سارعت اسرائيل الى انتقاد الفلسطينيين في حادث أعلنت منظمة الجهاد الاسلامي الفلسطينية مسؤوليتها عنه في وقت تم فيه الغاء اجتماع بين رئيسي الوزراء الفلسطيني والاسرائيلي، بينما تواترت أنباء عن ان اسرائيل قد تقبل الافراج عن سجناء من حماس والجهاد متراجعة بذلك عن إعلانها بعدم الافراج عن سجناء من الفصيلين. وقد أعلنت حركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن هجوم الليلة قبل الماضية الذي أسفر عن مصرع شخصين في قرية قرب تل أبيب وقال قادة الحركة انهم ملتزمون بالهدنة المعلنة قبل احد عشر يوما ولكن هذه العملية استثناء حسب ما أعلنه الناطق باسم الجهاد في مصادر تلفزيونية أمس. فيما سارعت اسرائيل الى الاعلان ان الهدنة أضحت بدون معنى، معربة عن أملها في قمع النشطاء الفلسطينيين. وزعمت اسرائيل أمس الثلاثاء ان التفجير الذي أسفر عن مقتل اسرائيلية مساء الاثنين أثبت ان وقف اطلاق النار الذي أعلنه زعماء الفصائل الفلسطينية بلا معنى ويبرز حاجة السلطة الفلسطينية الى قمع النشطاء. وبشأن هذا الحادث صرح مسؤول في الشرطة الاسرائيلية أمس ان الانفجار الذي أوقع قتيلين في منزل في بلدة شمال شرق تل أبيب مساء الاثنين نجم عن «متفجرات» على ما يبدو. وزعم المفوض يهودا باهار قائد شرطة منطقة تل أبيب لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان «هناك احتمالا كبيرا جدا ان يكون الانفجار نجم عن اعتداء نفذه فلسطيني». وذكرت مصادر في الشرطة ان رجال الشرطة عثروا على صاعق في مكان الانفجار. وأوضح المفوض اميشاي شائي للاذاعة نفسها انه «ليس انفجار غاز على ما يبدو. الأضرار كبيرة جدا واحدى الجثث التي عثر عليها ممزقة بالطريقة نفسها التي يسببها اعتداء». وأضاف ان «الانفجار نجم عن متفجرات على ما يبدو». موضحا ان امرأة تبلغ من العمر 65 عاما كانت تقيم في المنزل قتلت. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان الشرطة لم تتمكن من اعطاء تفاصيل عن هوية الرجل الذي قتل في الانفجار نفسه وقد يكون انتحاريا فلسطينيا. ووقع الانفجار القوي في قرية كفار يابيتس القريبة من الضفة الغربية. وقالت أجهزة الطوارئ أولا ان قارورة غاز انفجرت لكن رجال المطافىء استبعدوا هذه الفرضية. ومن جانب آخر قال مسؤولون فلسطينيون أمس الثلاثاء ان رئيس الوزراءالفلسطيني محمود عباس الغى اجتماعه مع ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي المقرر اليوم الاربعاء بسبب أزمة داخلية. وقال المسؤولون الفلسطينيون ان الأزمة تخص معارضة داخل حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لاستراتيجية التفاوض التي يتبعها عباس في عملية السلام التي تدعمها الولاياتالمتحدة مع اسرائيل. الى ذلك ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية أن اسرائيل تدرس حاليا اطلاق سراح عدد قليل من سجناء حركتي المقاومة الاسلامية «حماس» والجهاد الاسلامي كجزء من خطة الافراج عن المئات من السجناء الفلسطينيين. ونقلت الصحيفة في عددها الصادر أمس «الثلاثاء» عن مسئولين دبلوماسيين انه سيتم الافراج عن السجناء الفلسطينيين بعد اجتماع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس «أبومازن» ونظيره الاسرائيلي أرييل شارون والمقرر عقده اليوم وهو الاجتماع الذي وردت الاشارة انه تم الغاؤه. وأوضحت الصحيفة أنه وفقا للمعلومات الاستخباراتية التي جمعتها اسرائيل، فإن الفلسطينيين يخشون من تصاعد حدة التوتر بين المنظمات الفلسطينية المختلفة اذا ما أطلقت اسرائيل سراح أعضاء حركة فتح فقط دون الافراج عن أعضاء حماس والجهاد، وكان مسؤولون اسرائيليون عديدون قالوا انه سيتم الافراج عن المئات من السجناء الفلسطيينيين إلا انه لن يكون بينهم عناصر تنتمي الى حماس والجهاد.