرس الجمهوري في ابو غريب، رغم ان الحرس كان يملك معدات جيدة لكن القادة انسحبوا وأمروا الجنود بخلع ملابسهم وترك اسلحتهم والعودة لديارهم.. فانفتح الطريق امام الأمريكيين إلى المطار وحصار بغداد، وأضاف أنه رغم ذلك هزمنا قتلنا مئات الأمريكيين وطردناهم من المطار، وقاد صدام بنفسه هذه المعركة وضرب اول (ار. بي. جي) وانصرف، ولكنهم استدعوا الطائرات التي حسمت المعركة خاصة في ظل خيانة الحرس، لكننا قاومنا كثيرا وخضنا معارك عند بسماية وجسر المثنى وأوقعنا بالأمريكيين خسائر رغم تفوقهم التكنولوجي.
وأوضح أن الدبابات الأمريكية كانت مزودة بدروع تطلق اشعة ترصد المعادن وتدمرها قبل وصولها للدبابة، ورغم ذلك تعاملنا معها بفضل فكرة مبتكرة لأحد الفدائيين العرب حيث كنا نغطي رؤوس الصواريخ المضادة بالطين أو قطع من القماش فلا ترصدها الدروع المشعة فتصيب الهدف. ويضيف محمد: وعندما فكر صدام في استخدام الصواريخ المتوسطة المدى وكان لدينا حوالي 300 صاروخ اكتشفنا ان الخونة ابطلوا مفعولها جميعا بفكها وتفريغها من العمود النحاسي المسؤول عن اشعال الصاروخ وانطلاقه، وعند هذه النقطة ادركنا جميعا انها النهاية لكن فدائيي صدام وبعض المتطوعين العرب استمروا في المقاومة.
خيانة أقارب صدام
وكشف مسؤولون في النظام العراقي السابق لوكالة الأنباء الفرنسية في الأردن عن ان ثلاثة ضباط كبار في القوات المسلحة العراقية من اقارب صدام حسين، وهم: ماهر سفيان التكريتي قائد الحرس الجمهوري، وطاهر جليل التكريتي مدير المخابرات، وحسين التكريتي مدير مكتب قصي النجل الأصغر لصدام حسين تولوا مهمة تسهيل دخول القوات الأمريكية إلى بغداد عن طريق إصدار اوامر إلى وحدات الجيش بوقف اطلاق النار، وترويج شائعة عن مقتل صدام خلال غارة استهدفت مطعما في حي المنصور في العاصمة العراقية.
واشاروا إلى ان صدام احس بوجود خائن أو أكثر بين حراسه المقربين عقب قصف احد مقاره في بداية الحرب في 19 مارس الماضي، ودفع ذلك صدام إلى نشر معلومة بين اعوانه المقربين وحرسه عن اعتزامه بالتوجه إلى حي المنصور في السابع من ابريل الماضي، وبمجرد وصوله دخل المطعم فعليا وخرج بسرعة من الباب الخلفي، وبعد دقائق قصف الطيران الأمريكي المبني بقنابل ثقيلة فتأكد صدام من خيانة حرسه الخاص فأمر باعدامهم جميعا، واقر المسؤولون، خلال المقابلة، بصحة شريط فيديو بثته قناة ابوظبي الفضائية بعد انتهاء الحرب مؤكدة تسجيله في نفس يوم سقوط بغداد في التاسع من ابريل، ويظهر الشريط صدام حسين خلال جولة باحد احياء بغداد، واكد المسؤولون ان صدام ابلغ المواطنين الذين احاطوا به في هذا اليوم بانه تعرض للخيانة وطالبهم بالاستمرار في المقاومة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.