يسعى المسلمون في بقاع الدنيا إلى أعمال الخيرات والتقرب إلى الله سبحانه بما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم وفي مملكتنا الغالية يسعى ولاة الأمر حفظهم الله إلى تأدية ما أوجبه الله علينا انطلاقاً من هدى القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة فإلى جانب ما في الداخل من إنجازات كبيرة شاهدنا المساعدات لجميع أنحاء العالم تنبع من شرائع الإسلام الحنيف الذي يسيرون عليه في تتابع تاريخي منذ تأسيس المملكة على دعائم هذا الدين الحنيف على يد الموحد الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه -. ثم كانت متابعة خادم الحرمين الشريفين للقضايا الإسلامية في شحذ الجهود لبذل المزيد من المساعدات وبحكم دوره القيادي والريادي في العالم الإسلامي تحملت المملكة مضاعفة تلك الجهود للمسلمين للإصلاح من شأنهم ومعالجة مشاكلهم، ولا تنتظر المقابل أو المصالح ولكنه الشعور بالمسئولية الذي ينطلق من الثوابت وهو المنار الذي يقود قوافل الخير في كل مكان ومنها المساعدات العينية مثل بناء المساجد والمراكز والمستشفيات والتعليم والغذاء والدواء ,,, ولعل من أفضل الأعمال وأعزها وأقربها إلى الله هي عمارة المساجد ، قال الله تعالى في عمار السائر المساجد (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) سورة التوبة الآية 18 ، ووعد سبحانه وتعالى من بنى له بيتاً في الأرض أن يبني له بيتاً في الجنة ومن هذه المنطلقات الخيرة كانت المباردة من حضرة صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية حفظه الله، فمعروف عنه حفظه الله حبه للخير والمسارعة إليه ومنطقة الحدود الشمالية تشهد لسموه بعمارة المساجد ومساعدة الفقراء والمحتاجين، وبناء المراكز الصحية وتزويدها بأحدث المعدات خدمة لأبناء المسلمين وكل ذلك من حسابه الخاص. ولما كانت المساجد بيوت الله فيها يعبد وفيها يذكر إسمه وزواره فيها عمارها، وهي خير البقاع ومنارات الهدى وإن الحريصين على مصالح الأمة وهداها يرون أن أقرب الأعمال هي عمارة المساجد وفيها مرتجى الآخرة كانت النظرة البعيدة لسموه الكريم والحكمة الصائبة أن المسجد بوتقة لا بد منها لتنصهر فيها النفوس وتتجرد من أمور الدنيا والفوارق المختلفة وتتلاقى في عبودية الله سبحانه فتكون حقائق الإيمان التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي، فقام بإنجاز صرح عملاق وشاهد من شواهد الإنجاز والعمارة الإسلامية ليس في منطقة الحدود الشمالية فحسب وإنما من المعالم الإسلامية على مستوى المملكة العربية السعودية والعالم إنه جامع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود بعرعر. تربع في أجمل موقع بالمدينة يسبره الغادي والرائح على ضفاف وادي عرعر تتهادى أرتال السيارات من كل صوب عبر الخط الدولي الموازي لخط الأنابيب التابلين، تعانق منارتيه أجواء السماء المتهادية بقطع الغيوم والسحب التي تعطرها بزخات الأمطار المتناثرة التي ما تلبث أن تشمل القباب الأخرى التي تحتضن أطراف المسجد من كل جانب. ومن الداخل لوحة عجيبة من الإبداع والجمال بأشكال هندسية رائعة وإضاءات باهرة في الجوانب والقباب وتهوية طبيعية أخذت الطريقة القديمة العجيبة دونما آلات ومعدات، وتدفئة بأعلى ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة بالتمديدات الأرضية. إن المتحدث عن هذا الإنجاز يعجز أن يصف ذلك أو يعطيه بعضاً مما يجب، ولعل من يقرأ ذلك يخيل إليه أنها مبالغة تعدت الواقع، ولكن حينما يشاهد الأمر على واقعه فإنه سوف يرى الحقيقة بنفسه، فالمبلغ المصروف ليس مبلغاً سهلاً لإقامة هذا المشروع العملاق مع إقامة منزل للإمام والمؤذن ومساحات ومواقف تخدم هذه المنشأة إلى جانب مكتبة كبيرة تزخر بأنفس الكتب في مختلف المجالات لأن المسجد مدرسة رائعة وجامعة متعمقة ونادٍ ثقافي يتلقى فيه المسلمون دروسهم وأمورهم، يؤمل منها أن تعج بالمسلمين من طلاب العلم في حلقات الذكر وقراءة الكتب والبحث والتنقيب بما يخدم أمور المسلمين في الدنيا والآخرة. كما أنها تضيف لبنة من لبنات العلم والمعرفة لأبناء المنطقة وبخاصة الطلاب للاستفادة منها إن شاء الله. إننا نبتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل في موازين أعمال سموه الكريم يوم القيامة إنه سميع مجيب. مدير عام التعليم بمنطقة الحدود الشمالية