سقط حوالي مائة قتيل عراقي برصاص الجنود الامريكيين في مواجهتين منفصلتين، كما سقط أربعة جرحى في مواجهة ثالثة في الموصل في أكبر عمليات منذ الاطاحة بنظام صدام حسين، حيث أعلنت القيادة الامريكية الوسطى ان 27 شخصا قتلوا أمس الجمعة في مواجهات مسلحة مع القوات الامريكية في مدينة بلد شمال شرق العاصمة العراقية. وأوضحت القيادة ان مجموعة من المهاجمين أطلقت الجمعة صواريخ مضادة للدروع على دبابات قتالية تابعة لفرقة المشاة الرابعة الامريكية في بلد. وأضاف بيان القيادة ان الدبابات ردت على النيران مما أدى الى مقتل أربعة من المهاجمين وارغام الآخرين على الفرار. وتابعت القيادة ان دبابات قتالية وآليات مقاتلة من طراز برادلي مدعومة بمروحيات قتالية من نوع أباتشي «اي اتش-64» لاحقت الفارين وقتلت 23 مهاجما آخر. من جهة أخرى قال متحدث عسكري أمريكي أمس الجمعة ان القوات الامريكية قتلت ما لا يقل عن 70 شخصا في معسكر تدريب «إرهابي» في شمال شرق العراق. وقال المتحدث ان جنديا أمريكيا أصيب في العملية التي بدأت أمس الاول ولا تزال مستمرة. وشاركت الفرقة 101 المحمولة جوا ووحدات العمليات الخاصة في الاغارة على المعسكر. وأضاف المتحدث انها عملية كبيرة، ولا تزال مستمرة، انها قوة كبيرة تشارك فيها قوات العمليات الخاصة. وصرح المتحدث الامريكي بأن طائرة هليكوبتر امريكية اسقطت في عمليات الخميس، وقال بيان للجيش الامريكي ان فردي طاقم الطائرة الهليكوبتر طراز أباتشي ايه.اتش/64 أنقذا دون ان يصيبهما أذى، كما اشتبكت طائرتا اباتشي أخريان مع المقاتلين العراقيين في المنطقة، وهذه هي المرة الاولى التي تسقط فيها طائرة هليكوبتر أمريكية منذ انتهاء الحرب في العراق. واتهم الرئيس الامريكي جورج بوش نظام صدام حسين بايواء وتدريب ارهابيين قبل ان تغزو القوات الامريكيةالعراق وتسقط النظام يوم التاسع من ابريل/ نيسان. وأعلن الجيش الامريكي في وقت سابق ان الاغارة على المعسكر الواقع على بعد 150 كيلومترا شمال غربي العاصمة العراقيةبغداد يجيء في إطار الجهد المتواصل للقضاء على أنصار حزب البعث والجماعات المسلحة والعناصر المخربة الأخرى لكنه لم يعط تفاصيل عن المعسكر. وبدأت العملية في الساعات الاولى من صباح الخميس بشن غارة جوية على المعسكر، وشنت القوات الامريكية هجوما جويا وبريا على معسكر جماعات مسلحة شمال غربي بغداد. وقال الجيش الامريكي انه شن غارة جوية منسقة في الساعات الاولى من يوم الخميس قبل ان ينقل الى المنطقة جنودا من الفرقة 101 المحمولة جوا. ويقول القادة الامريكيون ان انصار نظام صدام هم وراء هجمات مميتة على القوات الامريكية في الاسابيع الاخيرة. وقال قادة أمريكيون انه عثر على منشورات في المناطق المضطربة حول بغداد تعرض مكافآت على السكان المحليين مقابل قتل القوات الامريكية. ويلقي مسؤولون أمريكيون مسؤولية الهجمات على اتباع صدام لكن السكان يقولون ان بعضها يرجع الى غضب العراقيين المتصاعد من الطريقة التي يتصرف بها الجنود الامريكيون خلال الاغارة على المنازل وتفتيشها. وتقوم قوة امريكية مشتركة بالاغارة على مخابيء الجماعات المسلحة من الجو والارض والبحر، وفرضت حظر التجول في المنطقة. واطلع سكان محليون غاضبون قرب بلدة بلد طاقم تلفزيون رويترز على المنازل المنهوبة وقالوا ان السكان هوجموا اثناء العملية الامريكية. ويقول السكان المحليون ان الهجمات الاخيرة ناجمة عن الغضب المتزايد من سلوك القوات الامريكية وليس بسبب الولاء لصدام. وتركزت الهجمات في بغداد وفي منطقتين قريبتين الى الغرب قرب الفلوجة والرمادي والى الشمال حول بلد وبعقوبة وتكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق. وقال الجيش الامريكي ان 397 عراقيا احتجزوا في غارات هذا الاسبوع، كما أصابت المقاومة العراقية أربعة جنود امريكيين بجروح. وقال ان 59 من المعتقلين جرى الافراج عنهم. وشنت الولاياتالمتحدة عملية كبيرة يوم الاثنين ضد جماعات عراقية مسلحة شمالي بغداد. وقال مسؤولون امريكيون ان عملية «ضربة شبه الجزيرة» هي أكبر عملية أمريكية منذ انتهاء الحرب في العراق وان أربعة آلاف جندي قاموا خلالها بتمشيط منطقة قرب نهر دجلة شمال شرقي بلدة بلد المتوترة. وفي الموصل اعلن الجنرال الامريكي بنجامين فريكلي ان أربعة عراقيين أصيبوا بجروح في معارك وقعت أمس الجمعة في الموصل بين مدنيين عراقيين مسلحين وجنود أمريكيين. من ناحية أخرى أفاد عدد من سكان شمال العراق أمس الجمعة ان النيران اشتعلت في أنبوب للنفط في شمال العراق ينقل النفط الى تركيا اثر تعرضه للتفجير بواسطة عبوتين ناسفتين في منطقة مكحول على بعد نحو 200 كلم شمال بغداد، بينما افادت انباء أخرى ان الحريق ناجم عن تسرب غاز. وقالت مراسلة وكالة فرانس برس انها شاهدت حريقين منفصلين في الانبوب على بعد 15 كلم من مصفاة بيجي على مقربة من الطريق السريع بين بغداد ومدينة الموصل الشمالية، وحلقت مروحيات امريكية في اجواء المنطقة بعد الحادث. وتأتي هذه التفجيرات غداة توقيع العراق على أول عقود تصدير للنفط مع شركات أجنبية منذ انتهاء الحرب. وتقع مدينة بيجي على بعد نحو 225 كلم شمال بغداد وفيها مصفاة لمعالجة النفط الخام الوارد من كركوك المجاورة. ولم يخف العديد من سكان مكحول عداءهم للامريكيين. وقال المواطن العراقي حسين أبو علي ان العراقيين لن يتغيروا، وحتى ولو اختفى صدام سيكون هناك 20 غيره سيظهرون كل يوم. وكان العراق وقع الخميس أول عقود تصدير نفط بعد الحرب عبر بيع 5 ،5 ملايين برميل مخزن الى شركات أوروبية وأربعة ملايين برميل الى مجموعات امريكية حسب ما افادت مصادر صناعية. وهناك ثمانية ملايين برميل من النفط مخزنة في مصب جيهان التركي على المتوسط، اضافة الى مليونين في البصرة.