يزداد اقبال رسل الثقافة السعوديين على التزاحم لدى مؤسسات الطباعة ودور النشر العربية في المملكة وخارجها لعرض نتاجهم الفكرى وثمرات جهودهم العلمية بحيث أن اسبوعا واحداً لا يكاد يخلو من ظهور كتاب علمي أو أدبي إلى عالم الطباعة والتأليف.. ومن جديد ما صدر كتاب «الدين والعلم» للأديب الفاضل الأستاذ زيد بن عبدالعزيز بن فياض.. أخرجته دار الطباعة والنشر في بيروت. والكتاب على صغر حجمه جليل الفائدة يتضمن بحوثا مفيدة للمطالعين محفزة للشباب على الانصراف إلى العلم وتحصيله والاهتمام به.. وهو المحاضرة القيمة التي ألقاها المؤلف في العام المنصرم على المجتمعين في نادي الطليعة بالدلم- كما ذكر في مقدمته-. ولقد عني المؤلف في محتوى فصول كتابه بصلة الدين الإسلامي الحنيف بالعلم وأخذه به وحثه عليه مدعماً بالشواهد والأدلة من آيات الله البينات والاحاديث النبوية الشريفة وآثار السلف الصالح في فضل العلم ومكانة العلماء ومنزلتهم عند الله والناس، مع وصف الجهود المضنية والرحلات الطويلة والأسفار التي كان يتجشمها طلبة العلم قديما سعيا وراء كلمة أو علم أو حديث، فأورثونا الكنوز الوفيرة والمصادر الغزيرة التي لا تنضب في مختلف صنوف العلوم والفنون والآداب والحكم والفقه والاجتماع. كما خص بعض فصوله بأساليب نشر العلم والمعرفة وتشجيع الأذكياء والحفاظ والرواة والمؤلفين والعناية بالكتب والمكتبات، مختتما كتابه بفصل هام يتعلق بالايمان وترسيخ اليقين والصلة بالخالق تعالى كلما زاد المرء علما وتعمق لأن بالعلم وحده يصل العقل البشري الى اكتناه أسرار الوجود والتعرف إلى قدرته عز وجل وآياته. ومجمل القول فالكتاب قيم وجدير بالقراءة وهو واحد من سلسلة البحوث الإسلامية التي طبعها المؤلف كتبا كالروضة الندية وصوراً من الجهاد والوحدة الإسلامية وقضية فلسطين وغيرها مما لا يستغني عنها مطالع.. وبانتظار آثاره التي لم تطبع كتاريخ مشاهير المسلمين أمثال معاوية والوليد بن عبدالملك وصلاح الدين الايوبي وحقيقة الدروز واقليم سدير في التاريخ والعلم والعلماء، لعل صدورها يفتح آفاقا جديدة للمستزيدين. نشكر المؤلف على هديته ونرجو لها الانتشار.