يتوقع بعض الخبراء حدوث أزمة حادة في المياه العذبة في عام (2004) من الميلاد، حيث يتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى ثمانية مليارات نسمة، ولكن عدداً من الخبراء يعتقدون بأن الماء العذب لو وزَّع بالتساوي بين سكان العالم لكان كافياً من الناحية النظرية، إلاَّ أن معظم الماء العذب يأخذ طريقه إلى البحر دون الاستفادة منه، كما أن كثيراً منه يناله التلوث بمختلف أشكاله مما يجعل الاستفادة منه محدودة. ونحن هنا في المملكة تقع بلادنا ضمن المناطق الجافة التي يندر وجود المياه السطحية بها. وذلك بسبب قربها من مدار السرطان ومناخها الصحراوي وقلة سقوط الأمطار عليها، وارتفاع درجات الحرارة وتدني الرطوبة في المناطق الداخلية منها. وقد شهدت المملكة العديد من مشروعات تأمين مياه الشرب عن طريق حفر الآبار ومدَّ شبكات المياه وإقامة الخزانات وإنشاء السدود لكبح جماح الفيضانات والتحكم فيها، كذلك الاستفادة منها في ري المزروعات أو في تغذية الخزانات الجوفية كما أقامت الدولة العديدمن محطات التحلية لمياه البحر على الساحلين الغربي والشرقي. وقد بلغت عمليات تحلية مياه البحر مرحلة متقدمة من التطور حيث توجد بالمملكة في الوقت الحالي محطات لتحلية مياه البحر من أكبر المحطات في العالم، ومع ذلك فإن هذا المصدر لا يوفر سوى (9 ،3%) فقط من إجمالي الاحتياجات المائية، أما مياه الصرف الصحي المعالجة فلا تزال في المراحل الأولية من التطوير وتوفر نحو (8 ،0%) من إجمالي الاحتياجات المائية. وتُعد المبادىء التالية من أهم الأمور التي يتم على أساسها تنفيذ سياسات خطة التنمية السادسة لتنمية وتطوير المصادر المائية: 1 جعل المياه عنصراً أساسياً ومقياساً مهماً في تقدير الكفاءة الاقتصادية في مشروعات الدولة والقطاع الخاص. 2 إعطاء الخيارات المتعلقة بالسياسات المائية بعيدة المدى أولوية على الاعتبارات القصيرة والمتوسطة المدى. 3 تحديد أولويات استخدام مصادر المياه بشكل يوفق بين الأهداف المختلفة للجهات المستخدمة وإمكانية تلك المصادر. ونحن في الأحياء الشعبية من جدة في الوقت الحاضر نعاني من اشتداد أزمة المياه خصوصاً مع حلول الصيف وتفاقم الحرارة والازدياد السكاني ويكفي أن (45%) من المياه تضيع داخل الأحياء الشعبية بأيدي العمالة أمام المنازل ما بين أعمال الغسيل وغسيل السيارات المتزايد يومياً لغير الحاجة واطلاق خراطيم المياه يومياً بالصورة الفوضوّية داخل الأحياء إلى جانب أعمال الصرف الأخرى وكيف يتفق هذا ونحن نواجه أزمة في المياه متوقعة؟ إن الماء هو ثروة الحاضر لأنه أساس الحياة ورمز التقدم وهو أمل المستقبل لأنه لا مستقبل لمن يتهاون في الماء وفي المحافظة عليه وترشيد استخداماته. لذلك يتطلب منا في هذه الحالة وعياً اجتماعياً لابد من تنميته عند جميع المواطنين وفي مختلف شرائح المجتمع السعودي بالإضافة إلى المقيمين من الأقطار الأخرى فالماء ثروة ناضبة ونادرة وترشيد استخدام الماء بصورة منظمة ومقننة ونشر التوعية المستمرة لدى المواطنين هو أحد أهم أسباب التقدم والرقي في عالمنا المعاصر.