كان الحب الأزرق ينمو ويتكاثر تدريجياً دون اكتراث بما يرصده الاخرون من قلق!! * كان يتعثر شبراً ويزداد ذراعاً... يعود فيتلعثم برهة من الوقت الاصلي.. ثم يخطب فيرغمهم على الانصات دهراً من الزمن الاضافي!! * تجده يتحسن سحنة الذهب.. فلا تظهر الا روحه التي تداخله بوحي انتصار غريب يدعى «الزعيم»! * كانت انتصاراته بمثابة ألغام للآخرين.. تغريهم من حيث لا يستكنون او يغفون!! انها مفخخة الى حد الاستدراج للركض والركض الى خط النهاية الوهمي!! * عندما يغيب تجدهم يتوجسون الريبة في حضور ظله! * وعندما لا يحضر ظله يصيح فيهم «الذهب» صيحة التوجس والريبة! * انهم قوم «يعتفرون» تراب البطولات!! * «يعتفرون» الرقي الذي «يتسامون» به عن كل الطحالب والاحداث!! * لم يعد في الهلال متسع للذكرى!! امام كل ماحدث ومايحدث من اولئك .. لأن الانتماء يتلاشى من اجسادهم تدريجياً.. والضجيج ينبعث من ركام السكوت.. والسكوت ما هو الا انحسار مكتظ بالاهات.. يوصدون به الاخلاص ويرسمون له التقرب زلفاً!؟ * لأنهم يقتفون اثر الزعيم في كل شيء فقد راودتهم انفسهم وفعلوا.. اقول وفعلوا.. في خطف لاعبيهم بطائرة خاصة!! بل بملاحقة لاعبيهم الاجانب.. بل اقتفاء مدربيهم من قريب ومن بعيد! ولأن الزعيم يملك جناح طير عنيد.. فقد جعلهم يمضون في كل تلك المهاترات التي لم تجلب لهم الا بطولة الرمق الاخير تلك!! فهو يرتفع بكل شموخ العاشق المحب عن كل ذلك بل انه لا يأبه بداً بالاقزام فهم اسرع انقراضاً.. اكثر ابادة.. واقل حجماً!! * انهم لايعرفون ولا يتعلمون الوفاء او الرقي ابداً! * ذات يوم قال لهم الزعيم.. ان العلم هو روح النداء لكنهم لم يصدقوه!! * قال لهم ان الذهب هو وقود الجماهير لكنهم لم يقتفوا اثره؟! * ذات فرح لوح بالعناق حباً.. لكنه صمت حين عرف قصدهم !! * ذات اخلاص كان يحتضر وفاءً.. لكنهم حملوا الشعارات اعتراضاًَ! * معجزة الهلال انه لايستكن ابداً.. فهو دائم المستحيل..!! * اعجاز للممكن.. قاهر للخرافة التي تفسرها القواميس الهلالية بسهل الممتنع!! * ولأنه زعيم من لا زعيم له فلا توجد في الهلال انصاف حلول فإما الحضور كاملاً وإما الغياب كاملاً! * في قاموس الهلال الممكن مرفوض.. ومكروه حتى النخاع!! اما المستحيل.. كل المستحيل فهو روح وقدره الدائم الذي عشقه! * ما اكثر الوشاة وما اجبنهم!! كأني بهم يتساقطون زرافات.. زرافات!! لقد انتهى كل شيء ولم يذر لهم «الهاروت الازرق» إلا فتات الطعام البالي الذي يبقيهم على بعض الحِرف البالية..!! * عندما يستشعر الهلال المسؤولية ترى فرائصه تنكمش.. تتقوس الى حيث الفريسة.. ! * عندها تبدأ قصة الحصار الازرق لانفاسهم.. يقترف البسالة.. ويتعمد الترويض ثم يهيم في سباق عجيب مع الابداع.. والزعامة!! * فتجدهم يرتكبون الانهزام دون شعور بالذات.. او دون حياء من تاريخهم الممزوج بالزمن المستتر علانية!! * المسافة تزداد اتساعاً.. لكنهم يكابرون.. القامة تزداد طولاً.. لكنهم يتمادون.. الارض تفيض ذهباً.. لكنهم مازالوا يحاولون.. السهر يؤرق اعينهم الجاحظة.. والليل الازرق يوقظ مضجعهم الوردي!! * جميعهم يحاولون تسلق السلالم الصغيرة.. والاوهام الكبيرة.. * يحاولون ويحاولون حتى تهديهم عقولهم الى تسلق الدمى الصغيرة التي يظنون بها رؤية السحب الوردية الحالمة!! لكنهم لا يلبثون كثيراً.. فيفتضح امرهم بين الهزيمة والارق!! * بقي ان نقول ان «الخلود» هي وسيلة الهلال الوحيدة لنيل ماتبقى لهم من مجد!! اجل مابقي لهم من مجد.. انها المرة الألف التي يتحاور فيها الهلال ذاته كفريق!! تجده يتلبد في سماء المجد.. ثم ينهمر اغتسالاً وحباً ومجداً!! * انهم خارج كل الاسوار..!! بل خارج كل الحدود والازمة..!! اعتصار قلب يعتمرني احساس غريب اجده يعتصر مابقي في قلبي من اوردة وانا اليوم اقدم اعذاري في التوقف لفترة اعدكم ألا تكون طويلة ذلك لمرافقة والدتي «شفاها الله» لاجراء بعض الفحوصات في بلد اظنها تكره ضبابيته ونوره!! فقط كل ما اتمناه ان يكون جمهور «الجزيرة» الحبيب قد تذكرني في الدعاء لوالدتي بالشفاء العاجل ان شاء الله.