قتلت القوات الاميركية 27 عراقياً نصبوا مكمناً لدورية دبابات أمس وأعلنت أول من أمس مقتل 70 شخصاً في معسكر تدريب في أعنف اشتباكات منذ أعلن الرئيس جورج بوش انتهاء العمليات الحربية الرئيسية. وشن الجيش الاميركي عمليتين كبيرتين غرب بغداد وشمالها في محاولة للقضاء على "فدائيي صدام". وجاء في بيان اميركي ان المقاتلين أطلقوا قذائف صاروخية على دورية دبابات للفرقة الرابعة مشاة في بلدة بلد التي تبعد حوالى 90 كيلومتراً عن العاصمة. واضاف البيان ان "الدبابات ردت على النار فقتلت أربعة من المهاجمين وارغمت الباقين على الفرار. وتعقبت دبابات ومركبات برادلي تدعمها طائرات هليكوبتر أباتشي بقية المجموعة فقتلت 23 من المهاجمين". ولم ترد تقارير عن اصابة اميركيين في الاشتباك. وتجوب قوات اميركية قوامها أربعة آلاف عسكري منطقة حول نهر دجلة شمال شرقي بلدة بلد في عملية "ضربة شبه الجزيرة" التي قال الجيش انها أضخم عملية يشنها خلال الاسابيع الستة الماضية. وقال الناطق ان الفرقة 101 المحمولة جواً ووحدات العمليات الخاصة شاركت في الغارة التي بدأت بهجوم جوي على المعسكر الذي يبعد 150 كيلومتراً شمال غربي بغداد. واصيب جندي اميركي ولا تزال العملية مستمرة. واضاف الناطق ان طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي اسقطت أول من امس لكن طاقمها نجا. وزاد البيان انه تم العثور في معسكر التدريب على 80 صاروخ سام أرض - جو و78 قذيفة صاروخية وعشرات البنادق. ولم يكشف المسؤولون الاميركيون عن تفاصيل اخرى عن المعسكر، على رغم ان احدهم قال ان الجيش يعتقد بأن بعض الموجودين فيه ليسوا عراقيين. وقاتل متطوعون عرب في صفوف القوات العراقية خلال الحرب التي بدأت في 20 آذار مارس. واتهم الرئيس جورج بوش نظام صدام حسين بإيواء وتدريب ارهابيين قبل ان تغزو القوات الاميركية العراق وتسقط النظام في 9 نيسان ابريل. واتهم الرئيس الاميركي صدام بأن له علاقات مع تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن. وأعلن الجيش الاميركي ان عمليات هذا الاسبوع تأتي في اطار "الجهد المتواصل للقضاء على انصار حزب البعث والجماعات المسلحة والعناصر المخربة الاخرى". وتركزت الهجمات في بغداد ومنطقتين قريبتين الى الغرب قرب الفلوجة والرمادي والى الشمال حول بلد وبعقوبة وتكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق. في الموصل ذكر الجنرال الاميركي بنجامين فريكلي ان جنديا اميركيا وثلاثة عراقيين اصيبوا بجروح في معارك وقعت أمس. واضاف الجنرال ان "الجندي الاميركي اصيب بشظايا قنبلة يدوية في كل أنحاء جسمه". واوضح: "رشقوا الحجارة واطلقوا الرصاص من مبان في محيط الساحة وألقوا قنبلة من صنع يدوي"، موضحاً ان المهاجمين كانوا "عراقيين غاضبين". وشاهدت مراسلة وكالة "فرانس برس" القنبلة اليدوية تسقط قرب مدرعة والدماء تغطي جسم الجندي الاميركي في ساحة باب التوت قرب المبنى الاداري للمحافظة في وسط المدينة. وبدا المكان ساحة معركة حقيقية. وقد تحصن الجنود الاميركيون وراء جدران للاحتماء من النيران في حين مرت مدرعات بسرعة فائقة. واعتقل نحو ثلاثين شابا واوثقت ايديهم وارجلهم بينما حلقت مروحيات فوق المدينة. وبدأت المعارك صباح أمس امام المبنى الاداري للمحافظة في ساحة نينوى. وفي وقت سابق اعلن الجنرال الاميركي ان "احد الجنود اصيب بجروح في ذراعه والثاني في فخذه والثالث في معدته". وأضاف ان "هناك معلومات ايضا تشير الى ان جنودنا قتلوا قناصاً، وعثر على رشاش من طراز اي كي 47، الا ان ذلك لم يتأكد بعد". واوضح ان عراقيين قتلا الخميس وآخرين جرحا في مواجهة مع قوى امن عراقية في الموصل. وقال الشيخ عبدالرحمن العبيد "انهم عسكريون لم يتلقوا رواتبهم وتمردوا".