تحية مفعمة بالحب وبعد.. اطلعت بسرور بالغ على ما نشر في الصفحة الاخيرة من جريدة الجزيرة بتاريخ الاربعاء 6/3/1424ه بعنوان «حسم ثلاث درجات من كل طالب لا يعيد الكتب المدرسية» وكان هذا بأمر وزير التربية والتعليم د. محمد الرشيد وحيث انني سبق وان سطر يراعي عدداً من المقالات حاثاً فيها على الاهتمام بالكتاب المدرسي احدها في الرأي تحت عنوان «متى يسترد الكتاب المدرسي هيبته؟» واخرى في العزيزة بعنوان «رغم كثرة التعاميم لايزال الكتاب المدرسي يشكو عبثاً!!» وفيهما تحدثت عما يصيب الكتاب المدرسي من جور وظلم وعبث وايذاء خصوصاً ايام الامتحانات وحيث اننا على ابواب الامتحانات ولم يبق سوى القليل فنحن قاب قوسين او ادنى فقد اثلج صدري ما قرره الوزير فبعد ان اصدر هذا القرار تأكدت تماماً ان مقالتي السابقتين لهما صدى واسعاً لدى المسؤولين وماذاك الا لتفهمهم وحرصهم على مصلحة الطالب عامة والحفاظ على الكتاب المدرسي خاصة. ولو ان الوزارة لم تجد اهمالاً للكتب المدرسية واستهانة بها وعبثاً من قبل الطلاب والطالبات لما اصدرت مثل هذه التعاميم وفي رأي المسؤولين انها اصبحت ظاهرة. وحقيقة نشهدها ويشهدها معنا كل عاقل حصيف ان الكتب المدرسية مازالت تشكو عبثاً وانتقاماً من الطلاب والطالبات على حد سواء خصوصاً ايام الامتحانات فنرى افنية المدرسة مكسوة بالثلج اقصد بالاوراق الثلجية وكأننا في القطب الجنوبي من الكرة الارضية بل في كل زاوية من زوايا المدرسة نجد كتاباً ملقى ولسان حاله يشكو ما وصل اليه وكأن هذا الكتاب هو العدو اللدود لهذا الطالب وكأني بهذا الطالب يقول.. اعدى عدو في الزمان كتاب وهنا وبعد ان شكلت الوزارة لجاناً من عدد من القطاعات اكدت بأن الكتب ترمى في الحاويات وتمتهن بها آيات قرآنية واحاديث شريفة اتضح لنا ان تلك المشكلة ظاهرة «وليست امراً عرضياً او مؤقتاً بل هو دائم وسيستمر اذا لم توضع له مثل تلك الضوابط اذن ما خطه يراعي سابقاً من ان الكتب المدرسية تشكو عبثاً لم يكن من عبث ولم يتولد من فراغ او من اجل ملء فراغ صحفنا المحلية او من دافع الفضولية وانما مما كنت اشعر به من جور وظلم لهذا الكتاب والذي اتألم عندما آراه بهذا الشكل.. كيف لا وهو يحمل بين جوانحه اسماء الله وآياته.. ولكن يداً واحدة لا تصفق!! وقد اقترحت في مقالتي السابقة في صفحة الرأي اقتراحات كثيرة كان من ضمنها تخصيص درجات للمحافظة على الكتب المدرسية وتشجيع الطلاب باقامة الندوات والمحاضرات للحفاظ على الكتب وغيرها وهاهي اليوم اقتراحاتي تأخذ حيزاً واسعاً من هذا القرار وهذا ما اسعدني حقيقة.. واخيراً.. اكرر دائماً انني اكتب بايماني قبل ريشة قلمي وبيقيني قبل علمي وما يتدفق به يراعي فيضاً علي الورق من الواقع الذي اعيشه واعايشه واراه امامي مراراً وتكراراً لا من بنات افكاري.. فشكر الله القائمين على التعليم في بلادنا وجزاهم خيراً على الاهتمام بالتعليم عامة وبالكتب المدرسية خاصة.. واذيل خاتمتي بقولي اللهم سخر لكلمة الحق منا من يسمعها ويفهمها ويؤمن بها.. اللهم اجعل منا نبتة صالحة في هذا الوطن تؤتي ثمرها الطيب وفيئها الخير لأبنا الوطن.. اللهم امين وللعزيزة الجزيرة فيض من الشكر والتقدير..