طالب صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز عضو شرف النادي الاهلي اتحاد كرة القدم بمعالجة اوضاع التحكيم بشكل عام وحكام نهائيات المسابقات المحلية بالاضافة للمباريات التنافسية على وجه الخصوص قبل ان تفقد الرياضة هدفها النبيل الذي وجدت من اجله وهو المنافسة بشرف وعدالة. وقال سموه ان ماحدث من حكم مباراة الاهلي والاتحاد في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين يعزز هذه المطالب بعد ان اصبحت اخطاء الحكام تمثل خطراً في جسد منظومتنا الاجتماعية التي يشكل فيها الشباب الركيزة الاساسية والدعامة الاولى لنهضة الوطن لان هذه الاخطاء الواضحة اصبحت تكرس مبدأ التعصب الذي عانينا ولازلنا نعاني منه. واقترح الامير خالد بن عبدالله في معرض تصريحه على اتحاد الكرة سرعة الاستعانة بحكام وخبراء اجانب من دول اوروبا المشهورة كروياً مثل المانيا وفرنسا وانجلترا وغيرها لاعادة صياغة وضع التحكيم السعودي من جديد ومعالجة اخطائه والوقوف على الاسباب الرئيسية لحدوث ظاهرة الاخطاء الفادحة والمتكررة التي كلفت الاندية ضياع بطولات كانت هي الاحق بها كما حدث مؤخراً للنادي الاهلي في مباراته امام الاتحاد في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الاربعاء الماضي. مستشهداً سموه بأحداث هذه المباراة وماتعرض له الاهلي من ظلم تحكيمي واضح من حكم المباراة الدولي معجب الدوسري ومساعديه الذي نجحوا كثيراً في دورهم الكبير وتخلوا عن القانون في العديد من المواقف المؤثرة وابعدوا الاهلي عن منصة التتويج وهو الذي كان الاقرب لها. وتساءل سموه هل حكامنا مأمورون بتنفيذ تعليمات تملي عليهم حتى يكون ذلك هو حال التحكيم وحال فرقنا وخاصة النادي الاهلي الذي تعرض كثيراً الى حملات مركزة استغل اصحابها سواء من امانة الاتحاد او اللجنة الفنية او لجنة التحكيم مثالية الاهلاويين ومثالية الجماهير الاهلاوية واصبح الاهلي لعبتهم الموسمية حتى فقد الاهلي الكثير من حقوقه والعديد من بطولاته التي كنا نعتقد دوماً انها لاتتجاوز الهفوة او اخطاء بحسن نية.. او اننا في الاهلي نتحمل الخطأ لاننا لم نتوصل حتى الآن للاسلوب الامثل في التعامل.. لان المثالية في هذا الزمن لاتجدي في بعض الحالات؟ واضاف سموه: لكن ماحدث في المباراة النهائية الاخيرة وما صاحبها من اخطاء تجاوزت القانون والمعقول، وتأكد لنا بما لايدع مجالاً للشك ان النادي الاهلي مستهدف وان قرار البطولة كأنما «بُيت» حتى تذهب الكأس الى غير الاهلي لأهداف تلعب فيها المجاملات والعلاقات الشخصية وفرص التعويض دوراً كبيراً، وهذا مبدأ خطير جداً ويقود الكرة السعودية الى نفق مظلم وليس ادل من ذلك الا واقع التحكيم المأساوي واي رياضي اياً كان موقعه لايستطيع انكار ذلك الواقع إلا اذا كان مكابراً. وعاد الأمير خالد ليطرح سؤالاً كبيراً: كيف يحدث ان يتم استبدال حكم آخر قبل المباراة باربع وعشرين ساعة؟ ولماذا؟ وماهي الدوافع والاسباب والمسببات؟ ثم من الذي اختار معجب الدوسري وكيف تتم عملية توزيع الفرص بين الحكام وهو الذي قاد المباراة قبل النهائية والتي كان الاهلي طرفاً فيها امام فريق القادسية؟؟ وهذا اسلوب لم نره سابقاً لا محلياً ولا عالمياً؟؟ ولعل ملامح وجه المعجب اثناء المباراة وقراراته تؤكد ان عدم تهيئته للمباراة وعدم ثقته في نفسه وكأنه يؤدي المهمة بدون اقتناع. مشيراً ومؤكداً سموه الى ان الدولي عبدالرحمن الزيد كان حكم المباراة، وكان الحكم البديل على رأس القائمة الاخرى الحكم الدولي عمر المهنا، فمن الذي اتى بالحكم معجب الدوسري وهو الذي لم يكن اسمه في قائمة حكام المباراة النهائية المقترحين على اعتبار انه سبق وان قاد المباراة النهائية خلال هذا الموسم على كأس الأمير فيصل رحمه الله والتي جمعت الاهلي بالاتفاق وقاد كذلك مباراة الاهلي والقادسية في نصف النهائي قبل اسبوع؟؟ سؤال محير ومريب؟؟ اعلم ان هناك من سينفي كل ماذكر حول الزيد والمهنا ومعجب.. ولكن هذه هي الحقيقة.. وما اشطرهم في النفي وتغيب الحقيقة؟؟ واشار الامير خالد بن عبدالله الى ان حكم المباراة معجب الدوسري كان يتعامل مع الاهلي وكأنه فريق من خارج الوطن، بينما كان في المقابل كريماً جداً ومتساهلاً الى ابعد الحدود مع لاعبي الاتحاد مستشهداً سموه بحالة الطرد التي حدثت للاعب الاهلي ابراهيم سويد وكيف تعامل معها حكم المباراة وهو الاقرب للحدث بالكرت الاصفر ولكنه عاد وتراجع بعد ان تدخل المساعد الثاني محمد حامد البعيد جداً عن حالة الاشتباك واستخدام الكرت الاحمر والسؤال على اي اساس اتخذ قراره الاول.. وهنا القانون واضح فلو لم يمنح الكرت الاصفر وتشاور مع المساعد ثم اشهر الاحمر لاقتنعنا ولكن ماذا يعني تغيير قراره خاصة بعد دخول اداري الاتحاد للملعب؟؟ واضاف سموه: وحالة اخرى سابقة تجاهلها معجب الدوسري، بدأت بخطأ من كرة صريحة وواضحة لطلال المشعل بعد ان تعرض للشد من المدافع الاتحادي اليامي وهو في حالة انفراد بالمرمى.. ثم لماذاً ايضاً لم يتدخل مساعد الحكم الاول فهد الملحم وهو القريب من الحادثة؟ ويشير للحكم بوجوب الطرد وتجاهل الحكم قبل ذلك عمداً طرد نفس المدافع الاتحادي اليامي الذي تعمد مسك الكرة بيده قبل منطقة الجزاء وهي في طريقها الى طلال المشعل داخل منطقة الجزاء ليتغير اتجاهها ليحرم المهاجم من فرصة محققة علماً ان هذا المدافع سبق له الحصول على كرت أصفر؟؟ وكذلك احتسابه للكرة التي كانت ضربة مرمى للأهلي الى ضربة ركنية وسجل منها الاتحاد هدفه الثالث ماذا كان موقف المساعد الملحم وهو الاقرب؟ والسؤال مرة اخرى اين القانون نصاً.. اما روحاً فقد ذبحها المعجب ومساعداه وفي كل الحالات كان الاهلي يدفع الثمن وبطبيعة الحال كان الثمن في النهاية تحويل مسار الكأس والبطولة. واوضح الأمير خالد ان مثل هذه الحالات الواضحة في قانون كرة القدم والتي ينص عليها القانون لاتحتمل التأويل او التبرير او الاجتهاد، وهو ما اكده خبراء التحليل الرياضي المحايدون في قناة «أوربت» المدرب التونسي الشهير عبدالمجيد الشتالي، وفي قناة art الحكم الدولي المصري جمال الغندور والذين اكدا صحة ضربة الجزاء الاهلاوية وفداحة قرار الحكم في طرد اللاعب ابراهيم سويد بعد ان كان قد اتخذ قراراً بمنحه بطاقة صفراء، وتحميله مسؤولية عدم طرد المدافع الاتحادي اليامي ولنا ان نتصور ماذا سيكون وضع المباراة لو تم طرد المدافع الاتحادي من الشوط الاول وهو مايستحقه قانونياً؟ واكد سموه ان الاهلي خسر في هذا الموسم نهائيين كأس الأمير فيصل بن فهد رحمه الله وكأس سمو ولي العهد ورغم الاخطاء التحكيمية التي صاحبت هذين اللقاءين لم نتحدث عن التحكيم لاننا نؤمن بأن الحكم بشر واننا يجب ان نساعد في تطوير التحكيم، وان اي مباراة كرة قدم هي عرضة للاخطاء لكن يجب الا تصل هذه الاخطاء الى التأثير على احداث المباراة وتغيير النتيجة كما حدث في المباراة النهائية الاخيرة؟ لأنه هنا يحدث الخلل الكبير حينما تصادر صافرة ظالمة او قرار جائر جهود الآخرين وتضحيات موسم كامل. وفي اعتقادي اننا كاهلاويين تأكدنا ان الاهلي يتعرض الى حملة مركزة تهدف الى ابعاده عن منصات التتويج ومن الجهات الثلاث لجنة الحكام والامانة العامة واللجنة الفنية الذين تلاعبوا في تحديد المباريات وذلك بضغطها بعد ان احرزنا البطولة العربية حتى انهم وللأسف الشديد لم يتعاملوا مع النظام في هذا الخصوص وصوروا لرئاسة واعضاء الاتحاد واقعاً مختلفاً ولاحظنا كيف ان الامانة والفنية يسارعون في استصدار العقوبات على فريقنا. واكد سموه ان اخطاء التحكيم الحالية هي ضرب بالقانون نفسه موضحاً سموه ان هذه الاخطاء لم تعد فقط مقتصرة على اندية الممتاز او الاولى او الثانية، بل وصلت الى اندية الدرجة الثالثة التي اقيمت نهائياتها قبل ايام في الاحساء وهو مايعتبر مؤشراً خطيراً على وضع التحكيم الذي لم يتطور ولن يتطور طالما استمرت المجاملات واستمر السكوت على الاخطاء دون ان نجد او نلمس