أغلى مافي بلادنا من أمور دنيانا هو وحدتها الوطنية، وليس البترول ولا غيره، بل ان الثراء لن يغني شيئاً مالم تظل هذه البلاد وحدة متماسكة، وهذه الوحدة لم تأت على ظهر دبابة فجر، ولا تحت ظلال سيوف محتل، بل بنيت بدماء ابناء الوطن الذين قادهم الملك عبدالعزيز على مدى 30 عاماً من الكفاح. اعلم ان في مجتمعنا المتناقضات، فهذا خطيب شاب او شيخ يعتلي المنبر ليصرخ ويستصرخ، ويدعو بعظائم الامور معلناً ان المطر لن ينزل والسماء ستسقط على الارض لمخالفات دينية رآها، وهل خلت المدينةالمنورة من المعاصي في زمن النبوة حتى نطلب خلو الأزمنة الاخرى منها؟ وذاك آخر على طرق نقيض عاش سنوات في بلاد الغرب وجاء داعياً لما يرفض المجتمع عن يقين به او ليقال عنه: انه متطور، وكل واحد منهما يرجم الآخر بأوصاف كلها غير صحيحة، وبين هذا وذاك الاكثرية «وهم الوسط» الذين ينظرون للأمور بمنظار العقل لا العاطفة ويرون معالجة الامور بما يحافظ على الدين ويأخذ من امور العلم والثقافة ماينفع البلاد ومنها الدين، ولا تضيق صدور هؤلاء بالرأي ولا يلجؤون للعنف اللفظي لقسر الآخرين عليه، بل يرون ان الحوار واحترام الرأي هو السبيل للاصلاح، واذا رأت الاكثرية خلاف رأيهم سلموا ولم يعاندوا او يلجؤوا لوسائل اعلامية خارجية لتشريح الاخرين. هذا الصراع الذي يحكمه الانتصار للرأي «وليس لما فيه الحفاظ على الوحدة الوطنية» ليس في صالح هذاالمجتمع الذي ينعم بأمان لن يجده إلا في هذه الوحدة فقد ظل الامن وسيظل اهم ثمرة من ثمارها.الوحدة الوطنية مكسب كبير لم تظفر به وحدة عربية حديثة غيرها وليس ذلك في التحام المناطق جغرافياً وسكانياً بل في مانتج عنه من وئام وسلام وبناء، لأن اي وحدة لاتحقق هذا المطلب معرضة للانهيار في اي وقت. ما نحتاج اليه في ضوء ما نسمعه، او نقرؤه هو مواجهة كل مايعرض الوحدة الوطنية للخطر صغيراً كان ام كبيراً، وعدم قبول اي طرف يعرضها للتفكك اياً كان مصدره، وبعد ذلك يمكن قبول اي خلاف او حوار بهدف الوصول الى نتائج تخدم استمرار الامن الذي نعيشه، شريطة ان يقتصر الحوار على المواطنين. الوحدة الوطنية ينبغي ان تكون كالماء والهواء لكل مواطن ليتصدى لكل مغرض ينال منها، وبخاصة الاعلام الغربي ومن يتحرك خلفه في مساحته من اي جنسية كان، ثم ينبغي ان تتحرك بايجاد السكن والعمل والمدرسة لكل سعودي وسعودية، ليجد الطالب الجامعة، وطالب العمل فرصته في العمل، وتسهل امور الحصول على السكن لبناء اسرة مستقرة معيشياً لكل سعودي وسعودية.كل شيء له حل ويمكن حوله الحوار ما عدا ما يعرض للوحدة الوطنية فيجب ان يقابل بالرفض المطلق وبخاصة اذا صدر ممن جعلوا همهم الاعتداء على امن الشعوب سواء باشروا ذلك ام وظفوا من يخدمهم فيه. للتواصل ص.ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691