قال الشاعر: أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الامل ما استولى اليأس على أمة الا أخملها ولا ضامر قلوبا الا أضعفها ولولا الرجاء المؤمل لما سعى ساع نحو أمنيته ليحققها ولا دعا داع الى احترام وطنيته بالاخلاص لها وبالعمل المثمر يبني الحقائق ويقيم الامجاد، والا لكانت الحياة أضيق من أجحر الضبب وأثقل على العانق من القيود والاغلال فكل انسان يكب على العمل في اشراقة أمل، والتماعة رجاء ويعتقد جازما أن لعمله أثراً تحمد عقباه وتفيد أجداده ولا فرق بين أن تكون الفائدة خاصة باعامل أو عامة شاملة ويعود خيرها على مجموع الامة التي ينتفع بخيراتها ويحيا في ظلالها. ولكن هناك أمر واحد هو: ذلك أن قوما لا يعلمون الا اذا اعتقدوا جد الاعتقاد أن عملهم مثمر لا محالة فان لمحو شبهة في نجاح ولو كانت أوهن من بيت العنكبوت تاخروا عن الاقدام وادرعوا بالأوهام وليس ذلك من عادة من يضبط أموره ويأخذ منها بالثقة.. وهل يدعو إلى تاخرهم الا ضعف الامل في نفوسهم هذا المرض من أمراض النفس يجب أن يعالج باستئصاله أو ازالته فاليأس داء المجتمع ينخر في كيانه ويداعي من أركانه. وانا أرى أن فقدان الرجاء داء يسير في كيان الفرد، فترى المصاب به تلفه الحسرات وتكتنفه بأساء الحياة وشقاء الدنيا، فلو عقل وترك اليأس جانبا واستمسك بعرى الرجاء«الأمل» وأقدم على العمل اقدام الرجال الذين يرون في اليأس كل الداء وفي الامل السعادة والشفاء. كما أرى قوما لا يثبط هممهم بعد الغاية التي يقصدونها ولا يحول بينهم وبين ما يرجون ما يعترض رجاءهم ويصادم آمالهم بل يندفعون اندفاع القضاء المنزل ويقدمون أقدام السيل المرسل ولا يلويهم عن أمانيهم ملل فهؤلاء هم القوم حقا، وبهم تحيا الامة فأعتقد اعتقادا لا يشوبه شك ولا يخالطه ريب أن الحياة مع اليأس موت قاتل وأردد في تقييمهم مع الشاعر «ما أضيق العيش لولا فسحة الامل». وأتمنى لكل شاب ناشئ في مجتمعنا السعودي والعربي خاصة والإسلامي بشكل عام أن يكون الرجاء شعارهم والامل دثارهم، وأن يكونوا من الراجين الآملين الساعين العاملين. محمد حمدالمدبل