شهدت الأحداث الأخيرة التي وقعت في مدينة تربةحائل أثناء قيام الارهابيين باطلاق النار وقنابل يدوية.. شهدت حدثاً هاماً يسجل للدولة وللوطن وهو قيام عدد من المواطنين من غير رجال الأمن والإمارة بالخروج لموقع الحدث لمطاردة الجناة والقبض عليهم.. ورغم خطورة الموقف وما يحمله الجانيان من ذخيرة وقنابل يدوية إلا أن شريحة كبيرة من أبناء تربةحائل خرجوا حاملين أسلحتهم إلى موقع الحدث ومطاردة الجانيين في موقف يؤكد قوة التلاحم وعمق المحبة لهذا الوطن وقيادته. واتجه بعض المواطنين الى مركز امارة تربة طالبين تجنيدهم وتوجيههم للمشاركة في عملية البحث والتصدي في أثناء المطاردة. والعيون الساهرة في مدينة تربة ظلت طوال ساعات الليل في البحث حتى قبيل صلاة الفجر، ورغم ما تحمله ظلمة الليل من خفايا، ورغم طلقات النيران التي كانت تتعقبهم من الجانيين، ورغم دوي القنابل الذي لم تتعود عليه تربه، إلا أن الجميع خرجوا مع رجال الأمن لمطاردة الجانيين وتبع أثرهما. هذا العمل الشجاع كان محل تقدير وزارة الداخلية ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن أمير حائل، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد نائب أمير حائل الذي شاهد بعينه الحركة الاستنفارية من المواطنين وشكرهم على ذلك. «الجزيرة» ومن منطلق دورها في ابراز جهود هؤلاء المواطنين وايضاح حب المواطن لوطنه، ومن خلال تواجدها في موقع الحدث ومشاهدة العمل الرائع لهؤلاء المخلصين كان لنا هذه الاستطلاعات مع بعض المواطنين الذين شاركوا فعلياً مع قوات الأمن في تتبع الجناة وقتلهم. شاركنا بوطنية التقينا أولاً مع المواطن نواف بن علي الشمري الذي قال: قبل أن أكون مسؤولاً فأنا مواطن انتمي لهذا الوطن ومكتسباته ولا أرضى أن يعبث بأمنه كائن من كان.. وقال: لقد علمت بالخبر من أحد زملائي في اتصال هاتفي ثم تحققت من الموضوع وصحته، وحملت سلاحي الشخصي وذهبت إلى مخفر الشرطة وطلبت من رجال الأمن التعاون معهم من منطلق الوطنية ولا شيء غيرها. وذهبت إلى موقع الحدث على سيارتي الخاصة وشاركت في تتبع أثر أحد الجناة وشاركت مع رجال الأمن في تبادل اطلاق النار مع الجاني حتى تم قتله.. ثم عدنا إلى الجاني الآخر فوجدناه قد فر هارباً إلى طريق الحيانية، ولأن الوضع في ساعات متأخرة من الليل وجميع محطات الوقود مغلقة، وبصفتي رئيساً لبلدية تربة، ومطاردة الجاني عمل وطني لصالح الدولة وكل ما تملك البلدية هو ملك للدولة فقد وجهت زملائي في البلدية بفتح محطة الوقود التابعة للبلدية لتعبئة سيارات رجال الأمن والمواطنين لمتابعة الجاني الآخر سيما وأن الطريق الذي سلكه لا توجد عليه محطات وقود. وعن الوضع العام في مسرح العملية قال الشمري: لقد نسينا كل شيء عندما رأينا جنود الوطن مطروحين على الأرض وهم قتلى، ورأينا الاصابات في زملائهم الآخرين فانتابنا الشعور بأن هذا الوطن يحتاجنا وسرنا مع رجال الأمن ولم نخف من شيء بل كان الهدف واحد. وأضاف الشمري: سوف نتكاتف مع الدولة في القضاء على هذه