لا يكاد يختلف اثنان على أن العناية الإلهية تولت رعاية وتربية الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في جميع مراحل تكوين حياته. لأنه النبي الخاتم ودينه الدين العالمي والرسالة المحمدية تدعو جميع الشعوب في جميع أصقاع الدنيا الى الدخول في الدين الجديد الدين العالمي. )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (سبأ:28) عزيزي القارئ الكريم عندما شرعت في كتابة هذه المقالة أصبت بالحيرة نعم أصبت بها وقد تتساءل أخي الكريم ولماذا حيرتك ودهشتك؟؟ وذلك لأنني أمام شخصية يعجز الانسان عن الوفاء بحقها ماذا عساي أن أكتب في شخصية عالمية شملتها العناية الإلهية بالتربية «أدبني ربي فأحسن تأديبي» ماذا عساي أن أكتب عن من كان خلقه القرآن. صاحب الرحمة العالمية {وّمّا ارسلناك إلاَّ رّحًمّةْ للعالمين} [الأنبياء: 107] ماذا عساي أن أكتب عن من كان أشد حياء من العذراء في خدرها؟ ماذا عساي أن أكتب عن من كان متواصل الأحزان دائم الفكر ليس له راحة فراحته تبليغ الدعوة وانقاذ البشرية. كلنا يعرف كيف تعرض الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في مراحل دعوته للأذى والتكذيب والتضييق النفسي والحصار الاقتصادي والتهم الملفقة لكنه عليه السلام صبر وقاد دعوته بكل همة وعزيمة. مع العوامل الإلهية من رعاية وعناية ووحي نجد التجسد الأخلاقي العظيم في شخصه عليه السلام، فكان الأعداء وإن تمكن الكبر من نفوسهم تجدهم يحترمون شخصه وعظيم خلقه لم يجد الأعداء من مشركي العرب ونصارى العرب ويهودهم جوانب ضعف أو قصور في شخص المصطفى عليه السلام. * لقبته قريش «بالصادق الأمين». * اليهود يعترفون بالرسالة والنبي محمد ولعلني أورد قصة وهي رواية أم المؤمنين اليهودية التي أسلمت وهي سيدة قومها اعتراف منها بأن النبي محمد هو النبي الخاتم الذي بشرت به التوراة تقول السيدة صفية بنت حيي بن أحطب «سمعت عمي أبا ياسر يقول لأبي أهو هو؟ قال نعم والله، قال فما في نفسك منه؟! قال: عدواته ما بقيت. الاعتراف بالنبي الخاتم ولكنه الحسد المشوب بالتكبر {ولن ترضى عنك اليهود ٍولا النصارى حتي تتبع ملتهم }. محمد عليه السلام بشارة عيسى عليه السلام {)وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) (الصف:6) * إن النبي محمد عليه السلام ودينه الإسلام احترم الأنبياء السابقين وأقر بما أرسلوا به بل من أركان الإيمان الإسلامية هو الإيمان بالأنبياء والرسل والكتب إنه دين عظيم يحترم الغير ويقر بما أتوا به. * إن كتابنا المقدس هو الذي بين جهود الأنبياء السابقين عليهم السلام في تبليغ الدعوة بل وبالدفاع عنهم ثم إن القرآن الكريم قام بفضح الأقوام وبالذات اليهود وجميع الأمم التي أرسل إليها نبي ورسول، أشاء ومدح من آمن منهم ونصر أنبياءه، بل إن القرآن الكريم هو الذي دافع عن الأنبياء والرسل وكشف الكذب والتزوير الذي تم تلفيقه لهم بل إنه الشاهد الحقيقي للأنبياء والرسل على تبليغ دعوتهم. * كشف النبي محمد صلى الله عليه وسلم الجهود الجبارة للأنبياء السابقين له أمثال موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام وغيرهم الكثير بل إنه برأ ساحة الكثير منهم وما تم تلفيقه مثل براءة نبي الله الملك سليمان عليه الصلاة والسلام إذاً الإسلام احترم الدين اليهودي وأقر بوجوده كدين سماوي له شرعته ومنهاجه. * ثم إن الإسلام احترم دين النصارى «انظر سورة مريم» وسل نفسك من هي مريم هذه؟؟ تجد الجواب الشافي في الرسالة الإسلامية الخالدة، إنها قمة العالمية والموضوعية ويظهر التسامح جلياً من خلال الإسلام واعترافه بغيره من الديانات واحترام أتباعها. * من كل ما تقدم عرفت أيها القارئ الكريم عالمية الإسلام وكيفية إقراره بغيره من الأمم التي أرسل إليها أنبياء ورسل، إذاً فالعظيم من يقر بغيره ويصحح مساره بأدب جم كما فعل الإسلام مع غيره من أمم الدنيا. إن أمة الإسلام في هذه الأيام بالذات بدأت تتعرض للعدوان العملي «الحرب» والنظري «الإعلامي» وبالذات من خلال التطاول على شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي صور دفينة للحقد اليهودي النصراني المشترك للنبي محمد عليه السلام ودينه وأتباعه، ولماذا كل هذا؟؟ «إنه الحسد للإسلام والمسلمين« والسبب هو حقيقة الرسالة وسرعة انتشارها واحترام أمم الدنيا لها وذلك لصدقها وعدم تحريفها وباحترامها للذات البشرية والخصوصية النفسية للانسان المستخلف في الأرض الربانية. * إن الدين الإسلامي هو روح من الجوانب الأخلاقية والقاعدة الصحيحة التي لا يعتريها التزوير بل عقيدة ربانية صحيحة تناسب النفس البشرية ولذلك يزيد الأتباع إذا قلت انه على مدار الساعة فصدقني في ذلك. * شخصية النبي الخاتم أثرت في الأعداء قبل الأصدقاء.. شخصية الشمول والتوازن. * فهو عليه السلام القائد للدولة. وهو عليه السلام المربي الفاضل والمعلم الحنون. * الزوج المثالي. * الأخ الرحيم. * الحليم في أخلاقه الكريم في سجاياه {)فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران:159) }. * صاحب الخلق العظيم {وانك لعلى" خلق عظيم }. * هذه الصفات الكريمة والكمال المنقطع النظير مما قرب إليه النفوس وحببه إلى القلوب وصيره قائداً تهوي إليه الأفئدة - الرحيق المختوم ص 448. * لن يتأثر النبي الكريم محمد عليه السلام بما يكتبون وبما يدعون لأن مقامه عند ربه جلي وعلي وكريم ومحمود لن يرضى الله تعالي بشفيع غيره في الساعة الحاسمة ساعة القيامة.