ما أجمل أن تنطلق من مهبط الوحي في يوم وحدته هديّة ثمينة للبشريّة كلها نقدّمها رسالة دين ومهمة أمة أمام الدنيا كلها. ما أعظم ان يبادر أبناء الموحّدين وأحفاد الفاتحين بمبادرة نوعيّة جديدة تجاه شعوب الأرض في يوم ذكرى وحدة الوطن. في مثل هذه المناسبة يمكن أن نبرز كل عام مكرمة عظيمة من مكارم أخلاق رسول الله محمد وبقيّة الأنبياء والمرسلين والقادة الميامين. ولئن ظنّ بعض مردة العصر أنهم بدنيء أعمالهم يؤذون حبيب الله فقد خابوا وخسروا ، فقد نصره الله الذي اجتباه وبعثه وحماه من أذى كفار قريش ومنافقي المدينة ويهودها. كم سفّهوه، وكذّبوه، وكم حقروه وحاربوه، ولكن الله غالب على أمره فنصره ورفع ذكره في العالمين، وهاهم اليوم اتباع سيّد الخلق يتوزّعون في كل فجّ عميق موحدين مكبرين. كم تمنيت على "الدكتور ناصر الزهراني" صاحب مبادرة "السلام عليك أيها النبي" أن يُضَمّن مشروعه واجب السلام والإجلال لبقيّة الأنبياء والرسل. وكم أتمنى اليوم على الصديق الفاضل الدكتور عادل الشدي أمين عام "الهيئة العالميّة للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته" ان يعدّل رسالة واسم مشروعه الكبير إلى "الهيئة العالميّة للتعريف بالرسل عليهم السلام ونصرتهم". إن إساءات الإعلام الإلحادي للرسل والأنبياء والأديان لا تتوقف، وهناك من المنتجين الصهاينة وغيرهم من أظهر عيسى ومريم العذراء عليهما السلام في مشاهد وصور بذيئة لا تليق إلا بمن أنتج وأخرج هذه الترّهات. وكون ديننا العظيم هو الدين الوحيد الذي لا تكتمل أركان الإيمان فيه إلا بالإيمان "بكتبه، ورسله" فنحن أولى من غيرنا بنصرة كل الأنبياء والرسل الذين ورد ذكرهم في القرآن. حتى وإن فرّط المفرّطون - خاصة ممن يدعون أنهم من اتباعهم - في الذب عنهم ونشر فضائلهم. نعم ولاشك أن محمدا(صلى الله عليه وسلم) رسول الله سيّد المرسلين وخاتم الأنبياء وصاحب الشفاعة وهو نبينا وحبيبنا الذي وضع الله عنه وزره، وشهد له بالخلق العظيم ولكن لرسل الله جميعا مقام كريم عندنا يستلزم العناية والحماية. ومن كتاب الله "القرآن العظيم" وهديه صلى الله عليه وسلم تعلمنا واجب حب الأنبياء والرسل وهذا ما يستوجب أن نجعل من نصرتهم مهمة شريفة نواجه بها المسيئين ممن ضيعوا الدنيا والدين لنكون حجة عليهم يوم لا ينفع مال ولا بنون. لا مناص من التأكيد مرّة أخرى أن مكانة بلادنا ودورها الحضاري ووسطيتها تحتم أن يكون لنا في يومنا الوطني مبادرات كبرى تتنادى لها المؤسسات والشخصيات لتعزيز القيم والفضائل السامية، وتشجيع المبادرات الإنسانيّة الرفيعة ليظهر يومنا الوطني مناسبة استثنائيّة تليق بشرف المكان وبدورنا الحضاري وليعلم العالم أجمع أن قبلة المسلمين ما برحت منارة حق وعدل شعّ ويشعّ منها الهدى والرحمة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.. **مسارات: قال ومضى: من (لا يرى) وطنه (عظيما) لا يستحق (ذرّة) من ترابه.