الأعمال تحت توجيهات ولاة الأمر وأشكر سمو أمير حائل وسمو نائبه على متابعتهما وتوجيهاتهما لنا. الوطن بحاجة لنا وقال المواطن عبيد بن مشعان الهزاع: لقد علمت بتلك الأعمال الارهابية من قبل أحد الأشخاص فتوجهت فوراً إلى مركز مدينة تربة، وتأكد لي الخبر فذهبت بسيارتي الخاصة الى محطة المحروقات التي وقعت أمامها القضية من أولها.. ووجدت بعض رجال الأمن وشاركتهم من واقع الوطنية في تتبع أثر أحد الجناة وهذا في اعتقادي لا يمثل فخراً بل واجبا ينبغي جميعاً أن نقوم به، وسرنا مع الأثر حتى شاهدنا الجاني على ضوء السيارات واطلق النار صوبنا وتبادلنا معه اطلاق النار واتضح انه يلبس محزما أي انه مجند بحزام يخفي به القنابل اليدوية وكان يجري على قدميه بدون حذاء وهذا الذي سهل مهمتنا في تتبع أثره وتحديد مكان تواجده وعندما وصلنا الى موقعه اطلق النار علينا فأصابت أحد زملائي من رجال الأمن، والحمد لله تم قتله وحماية المواطنين من شره الذي يحمله. وقدم الهزاع شكره لكل من وقف موقفا بطوليا وقال أهنئ الدولة بوجود هؤلاء الرجال المخلصين الذين نذروا أنفسهم للوطن وخاضوا الأخطار حتى تم القضاء على الشر والطغيان. يجب التصدي للإرهاب وقال المواطن سليمان بن عثمان البقعاوي: ان عملنا الذي قمنا به هو جزء بسيط وواجب تمليه علينا وطنيتنا نحو الوطن وأبنائه.. وعن مشاركته قال: بعد انتهاء عملي المسائي سمعت اصوات منبهات سيارات رجال الأمن والهلال الأحمر فلم أكترث للموضوع كونه حدثاً طبيعياً وبعد دقائق أملى علي شعور داخلي بأن أذهب الى موقع الحدث ربما يكون هناك حاجة للمساعدة أوغيرها.. وعندما وصلت علمت بالحادث الاجرامي فذهبت الى موقع الحادث على سيارتي الخاصة مع مجموعة من المواطنين حيث لم أكن الوحيد على سيارتي، وشاركنا جميعاً مع رجال الأمن في القضاء على الشر. واستنكر البقعاوي هذه الأعمال الارهابية التي تعمل على زعزعة الأمن وقال: يجب علينا جميعاً محاربتها والتصدي لها والوقوف أمامها لتحقيق الأمن والأمان. الجميع في موقع الحدث وقال المواطن فهد بن عايد المشرف: ان ما حدث في مدينة تربةحائل ليلة الأحد الماضي لهي أعمال خارجة عن المألوف ولا نقرها.. وأنا شاهدت بنفسي عددا كبيرا من المواطنين في موقع الحدث ولم أشاهد أحداً خائفاً من رهبة الموقف وكل ذلك فداء للوطن ورجاله، وقد بقي الجميع يتابعون ويتحرون عن موقع المجرم ويشاركون في التصدي لهؤلاء العابثين بأمن البلاد. نصيحة للشباب وقال المواطن عبد الله بن ناصر بن مطني الشمري: إن هذه الحادثة التي مرت بها مدينة تربة قد أوضحت لنا نعمة الأمن التي نعيشها في هذه البلاد تحت ظل قيادتنا الرشيدة.. ونحن عندما علمنا بالخبر هرعنا الى موقع الحدث على سياراتنا وشاركنا في ملاحقة المجرمين الذين تسببوا في قتل الأبرياء وهذا الارهاب يسبب زعزعة للأمن لا يرضاها أحد لذا هب الجميع من مواطنين وساعدوا رجال الأمن حتى تم القضاء عليهم. وانني أناشد جميع الشباب ألا ينساقوا خلف الأفكار الهدامة التي تسيء للإسلام وأهله.