* كتب.. الزميل أبو محمد يقول: مباراة الجمعة الماضية كانت احدى بوادر الشتاء المقبل، هكذا بدا لي وللكثيرين ممن حضرها، اللهم الا في بقايا شوطها الاخير عندما استطاع البريك ان يطيّر النوم عن الاجفان بواسطة حركاته الخطرة، وفنياته التي يمتاز بها، وكذلك سعدا، عندما اخذ بطريقة التنظيف السريع فشل الهجوم الايسر لليمامة واخذ يتوغل في داخل الملعب اليمامي، فقد حركت هذه الاشياء المباراة نوعاً ما، وقد برز اليماميون وخاصة في الشوط الثاني بصورة المتخاذل، وقدموا مباراة هزيلة لاتقارن بربع شوط واحد من مبارياتهم السابقة في الدور الاول حتى مباراتهم الاولى مع النصر التي تعادل فيها الفريقان. واذا كان النقد الرياضي وسيلة بناءة ومقارنة، فمن باب اولى ان يجب علينا استعراض الصورة المضيئة التي برز بها اليماميون في الدوري الاول وخاصة امام الهلال والشباب فقد استطاع اليماميون ان يحطموا السياج نحو كرسي المقدمة، وان يزحفوا بشكل ثابت وقوي نحو الاولوية، حتى ان الكثيرين قالوا ان رياح هذا الموسم الرياضي مع اليمامة لاشك، لكن يبدو لي ان سرعة الرياح قد زادت فانقلبت الى ضدها. وكانت اولى هزائمهم في الدوري الثاني امام النصر، ثم الشباب اخيراً، الفريق الذي تجدد مصله، وقويت عزيمته، وخاصة بعد وجود مهاجمه الخطر البريك ورجوع لطفي لخانته القديمة، التي لم يكن بها سوى صفر جامد الا ان وجوده اعطى للبريك راحة نفسية وحماساً ضاعف من نشاطه، وقد ساعد على ذلك وجود راشد الجمعان كلاعب وسط فأرجع للاذهان الصورة المستقرة المرعبة التي طالما انتزعت اعجاب الجماهير، الا ان راشد كان يضيع الكثير من الكور وكان في محاولاته التهديف «للقون» كان سيئاً جداً. وقد برزت اليمامة بالصورة المهزوزة تلك للاسباب الآتية: 1- عدم فعالية مبارك، وتجميده للحساوي، ولعل هذه المباراة لم «يستخرجها الكبتن». 2- ابن وثلان مهاجم خطر وقد خرج لمرضه كما يقولون، ففقدت اليمامة اعظم مهاجم في صفها المتقدم الذي كثيرا ماخرجت اليمامة منتصرة بسبب ذكائه واستغلاله الفرص. 3- الجعيد لاعب الوسط النشيط لم يكن كعادته، وكان نشاطه متضائلاً، وكان الواجب ان يقارن المدرب بين الإبقاء عليه وبين استعداده للعبة. 4- فقدان اليمامة لجناحها الايمن ابن ناصر واحلال خير الله محله، مع ان خير الله مكانه ظهير ايمن، وقد بدأ ينجح في هذا المركز ويبدو لي ان اليماميين يريدون خير الله ان يصبح «مثل معيد القريتين» ان خير الله اذا لم يؤد نتيجة في مركز الجناح فلأنه وضع في مكان لم يعرفه من قبل وليس اهلاً له بهذه السرعة. 5- محاولة مبارك اليائسة استقلال كل كرة تصله بنفسه وتجميد الحساوي وهذا ما فعله مبارك في مباراة سابقة، لولا ان المدرب تدارك ذلك، لعل هذه الاشياء من الاسباب التي جعلت اليمامة تبرز بشكل مهزوز، وان تتلاشى خطورتها تماماً. وبالنظر الى الشباب فكان كعادته سرعة في اللعب، وسوء تمركز احياناً من بعض اللاعبين وخاصة الصاروخ ولطفي وراشد الجمعان، وقد استطاع مبارك الدوسري ان يعزز من فعالية الهجوم الشبابي، وان يتفاهم مع البريك اكثر من تفاهم الصاروخ، وقد استطاع تسجيل هدف التعادل لفريقه. وكان الوسط الشبابي لابأس به، وان كان البريهي يكثر من اللف والدوران وكان للتغيير المستمر اثره في البحث عن المركز المناسب. ولقد كان صادق في اسوأ حالاته، وكان مثيراً لأعصاب زملائه بواسطة النرفزة التي بدأت تظهر عليه هذا العام. ولقد برز واضحاً ان الكرة مازالت تفتقر الى القدم الساحرة البارعة التي تجعل الجماهير تطرب، مازلنا في حاجة الى اللاعب الماهر الماكر، ولم يكن هناك من احد اعجب الجماهير سوى البريك، فقد كان مبدعاً، وقد حرك الحناجر والاكف كما اطار النعاس عن العيون. وقد اشتهر بحركته اللولبية التي لم يقلده فيها احد بعد، وهي اتيه عن وعي وادراك، وقد كنا نطمع ان نرى بعض الفنيات من لاعب كبير كمبارك الا انه من مدة لم تطابق مزاجه