حث برويز مشرف الرئيس الباكستانيالولاياتالمتحدة على أن تعالج شكاوى المسلمين في أنحاء العالم وقال إن هذا هو النصف الآخر من «الحرب على الإرهاب» التي تقودها واشنطن. وقال مشرف للمعهد الأمريكي للسلام في ثاني يوم من زيارته لواشنطن «لا بد من حل الأسباب الأصلية وهي النزاعات السياسية». ومشرف واحد من أقرب الحلفاء لواشنطن سواء في مكافحة حركة طالبان في دولة أفغانستان المجاورة لبلاده أو في إلقاء القبض على أعضاء من تنظيم القاعدة في باكستان وتسليمهم إلى السلطات الأمريكية. وقال الزعيم الباكستاني إن كثيرا من الباكستانيين مرتابون في جدوى التعاون مع الولاياتالمتحدة بسبب تشككهم في السياسة الأمريكية. وقال مشرف في خطاب «هذا يرجع إلى الاعتقاد بأنه يتم التعامل مع أعراض الإرهاب والتطرف دون أسبابه الأصلية ويتم تجاهل الأوضاع غير العادلة التي تكون فيها الشعوب الإسلامية ضحايا لإرهاب الدولة». وأنفقت واشنطن مليارات الدولارات على غزو أفغانستان وبعدها العراق في إطار ما تسميه الولاياتالمتحدة «الحرب العالمية على الإرهاب» التي يقودها الرئيس الأمريكي جورج بوش. وحتى الشهور الأخيرة فإن الولاياتالمتحدة أبدت اهتماما أقل بالصراعات في الشرق الأوسط وكشمير وهي المناطق التي يقول عنها مشرف إنها أساسية لتحسين صورة الولاياتالمتحدة. وقال مشرف «إذا ما اكتسبت عملية السلام في الشرق الأوسط وجنوب آسيا مصداقية فإن مفاهيم المسلمين السلبية للغاية التي أوجدتها الحروب في العراقوأفغانستان ستقل كثيرا». وأضاف مشرف أنه في الوقت الذي تحاول فيه الولاياتالمتحدة حل النزاعات السياسية فإنه يجب على البلاد الإسلامية أن تفحص مجتمعاتها وأن تختار الاعتدال التنويري على التطرف. وشكا مشرف الذي قابل الرئيس بوش في منتجع الرئاسة في كامب ديفيد يوم الثلاثاء من سياسات الولاياتالمتحدة الداخلية التي أجبرت بعض المهاجرين الباكستانيين على الرحيل. وبعد هجمات 11 من سبتمبر/ايلول عام 2001 على الولاياتالمتحدة التي تلقي واشنطن بالمسؤولية عنها على تنظيم القاعدة قدمت حكومة الرئيس بوش مشروع قانون يقضي بأن يسجل الرجال الباكستانيون بياناتهم لدى السلطات. واضطر المهاجرون بطريق غير شرعي من باكستان ودول إسلامية أخرى أن يختاروا بين التسجيل الذي قد يعني المغادرة أو مراوغة القانون مما يوقع تحت طائلة عقوبات ثقيلة أو مغادرة البلاد طوعا. وقال مشرف «إنه (المجتمع الباكستاني) أصبح هدفا للريبة وكره الأجانب أيضا، ويصل إلى علمي تقارير عن حالات اعتقال واحتجاز تعسفية واستجوابات قاسية وسوء معاملة وترحيل». وأضاف: «الباكستانيون الذين أقاموا حياة أسرية ناجحة من خلال سنوات من العمل المخلص يجبرون الآن بحكم الظروف على مغادرة الولاياتالمتحدة ويكون الأثر مدمرا على المستوى الشخصي والأسري.... إن الولاياتالمتحدة ملزمة أمام نفسها أن تتعامل بالعدل مع كل الجماعات العرقية ومنهم الباكستانيون».