منذ اللحظات الأولى التي تكتشف الأم حملها تبدأ مهمة طويلة وعسيرة لكنها غير مستحيلة وهي في الوقت نفسه مهمة جليلة فلا أقل من مهمة بناء الجيل وإعداده الإعداد السليم، ولعلنا هنا نركز على قضية واحدة نضمن انها مهمة ألا وهي تحقيق الأمن النفسي للطفل. * ماذا نقصد بالأمن النفسي؟. هو حالة من الاستقرار العاطفي وإشباع الحاجات المختلفة للطفل تؤدي إلى تأقلم وانسجام الطفل مع البيئة المحيطة به، والتخلص من المشكلات النفسية المختلفة التي تحقق ذلك الانسجام. * كيف يتكون الأمن النفسي؟ قد يستغرب البعض عندما نقول ان تكون الأمن النفسي للطفل يتحقق مع بداية الحمل أو قبل ذلك كما أشرنا في المقدمة فالاستعداد النفسي للمرأة الحامل ومشاعر الأم نحو الجنين وكذلك الأب والتفاهم الحاصل بين أفراد الأسرة كلها تؤدي دوراً أساسياً في تهيئة الأم وبقية أفراد الأسرة لمستقبل المولود الجديد. عندما يولد الطفل يولد وقد أودعه الله عز وجل عدداً من الحاجات والأدوات التي تساعده على التأقلم مع هذا الجو المحيط به.. يسهل على الأم تمييز ان كان الابن جائعاً، أو يعاني من مرض معين. لكن يكون من الصعب عليها تمييز هل هو خائف وقلق مثلا مع ان هذه المشاعر مشاعر تحدد الأمن النفسي للطفل. كما ان الطفل ينمو حركياً وذهنياً فهو ينمو عاطفياً ونفسياً فالطفل الذي لا يبدي أي اهتمام لتغير الوجوه عليه أو اختلاف الأصوات يبدأ بعد فترة بإبداء مشاعر الانزعاج من وجود الغرباء وهو ما يشير إلى مرحلة جديدة من النمو النفسي العاطفي وهو ما يطلق عليها «قلق الغرباء». إن وجود الأم وبقية أفراد الأسرة يساعد الطفل على تجاوز هذه المراحل بسلام وفي الحالات التي يحدث اضطراب كمرض الأم أو الطفل أو انفصالهما عن بعضهما لفترات طويلة قد يولد عند الطفل مشاعر القلق من الانفصال. يتخذ الطفل من الأم قاعدة من خلالها يكتشف العالم من حوله ثم يعود إليها ليتزود بحنانها وعاطفتها ثم ينطلق مجدداً في مرحلته الاستكشافية فيه حتى يزيد من خبرته وتجربته، وحتى تكون الأم مصدر أمان لا بد أن تبادر إلى التفاعل مع ابنها وإبداء مشاعر العطف والحنان. * ما هي أسباب ضعف الاستقرار النفسي لدى الطفل؟. هنالك أسباب كثيرة منها: اضطراب الأجواء الأسرية وعدم الاستقرار. انفصال الوالدين أو أحدهما لأي سبب كان مثل مرض الأم أو الطفل. وجود إعاقة جسدية أو عقلية لدى الطفل أو أحد الوالدين. أساليب تعامل الوالدين غير السليمة مثل الحماية الزائدة، التذبذب وعدم الاستقرار. المقارنة وعدم المساواة بين الأطفال. التعرض للأزمات والصدمات دون دعم كافٍ. سوء الأوضاع الاجتماعية والفقر. مظاهر انعدام الأمن النفسي. يمكن ان يظهر ضعف الأمن النفسي في عدد من المظاهر حسب عمر الطفل وقدرته على التعبير عن نفسه وقد لا تكون هذه الأعراض ظاهرة دائماً وقد تظهر بشكل أعراض جسدية: ضعف الشخصية. اضطراب النوم. نوبات فزع. كثرة البكاء. كثرة الشكاوى المرضية. حدوث نوع من النكوص في النمو مثل التبول الليلي. ظهور بعض العادات مثل مص الأصبع وقضم الأظافر. العدوانية وسرعة الانفعال والعناد. رفض الذهاب للمدرسة. التعبير عن الخوف والقلق. الانعزال وعدم الاختلاط واللعب مع الأفراد. ضعف المستوى الدراسي. * كيف نساعد على تحقيق الأمن النفسي لأطفالنا؟. تحقيق جو أسري ينعم بالألفة والمحبة. توفير الاحتياجات الأساسية. توفير جو من الحنان والعطف داخل الأسرة. في حالة وجود سبب يستدعي انفصال الأم عن الطفل ان يكون ذلك أقل ما يمكن مع توفير أسباب الدعم الممكنة. حماية الأطفال من الصدمات المختلفة. تشجيع الأطفال على التعبير عن أنفسهم ومشاعرهم.