اي مباراة واحدة، مع انه من خير من يجيد العرض الفني. استطاع اليماميون تسجيل هدفهم الاول اثر ضربة غير مباشرة تسبب صادق فيها داخل الثمانية عشر حيث قفز لاستقبال الكرة بينما كان الوثلان مندفعا لاختطافها فرفع صادق ركبته امام الوثلان بشكل غير طبيعي واحتسب الحكم الجمل ذلك فاولاً، وقد سألت حكمنا الدولي الموزان فأقر ذلك وسألت الجمل نفسه وشرحها لي عملياً وكاد يكتم انفاس بركته لأنه كان يود اقناعي ان مافعله صادق كان خطأ، ولو بطريقة تستدعي بيير ولكن الله سلم. وقد اصطف الشبابيون بكاملهم امام الباب، ومن ورائهم صادق بطولة «دون عرضه» ولكن الوثلان استطاع تسديد الهدف بإحكام على اليمين من المكان الذي وقف فيه صادق، وانتهى الشوط الاول. وفي الشوط الثاني نزل من الشباب مبارك الدوسري محل الدرجاني ومن اليمامة شبل صغير يحمل الرقم ثمانية عشر وقد كانت له محاولات بسيطة، كما نزل ابو هاشل محل الحساوي، وابو هاشل وان كان لاعب عنف الا ان نزوله كان فلسفة متأخرة، وقد لاحظنا لدى نزول ابي هاشل محاولة مبارك الخروج من الملعب مع انه غير المقصود بالتغيير، وافسر ذلك بأن «الكبتن» وصل به استخراجه للمباراة ولزملائه درجة الصفر، ولكن ابو هاشل اقنعه انه غير المقصود. ان الكرة لم تعد تعترف بالاسماء، والكرة الجيدة في اي بلد من بلدان العالم لاتخضع للمجد القديم، بل هي تتطلب اقداماً شابة، محافظة على التمارين واللياقة محبة لفرقها تضحي بكل سعادةزائلة، او فرص سانحة في سبيل فرقها. ان بوبي شارلتون يكاد يرتطم بالاربعين ولكنه لايزال صاحب الخطورة والسمعة الطيبة، لذلك فإننا نطالب الفرق لدينا ان تبحث عن الاسباب وان تضع قوانين داخلية تحكم اللاعب وتروضه ونطالب المدربين ان يرونا شيئاً جديداً، لقد اصبح المدربون في بلادنا اشبه بالخرقة البالية تشم منها رائحة الشمس التي ضربتها كثيراً وكثيراً لأنها جامدة في مكان واحد. ان البقاء للاصلاح، ولكننا لانفهم من هذه العبارة سوى حروفها، لقد ضرب الهلاليون اروع مثل، فركنوا من لايتفانى في الخدمة والعطاء واذا استمر الهلال على ذلك فسترى انتاجاً جديداً متنوعاً فلماذا لاتفعل الفرق مثله، سيقول مطبل او جاهل، الهلال فعل ذلك لأنه محتاج ومحرج، ياسلام!! والباقون قمارى؟؟ يقولون عن اليمامة انه الفريق المدرسة، فأين الطلاب الجدد، ام ان عامل التفريخ سيء جداً، او ان الفصول محدودة، ام ان التمثال الحجري يحتل اكثر من مكان واحد في الفصل؟؟ اقول هذا الكلام لأننا قلنا مثله مع الهلال، وكان له صداه فهل ترى صدى لهذا الكلام لدى الباقين؟؟ لقد كان خط الهجوم اليمامي سيئاً جداً وخاصة بعد خروج الوثلان وكان الوسط بارداً، وتقدم ابن حمد في هذه اللعبة وسوء توقيته عامل في الاهتزاز والتذبذب، لولا يقظة ابن سعيد وحسن تغطيته للاخ عبدالعزيز. كل هذه النقاط التي اضغط بريشة القلم عليها مطالباً اليماميين بملاحظتها، كما ارجو ان يدركوا ان القسوة هذه لايراد بها اي شيء سوى المصلحة بعد تسجيل الدوسري لهدف التعادل، استطاع البريك بمهارة فائقة ان يسجل هدفاً ثانياً اثر رفعة جانبية من الصاروخ،«نام لها وشاتها طائراً»، وكانت اروع هدف في المباراة. وقد حاول اليماميون في الدقائق الاخيرة ان يحرزوا التعادل ولكن خط الهجوم كان في اخر رمق الحياة وزاد ذلك سوء اليأس المتحكم الذي طغى على نفسية مبارك واحساسه بالفراغ الكبير الذي تركه اخطر مهاجم في المجموعة وهو الوثلان ومن ثم خروج الحساوي ونزول ابي هاشل متأخراً. وانتهت المباراة بفوز الشبابيين وقد امتازت عن سابقتها بين الهلال والنصر بأنها خلت من المصارعة بعد انتهائها. وقد لعب لليمامة خمسة فقط هم: ابن حمد والوثلان، ابن سعيد وابن سيف والجعيد نسبياً. وكانت نقطة التبلد والضعف في الشباب في لطفي في الدرجة الاولى والدرجاني وصادق، والصاروخ ولعل هذا يعاني من قلة الوقود. حكم المباراة الجمل وسطاً والموزان والوجيه رجلي خط.