اتسمت حملات الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح لخوض انتخابات الرئاسة للحزب الديمقراطي بالخلو الواضح من المناقشات التي تتناول السياسة الخارجية اذا استثنينا الصين، وكوبا التي تعد في حقيقة الامر قضية داخلية اكثر منها قضية تتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة. غير ان هناك اختلافات واضحة بين آل جور نائب الرئيس الأمريكي وبين السيناتور السابق بيل برادلي فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. وحتى الآن فقد اختار الاثنان ان تنحصر الخلافات بينهما في الشؤون الداخلية والاقتصادية مثل الضرائب والرعاية الصحية والتعليم. وتكمن احدى مشكلات جور في انه لا يستطيع ان يخرج علانية عن سياسات ادارة كلينتون دون ان يقوضها ودون ان يبدو بمظهر الشخص غير المخلص لرئيسه. ولكن السياسة الخارجية لجور كما يوضحها ليون فويرث مستشاره لشؤون الامن القومي، تختلف عن سياسة كلينتون. ويقول فويرث ان نقطة التحول بدأت يوم 10 كانون الثاني/ يناير عندما تولى جور مؤقتا منصب ممثل الولاياتالمتحدة في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة لمناقشة مشاكل افريقيا. فقد ركز جور على قضية اجتياح مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) للقارة الافريقية، واستخدم ذلك كنموذج للتدليل على كيف ان قضايا الامن القومي الكلاسيكية مثل العدوان العسكري والحصار، لها جدول أعمال مناظر ومواز لها. ومثل تلك القضايا الجديدة مثل الايدز او البيئة، ونهب مصايد الاسماك والمخدرات والجرائم العابرة للبلدان، تؤثر على رفاهية الدول الاخرى، ويعتقد جور ان مثل تلك القضايا سوف تمثل تحديا للحكومات القائمة. وقال فويرث امام اجتماع للكتاب الاجانب وهي مجموعة صحفية مقرها واشنطن ان نائب الرئيس لم يكن يعلن موت جدول اعمال الامن القومي القديم، انه ببساطة يقول ان هناك مجموعة جديدة من القضايا يتعين التعامل معها عبر الحدود القومية . اما فيما يتعلق بالقضايا الاخرى مثل السيطرة على التسلح والتعامل مع الصين وروسيا، فإن فويرث الذي ربما يعمل كمستشار للأمن القومي لجور في البيت الابيض، يوضح النقطة التالية ان نائب الرئيس كان مشتغلا بهذه القضايا على مدى السنوات الثماني الماضية,, وعندما يتولى الرئاسة لن يكون بحاجة الى دقيقة واحدة من التدريب بشأنها . اما جوزن دسبرز مستشار الامن القومي لبيل برادلي، فيقول ان برادلي إذا تم انتخابه فسوف يضع تركيزا اكبر على القضايا الاقتصادية، بما فيها دعم الاقتصاد العالمي باعتباره وسيلة لتحقيق المزيد من الاستقرار على الساحة الدولية. ويؤمن برادلي الذي كتب كتابا والعديد من المقالات عن آرائه الاقتصادية المحافظة بوجه عام، ايمانا شديدا في كفاءة نظام العقوبات الاقتصادية ضد الدول التي تهدد مصالح الامن القومي الامريكية. واشار دسبرز الى ان برادلي ربما يكون اكثر حزما في التعامل مع الصين وطموحاتها فيما يتعلق بتايوان. ويعتقد دسبرز ان ادارة كلينتون في تطبيقها لسياستها الخارجية، تعد سياسية الى حد مفرط لأنها تترك الجماعات الداخلية تملي توجهات السياسة الخارجية وقراراتها.