تحولاً ايجابياً في مسار التحكيم غير تغيير لجنة التحكيم الرئيسية كل فترة واخرى فيما وضع التحكيم كما هو لم يتغير ولنا ان نتخيل انه خلال السنوات الماضية تم التغيير لخمس مرات لرؤساء اللجنة واعضائها.. والتحكيم لايزال مخلاً بوضع كرة القدم السعودية باعتباره احد عناصرها وثبت ان هذا الاسلوب بالمعالجة وهو التغيير ليس هو الحل لان الخلل لازال قائماً.. كما ان اسلوب ايقاف الحكام او شطبهم لارضاء الاندية ليس هو الآخر علاجاً.. بل كل هذه الاساليب عبارة عن مسكنات مؤقتة لامتصاص الغضب الجماهيري والاعلامي.. فقبل عامين تم ايقاف الحكم عمر المهنا لستة اشهر لارتكابه خطأًً في مباراة الهلال والنصر في المربع والتي على ضوئها تأهل النصر للنهائي.. والعام الماضي تم شطب الحكم ظافر ابو زندة لارتكابه خطأً في المباراة النهائية بين الهلال والاتحاد وهاهو نفس السيناريو يتكرر مع معجب وبصورة اوضح لارتكابه مجموعة من الاخطاء القانونية الصريحة ولاتحتمل التأويل او الاجتهاد.. وكانت نتيجتها سلب البطولة من الاهلي حتى يتم تعويض الاتحاد.. وهنا اتساءل هل سيتم تعويض الاهلي الموسم القادم؟ ارجو ذلك. واعرب سموه في ختام تصريحه عن امله في ان تحذو الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد كرة القدم تحديداً حذو الكثير من القطاعات الهامة والاساسية كالتعليم والامن والصحة والاقتصاد من خلال استعادتهم بعدد من الخبراء من دول العالم للمساعدة في رسم خطط التطوير والتنمية في الوطن.. خاصة اذا علمنا ان الرياضة ومنها كرة القدم انشطة ترفيهية.. ولكن لها تأثير اجتماعي كبير بين الجماهير السعودية المتابعة لكرة القدم وهم بالملايين اذا اعتبرنا ان نسبة فئة الشباب السعودي تزايدت في السنوات الاخيرة الى اكثر من 50% من الشعب السعودي.. ولا اجد حرجاً في ان تتجه الرئاسة العامة واتحاد كرة القدم في هذا الاتجاه لاسيما وان الحاجة الآن لمثل هؤلاء الحكام والخبراء في هذا المجال باتت ضرورية وملحة تتطلبها ظروف المرحلة الحالية والرغبة المستقبلية للتطوير بالاستفادة من تجارب الآخرين.. فنحن نعيش في عالم منفتح ولازال امل الرياضيين جميعاً على مختلف ميولهم في الاصلاح تمشياً مع التوجيه الكريم من مولاي خادم الحرمين الشريفين في خطابه الوثيقة الموجه لمجلس الشورى.. ولاشك ان القطاع الرياضي من المجالات الحيوية التي تتطلب سرعة الاصلاح باعتباره من اكثر المجالات متابعة ومراقبة من قبل قاعدة رياضية جماهيرية كبيرة.. ولنا كبير الامل في قيادتنا الرياضية الممثلة في الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل في سرعة معالجة الخلل في عناصر لعبة كرة القدم.. خاصة بعد الدراسة الهيكلية التي اعلنت مؤخراً.. فالوسط الرياضي لازال ينتظر نتائج اعادة الهيكلة لاتحاد الكرة بكافة لجانه والاستفادة الفعلية من الاتفاقيات الرياضية الموقعة مع بعض الدول المتقدمة في مجال كرة القدم ومنها بريطانيا.. كما نأمل كرياضيين طالما ان هذه الهيكلية تمت فعلاً ان يعاد النظر في تقييم هذه اللجان والامانة العامة والقائمين عليها بصورة حيادية والاستماع الى وجهات نظر الاندية باعتبارها القطاع الاهلي والذي شكا ولازال يشكو من غياب صوته لدى هذه الجهات لاننا ندرك وهذه حقيقة ان ممثلي الاندية في اتحاد كرة القدم صوريون والقرارات بيد الامين العام ورؤساء اللجان وموظفي الرئاسة من اعضاء الاتحاد.. وبالتالي تصاغ التوصيات بالاسلوب الذي يتماشى مع رغباتهم وميولهم ثم ترفع للاتحاد للمصادقة «ولدي واقعة تثبت ذلك» ولعل اكبر النماذج ماتشاهده من ارتجالية بعض قرارات الامانة العامة.. او فوضى المسابقات ومحاباة اللجنة الفنية واخطاء الحكام المؤثرة إلا شواهد على عدم كفاءة هذه الجهات.. فهل يعقل ان يحدث ذلك ونحن نعيش في بدايات القرن الواحد والعشرين ونشاهد ونسمع التطورات الكبيرة في التنظيم والادارة الرياضية. خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز