صمدت الهدنة أمام الهجومين اللذين نفذهما أمس فلسطينيان في اسرائيل والضفة الغربية، وأسفرا عن مقتل اسرائيلييْن ومنفذيْهما. وفي حين اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان "التفجيرات لن تقوض خريطة السلام"، دعا البيت الابيض السلطة الفلسطينية الى التحرك "ضد الارهاب". وفيما استبعدت مصادر أمنية اسرائيلية "رداً عسكرياً موسعاً" على الهجومين لتفادي تقويض الهدنة، دان رئيس الحكومة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن الهجومين ومعهما الاستفزازات الاسرائيلية المتواصلة راجع ص 5. وكان موقف "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس لافتاً، ففي الوقت الذي تبنت الهجوم الذي استهدف مستوطنة "ارييل" قرب نابلس، مشيرة الى انه يأتي رداً على "الخروق الصهيونية لمبادرة تعليق العمليات الهدنة والتي توجت بعملية اغتيال قائديْ القسام في نابلس"، اعلنت انها ما زالت ملتزمة الهدنة. وحذرت اسرائيل من عواقب السماح للمصلين اليهود بالدخول الى باحات المسجد الأقصى. وتبنت "كتائب شهداء الاقصى" الهجوم الثاني الذي استهدف مستوطنة رأس العين قرب تل ابيب، وتوعدت ب"المزيد من العمليات الاستشهادية حتى دحر الاحتلال عن ارضنا". وشددت على أن الرد على "مجازر شارون وحكومته النازية" سيكون "قاسياً". وندد "ابو مازن" ب"الهجومين ضد الاسرائيليين"، وكذلك "الاستفزاز الاسرائيلي المتكرر الذي وصل ذروته في نابلس وغيرها". وحمّل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن اي تدهور امني، معتبرا ان الهدنة ستكون مهددة "اذا واصلت اسرائيل عمليات القتل والاعتداء ضد الفلسطينيين"، لكنه اكد ان "الفصائل الفلسطينية ما زالت ملتزمة حتى الآن الهدنة". وقال انه قرر قطع زيارته للخليج والعودة الى الاراضي الفلسطينية. ومن المقرر ان يمر "ابو مازن" بالأردن قبل عودته الى الاراضي الفلسطينية، للقاء مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز في عمان اليوم، بعد لقاء الأخير رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في القدس مساء امس. وفي اعقاب الهجومين، ارجأت اسرائيل الافراج عن 69 سجيناً فلسطينياً مدانين بمخالفات جنائية، كان مقرراً امس، كما رفعت التأهب الامني، واعلنت انها ستواصل عملياتها العسكرية في الاراضي المحتلة، وسط تجدد الدعوات الى طرد الرئيس ياسر عرفات. وسارع شارون الى التأكيد مجدداً انه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية او استئناف العملية التفاوضية إذا لم "يتوقف الارهاب في شكل تام". وقالت مصادر قريبة من شارون انه أبلغ بيرنز ضرورة ان تكثف الادارة الاميركية ضغوطها على السلطة الفلسطينية لتباشر العمل لتفكيك البنى التحتية العسكرية للتنظيمات الفلسطينية. واضافت ان شارون تذرع بالهجومين ليؤكد لبيرنز اهمية مواصلة بناء "الجدار الفاصل"، بداعي ان منفذ عملية رأس العين ما كان ليتمكن من التسلل اليها لو انتهى العمل في اقامة الجدار.