طرح الأستاذ عبدالرحمن حسن جان رئيس قسم الخدمات الاجتماعية بمستشفى الأمل بجدة بالعدد (10601) المؤرخ ب 13 ربيع الآخر 1423ه من هذه الجريدة استبيانا حول موضوع اتلاف الكتب المدرسية فور انتهاء الفصل الدراسي الثاني.. والاستبيان موجه للطلبة والطالبات في جميع المراحل المدرسية. وفي الواقع أن هذا الموضوع حيوي وهام وقد جاء في الوقت المناسب وكنت اتمنى ان يكون ابكر قليلا أي بعد انتهاء الامتحانات مباشرة وقد لفت نظري في ذلك الاستبيان خمس نقاط هي: 1/ هل تعتقد ان الضغوط النفسية التي يعانيها الطلاب قبل وأثناء فترة الامتحان سبب في إتلاف الكتب؟ وأجيب بما أستطيع إيضاحه من وجهة نظري ففي زماننا لم نكن نعرف الضغوط النفسية لأن الأهل في ذلك الوقت يهمهم النجاح وكفى، أما الآن فإن الأهل يريدون له الطب، وهو يرغب في الهندسة، هم يريدونه أن يدرس (علمى) وهو اتجاهه أدبي، والأهل لا يكفيهم النجاح بدرجة (جيد جدا) بل يريدون ان ينجح بدرجة (ممتاز) والا تقل علاماته عن 100% ولذلك هم ينفخون في روعه انه اذا لم يحقق هذه الطموحات فسيفشل في دراسته وفي حياته العملية فينشأ الضغط النفسي بداخله ويتفاعل ليفرز كرها للدراسة والكتاب والمعلم! 2/هل تعتقد ان الدافع لذلك (إتلاف الكتب) هو الكم الهائل من المعلومات؟ انا شخصيا لا أرى ان في المنهج كما هائلا من المعلومات، وان الدراسة في وقتنا هذا ابسط بكثير من مناهج الدراسة ايام زمان، فبقدر تقدر المواد كانت تخفض المعلومات الخاصة بكل مادة وتبسط الى ولا يعاني من هذه الضغوط التي اشار اليها الباحث سوى الفاشلين الذين لم تكن الدراسة لهم غاية كعلم ينفعهم في الدنيا والآخرة. وكان السؤال المهم في هذا الاستبيان هو: هل ترى أن قلة الوعي بقيمة المعلومات هي السبب في إتلاف الكتب؟ وهذا السؤال يلامس بعض الحقيقة إذ أكثر الطلاب والطالبات عندما ينتهي الفصل الدراسي يظنون ان مهمة الكتاب قد انتهت بالخروج من قاعة الامتحان لعدم وعيهم بان المعلومات المستقبلية مؤسسة على ما سبقت دراسته فمثلا علامات الترقيم يؤسس عليها الاملاء والتشكيل نتيجة معرفة القواعد واجادة التلاوة مؤسسة على علوم الصرف والرياضيات تبنى على دراسة الحساب في الصفوف الأولى، وهكذا كل علم له بداية ولكن ليس له نهاية، الا ان قلة الوعي تصور للطالب والطالبة عدم احتياجهما للمعلومات التي تحتويها كتب الفصل المنتهي في المراحل المقبلة. ثم جاء سؤال هام جدا هو: من وجهة نظرك هل ترى ان عدم توعية المدرسين للطلاب حثهم على ذلك؟ ولا اعتقد ان هناك اي عامل يمكن ان يحث الطالب على اتلاف الكتب وعدم العناية بها. وتجاوبا مع استبيان الاخ الكريم اود ان ادلي بدلوي في هذا الموضوع بصفتي احد اولياء الأمور فأقول: انه اذا كان المعلمون والطلاب والمعلمات والطالبات لا يملكون جميعا ذرة من وعي بأهمية الكتاب المدرسي لذلك لم تحاول الجهات القائمة على العملية التعليمية افهام الطلاب والطالبات.. أن مهمة الكتب لا تنتهي بانتهاء فصول.. وان هناك طلابا وطالبات قد يحتاجون لهذه الكتب في المستقبل ولذا يلزم القيام بحملة توعية قبل نهاية كل فصل دراسي لإفهام الطلاب منذ الصف الاول الابتدائي وحتى نهاية المرحلة الجامعية بأهمية ووجوب المحافظة على الكتاب المدرسي تتمثل في: 1/ملصقات تلصق في قاعات الامتحانات والصفوف المدرسية ومخارج وأسوار المدارس. 2/أناشيد تحث على المحافظة على الكتب للصفوف الأولى. 3/قصص من منهج المطالعة. تتناول هذا الموضوع 4/ مسابقات بين الصفوف برصد جوائز عينية لأحسن فصل يقدم الكتب بحالة جيدة ونظيفة. 5/ احتساب درجات تشجيعية تضاف الى درجات نهاية العام للطالب والطالبة اللذين يقدمان الكتب بالصورة اللائقة وعكسها خصم بعض الدرجات التشجيعية ممن لا يقدم كتبه بحالة جيدة. 6/ربط تسليم الشهادات والنتائج بتسليم الكتب فالذي يسلم الكتب يحصل على النتيجة او الشهادة فإن ذلك سيكون باعثا على المحافظة على الكتب التي هي ثروة علمية. يتكرر استخدامها كل عام. والواقع انني قد سررت بهذا الاستبيان وودت انه جاء قبل الآن وان يتكرر كل عام، وان تتولى نشره وتنبيه الجهات المسؤولة عن التعليم لأنها هي التي تتحمل أعباء توافر الكتب المدرسية لكل عام، وهذه مسؤولية التزمت بها الدولة لتوفير الرعاية لأبنائنا وبناتنا.. واعتقد ان أبناءنا وبناتنا اذا وجدوا التوجيه والتوعية اللازمين لن - يألوا جهدا في الاستجابة، والمحافظة على الكتب لكي يستفيد منها زملاؤهم وزميلاتهم ممن يحلقون بهم في السنوات القادمة، ولاشك ان الوعي المفقود بأهمية الكتاب هو السبب الرئيسي في العبث بالكتاب المدرسي وعدم المحافظة عليه وقد كنت واحدا ممن نادوا وكرروا النداء حول هذا الموضوع وكانت آخر مقالة حول هذا الموضوع نشرت بهذه الجريدة في العام الماضي بعنوان (الكتاب المدرسي يستغيث) فلم نجد مع الأسف أية استجابة وكأن الأمر لا يهم أحدا من المسؤولين.. أو أنهم لا يقرأون مثل هذه المواضيع التي لاتنتقد تصرفات المسؤولين.