تحية طيبة.. وبعد: طالعت مؤخراً التغطية الواسعة لجريدة «الجزيرة» الغراء عما وقع من خلفيات حادث التفجير الآثم الذي حصل في مدينة الرياض والذي أودى بحياة العديد من الأرواح البريئة التي لا ذنب لها، وذلك من فئة باغية خارجة عن إطار المجتمع السعودي المعروف بأخلاقه وقيمه التي يستمدها من تعاليم الشريعة الإسلامية ومن مبادئه التي توارثها الأبناء من الآباء والأجداد، ورغم كل ما يحدث فإننا ولله الحمد نعيش في نعم عظيمة يحسدنا عليها كثير من الناس في البلاد الأخرى، وقلما تجدها في بقية دول العالم وهذه الميزة العظيمة هي نتاج واضح لتطبيق حكومتنا الرشيدة لأنظمة الشريعة الإسلامية التي هي دستور البلاد الخالد، وما حدث في مدينة الرياض مؤخراً من اعتداء أثيم على حرمة الدم والمال والممتلكات إنما هو يعد ظاهرة فردية شاذة ولله الحمد ولا يمكن الحكم من خلالها على العوام فهي تصرف همجي خارج عن إطار الشرعية الدينية التي ينتهجها الشعب السعودي عملاً وقولاً، وهذا العمل الذي حدث من تلك الزمرة الباغية يقودنا إلى ضرورة دراسة الأسباب التي أدت إلى ممارسة هذا العمل الاجرامي والتي منها: 1 اعتناقهم لمبادئ منحرفة وأفكار متشددة لا اعتقد أنها موجودة أصلاً في بلادنا وإنما تأثر بها هؤلاء نتيجة اختلاطهم في الخارج مع تيارات ومذاهب متزمتة وهذه الأفكار ينبغي علاجها وتصحيحها في عقول هؤلاء الشباب الذين متى آمن بها فرد منهم فإنه يستطيع ان يؤثر بها على أفكار الجماعة. 2 التقرب كثيراً من الشباب والتعرف على أحوالهم وطباعهم واحتياجاتهم الفردية ومعالجة مشاكل البطالة والظروف المحيطة بها، لأن البطالة سبب كبير في حدوث العديد من السلوكيات الاجرامية. 3 زيادة جرعات الوعي العلمي والاجتماعي بين معشر الشباب من خلال استغلال كافة الوسائل الإعلامية المتاحة مع التركيز أكثر على الوسيلة العصرية الحالية «الإنترنت» والتي ساهمت هي وبشكل كبير في التأثير على عقول الشباب الذي أصبح يقضي جل وقته أمام شاشة الحاسوب متتبعاً المنتديات والمواقع المتطرفة. 4 التثقيف الديني الصحيح القائم على «الوسطية» والابتعاد عن الغلو والتشدد في الدين وهذا من اختصاص رجال الدين في البلاد، وذلك من خلال زيادة المحاضرات الدينية في الجامعات والمعاهد والمساجد، ومن خلال الاختلاط بهم لتصحيح مذاهبهم الفكرية من شتى الشوائب التي قد تختلط بها. 5 ضرورة المتابعة المستمرة من قبل الأسر للأبناء في المنزل وفي المدرسة وفي كل مكان يذهبون إليه وكذلك معرفة مع من يخالطون ومن رفاقهم، ونبذ الحواجز غير الرسمية بين الأب وابنه، وضرورة الاستماع المستمر لحاجياتهم ومشاكلهم ومحاولة حلها بالطريقة السليمة. وأخيراً نأتي إلى الجانب الأمني وهو الأساس الذي تتميز به بلادنا ولله الحمد بين بلاد العالم وذلك بفضل قيادة وتوجيه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز والذي يجد منهما كل رعاية واهتمام يتطلب من الجميع ان يكونوا عيناً ساهرة على أمن وأمان بلادهم وان يقفوا بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الاخلال بالمنظومة الأمنية لهذه البلاد الإسلامية الطاهرة. محمد بن راكان العنزي