هناك من الأزواج من يترك لظنونه العنان بسبب الغيرة المرضية ويتجسس ويبالغ في الريبة على زوجته ولأنه يعلم أن هذا التصرف السيئ لا تحمد عقباه ويؤدي إلى انفصام عرى المحبة ويعكر صفو الحياة الزوجية وينكد المعيشة وبالتالي تنهدم الحياة الزوجية ومن ثم يشتت الأطفال الأبرياء. إن غلو الزوج في الغيرة على زوجته يؤدي إلى سوء الظن بها والتجسس عليها من غير سبب يدعو لذلك وهذا يبغضه الله جل شأنه فالغيرة المرضية الحمقاء نتائجها سلبية وبطبيعة الحال سواء الزوج أو الزوجة ولابد أن تقوم العلاقة بين الزوجين على أسس من الثقة المتبادلة بينهما حتى تسير حياتهما في هدوء وانسجام يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «إن الغيرة التي يبغض الله الغيرة في غير ريبة» حسنه الألباني وقد قال رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: أتعجبون من غيرة سعد أحد أصحابه أنا والله أغير منه والله أغير مني وكانت أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه زوجه الزبير بن العوام وكان في بدء امره فقيراً تنقل النوى على رأسها من مسافة بعيدة لتعلف به بعيرها فرآها الرسول ذات يوم وهي تحمل النوى فأحب ان يركبها معه على بعيره فرغبت في ذلك ولكنها تذكرت غيرة زوجها الزبير فأعرضت واعتذرت ثم حدثت بذلك زوجها حين قدم إلى البيت فقال لها والله لحملك النوى على رأسك أهون علي من ركوبك مع الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك لفرط من غيرته ولم ينكر عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو المأمون النزيه الحبيب ذو خلق عظيم والغيرة المحمودة هي ما كانت في محلها وفي حدود الاعتدال كما أشرت يا معشر القراء، أما الغيرة المرضية الهوجاء المكروهة التي تحدث عنها الرسول أن من الغيرة غيرة يبغضها الله عز وجل وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة وقال علي رضي الله عنه لا تكثر الغيرة على أهلك أي بغير داع إلى ذلك قد ترمي امرأتك بالسوء من أجلك لترضي الشيطان فإن الغيرة المحمودة شعور طبيعي ومزيج من العوامل النفسية تؤثر فيها التجارب والعادات الاجتماعية والبيئة المحيطة وهي نوعان غيرة المحبة الدفاعية وهي لا تسبب أي عائق أو مشكلات ولكنها تدعم أواصر المحبة بين الزوجين ويشعرون بالألفة والمحبة الصادقة أما من ناحية الغيرة المرضية عكس ذلك فإنها المدمرة ونتائجها لا حصر لها لعدم الثقة بالنفس لذا يجب على الزوج أن يكون معتدل الغيرة فلا يفرط بظنونه فيشعر زوجته دائماً بالثقة ويتجنب في أي حال من الأحوال ان يخدش كرامتها وعزة شرفها. وتعدي الحد في الغيرة ينتج منها الظنون السيئة مما لاشك فيه إلى حد الوسوسة لذا لابد من الزوجين الابتعاد عن التصرفات الهوجائية والمواقف التي تثير الضيق والغيرة في نفس الطرف الآخر لذلك لابد إذا شعر أحد الزوجين بأي شكوك أن تناقش في وقتها مع الطرف الآخر على ان تكون مناقشة في جو يسوده الهدوء وطمأنينة الأنفس وبحكمة وان تكون مناقشة صريحة وهادفة لاحتواء الموقف لكي تكتسب الثقة لإنهاء بوادر الخلاف فبطبيعة الحال الاتصال الوثيق للتفاهم بين الزوجين مما لاشك فيه تشاطرهم حلاوة الحياة االزوجية وثقة الزوج وتجاوبه مع زوجته تجاوباً وثيقاً يجعله لا تنتابه الظنون على زوجته ولكن الغيرة المعتدلة هي كما أسلفت تزيد المحبة والبهجة والود وتشعر الطرف الآخر انه موضع اهتمام وعناية وألفة عكس الغيرة المرضية الهوجاء التي من شأنها ما سمعنا ورأينا من الجنايات على العائلات مما أدى إلى الكثير من الجرائم والقذف وما إلى ذلك من الرذائل أعاذنا الله وإياكم من الغيرة المرضية.