زاوية يكتبها يومياً : د. أحمد عبد القادر المعبي زوجي كثير الشك يشك حتى من نفسه لايثق بأحد مما جعل الحياة معه صعبة لاتطاق ولولا انني أنجبت منه طفلين لما بقيت عنده لحظة فما رأي الشرع في حياة تحت ظلال الشك؟ وماهو توجيهكم لذلك من خلال الرؤية الإسلامية؟ المفترض في شجرة الحياة الزوجية ان تكون وارفة الظلال تتمخض عنها ثمار يانعة تفوح بأريج الود والمحبة وتعبق بالحنان والثقة المتبادلة بين الزوجين ذلك لأن وجود الثقة بين الزوج وزوجته أمر يقتضيه ميثاق الزواج وذلك بما غرس الله في قلبي الزوجين من مودة ورحمة قال تعالى:" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". حقيقة الشك: الواقع أن الشك يأتي من الغيرة المفرطة في الرجل وعدم الثقة بالغير نتيجة ضعف شخصيته وإن كانت الغيرة في الاصل أمر فطري جبلت عليه النفوس ولأنه من الطبيعي أن كل رجل يحب زوجته لابد وأن يغير عليها خوفا أن يطمع فيها شخص آخر ولكن يجب ألا تصل هذه الغيرة إلى درجة الشك في كل صغيرة وكبيرة ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد علمنا أن نغير على زوجاتنا وقد قال ذات مرة عن سعد بن أبي وقاص : " أتعجبون من غيرة سعد؟! فو الله أنا أغير منه والله أغير مني" لكن إذا انحرفت هذه الغيرة عن مسارها الطبيعي وانقلبت إلى شك مستمر فإنها تتحول إلى معول هدم تقضي على الحياة الزوجية وتحطم كيانها تحطيما و تتحول إلى شقاء ونكد وهم وغم لانهاية له قد ينتهي بالطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله ولاشك أن الشك يمثل ضعفا في شخصية الرجل وبالله التوفيق.