التفجيرات التي وقعت في مدينة الرياض لايرضى بها عاقل، فضلاً عن أن يكون مسلماً أو مواطناً، وإن هذه الأفعال التي تمت من التفجيرات وترويع الآمنين الأبرياء وقتل النفوس المعصومة التي حرم قتلها لا يقبلها شخص سوي فيه أدنى ذرة من تفكير سليم، وإن الشريعة الإسلامية جاءت بحفظ الكليات الخمس الأساسية والتي هي: (حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العرض، وحفظ المال، وحفظ العقل). ووقوع أي نوع من الضرر على هذه الكليات الخمس لا يجيزه الإسلام قال صلى الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار» أخرجه ابن ماجة. والضرر هو: محاولة الإنسان إلحاق المفسدة بنفسه أو بغيره، وهذا مرفوض في الإسلام ولاشك أن ما قام به أولئك المجرمون من إيقاع الضرر بأنفس معصومة وقتلها بغير جريرة، وإيقاع إصابات وجراحات بليغة في عدد غير قليل من البشر، وإحداث أضرار بليغة من ترويع للآمنين وإتلاف للمباني وللأموال هو من الضرب في الأرض بالفساد، ومن السعي في الأرض بالإجرام يستحق صاحبه ومن فعله أو كان سبباً في وقوعه العقوبة والنكال، ثم إني أناشد عقول هؤلاء المجرمين إن كان لهم عقول فأقول لهم، أو يجوز لكم أو يسوغ أن تصنعوا ذلك ببلادكم تحت حجة شيطانية تدلكم عقولكم المتعنتة والمتعفنة أنه يجب عليكم أن تتعلموا أحكام التعامل مع الغير سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، ثم إذا كانوا غير مسلمين إذا عاشوا في بلاد مسلمة أم عاشوا في بلاد غير مسلمة، ثم إذا كانوا كذلك فهل هم محاربون أم معاهدون أم مستأمنون، ثم ما الحكم بالنسبة لك في تنفيذ الأحكام اذا كنت فردا من أفراد الرعية، أحسب أن الإجابة على هذه التساؤلات لا تستطيع أن تجيب عليها ولكن أحسب أنك تعرف ان من الواجبات الدينية عليك أن تسأل أهل العلم المعتبرين إذا ما جهلت، فقد نص القرآن الكريم على ذلك {فّاسًأّّلٍوا أّّهًلّ الذٌَكًرٌ إن كٍنتٍمً لا تّعًلّمٍونّ} وإنه يوجد في بلادنا ولله الحمد علماء أجلاء يغبطنا عليهم العالم اجمع، وفي مقدمتهم أعضاء هيئة كبار العلماء، فإنه يسعك أن تعمل بفتاواهم، وأن تنصاع لأوامرهم، وألا تخرج عن طاعتهم لأن في الاختلاف فرقة وشحناء وعداوة وأضراراً كبيرة. ثم أقول: ينبغي ألا تقيس لكل حالة ربما كانت سائغة في مكان أن تكون سائغة في بلادك لأن القياس له أركان، وشروط ودوافع ودواع {وّمّا يّعًقٌلٍهّا إلاَّ العّالٌمٍونّ }. أخي القارى: إن هذه الأفعال المشينة يستهجنها القريب والبعيد، القاصي والداني، لما فيها من الأضرار والآثار السيئة على المجتمع حالياً ومستقبلاً، وإنه يجب علينا استنكارها واستهجانها، وتربية أبنائنا وطلابنا وطالباتنا على كره هذا السلوك الذي يحرمه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يتوافق مع سلوكيات المجتمع المحافظ المتوازن كالمجتمع السعودي. نسأل الله سبحانه الهداية والتوفيق، وأن يحفظ بلادنا وولاة أمرنا من كل سوء ومكروه، وأن يهدي ضال المسلمين إلى الصواب، إنه وحده نعم المسؤول والمجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد. (*) وكيل كامعة الإمام لخدمة المجتمع والتعليم المستمر