كتبت عن الموقف العراقي والفلسطيني في قالب واحد وفي افتتاحيتها المعنونة «لا نقاش مع المبدأ» تقول: «بين الأزمة العراقية والأزمة الفلسطينية أكثرمن قاسم مشترك، لكن أهمها هو أن الحل السياسي لم يكن مطروحا بالطريقة المناسبة لحماية عملية السلام من الإجهاض.. الأمريكيون الذين «يحملون على عاتقهم» هموم الكرة الأرضية، كونهم القوة العظمى لم يرغبوا قط في تحديد مفاهيم واضحة ومقبولة لفكرة الأمن والاستقرار والسلام لكونهم في النهاية أرادوا تداول تلك المصطلحات لإرساء هيمنة كالتي نراها اليوم بالعين المجردة، ولكن، على حساب مبادئ مهمة وضرورية كان يعتبرها الإنسان المتحضر مسارا مضمونا نحوالمستقبل قبل أن تصبح مجرد شعارات فارغة من المحتوى».. وتضيف: «شكل الديمقراطية التي تريدها الولاياتالأمريكية في العالم لا يمكن القبول به، مع أننا جزء من العالم المحب للديمقراطية، لكن دمقرطة العالم لأجل تسييسه وفق الرؤية الأمريكية المدافعة على راديكالية الاقتناع بأن «من ليس معي فهو ضدي» هوالذي أدى العالم إلى هذا الشتات السياسي وهو بالضبط ما فعله صقور البيت الأبيض مع الذين رفضوا الحرب، باختلاف بسيط هذه المرة وهو أن انتهاء الحرب في العراق عسكريا لا يعني نهاية الصراع القائم في الشرق الأوسط، طالما أن فكرة اندلاع الحرب من جديد بنفس أسلوب «الصدمة والترويع » ما زال واردا وبقوة».. «اللوموند» جاء الهم العربي على رأس أولوياتها بعنوان «ورقة السلام؟» كتبت تقول: «الولاياتالأمريكية تستطيع أن تقوم بالحرب الآن ضد أي دولة تشاء، يمكنها إسقاط دولة عضو في الجامعة العربية، وتهديد أخرى، يمكنها الكلام عن النفط كما لو كانت تتكلم عن الدم الساري في شريان الإنسان، يمكنها كل ذلك الآن، فبعدالعراق لا شيء سيكون صلبا أو قويا لإيقاف زحفها نحو تغيير المنطقة برمتها ولو تطلب الأمر الحرب على كل الدول دولة دولة، لكنها في خضم ذلك كله نسيت أن تعطي الأهمية الضرورية لملف أرادت أن يكون تحت تصرفها وهو ملف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يعتبره صقور الشرق الأوسط ملفا عاديا، لا يقل عن ذلك الذي يمكن الكلام عنه في الكومبودج والتامول.. هذا ليس بريئا، حين نكتشف أن الذين يمسكون خيوط اللعبة يملكون أكثر من سبب كي ينحازوا إلى إسرائيل وبالضبط إلى «أريال شارون نفسه».. وتتابع الصحيفة: «العراقيون لن يشكلوا خطرا كبيرا على الإسرائيليين بعد الآن، ولهذا السبب يمكن اعتبارورقتهم محروقة، طالما لن يكون التهديد ممكنا من الجهة الغربية، لهذا يمكن توجيه إصبع الاتهام إلى دولة مثل سورية مثلا، لتحقيق التوازن، لأن الحدود السورية لم تعد في الحقيقة مع العراق، بل صارت مع الولاياتالأمريكية وفق نظرتها السياسية للمنطقة باعتبار الاحتلال حدث بوضع اليد على العراق».. وتختتم بطرح هذه المعادلة السياسية قائلة: «سكرتير الدفاع الأمريكي يغض الطرف عن المستوطنات التوسعية في الضفة الغربية، وأحد مساعديه «دوغلاس فيث» مقرب من حزب الليكود الإسرائيلي، مثله مثل «اليوت أبرامس» المكلف بملف الشرق الأوسط داخل البيت الأبيض، وعليه تبدو «الطبخة» السياسية بعد العراق بمثابة لعبة الأرقام التي تعني «أسامة بن لادن أو صدام حسين، أو ياسر عرفات، كلهم أعداءرسميون للإدارة الأمريكية وللكيان الإسرائيلي على حد سواء، لهذا وجب القضاء عليهم!» لونوفل أوبسرفاتور تعود مجددا للساحة الأوروبية وتكتب تحت عنوان: «الدفاع الأوروبي الذي يغضب أمريكا» قائلة: «الدول الأربع التي اجتمعت في بروكسيل لمناقشة جوانب الاتحاد العسكري الرباعي، لم تنس أن تؤكد للأمريكيين أن هيئة دفاعية رباعية لن تكون بالضرورة ضدهم، ولا ضد الاتحاد الأوروبي المشترك، طالما أن الغرض منها هو تكريس وجهات النظر بين الدول التي رفضت الحرب وأرادت خيار السلام دوما لحل أي نزاع مهما كان نوعه».. وتضيف «هذا الكلام يختلف حقيقة عن الكلام الأول الذي قاله الرئيس جاك شيراك بخصوص رفض الهيمنة الأمريكية وبالتالي رفض أسلوب الناتو في إدارة الشؤون الأوروبية بالخصوص، بمعنى أن الضغوطات الأمريكية على الدول الرافضة لم تكن سياسية فقط، بل اقتصادية أيضا، بدليل أن جرس الخطر بدأ يرن في ألمانيا بنفس الحدة الذي رن بها في فرنسا.. فمسألة المعارضة لم تعد حرية سياسية أو دبلوماسية بالنسبة للأمريكيين، بل صارت عصيانا يمكن المعاقبة عليه، وهو التهديد الذي لا يمكن لدول مثل فرنسا أو ألمانيا أن تتجاهله، كونه جدي وواضح، وكون المرحلة القادمة جعلت تلك الدول نفسها تسعى إلى محاولة الضغط على الأمريكيين بقولها لهم: بامكان هيئة الدفاع المشتركة ان تكون عصيانا حقيقيا إن لم تعترفوا ب«حقنا» في تسيير شؤون العالم معكم!».. وهو بالضبط ما يفسره الخطاب المعتدل للدول التي رفضت الحرب على العراق والتي فجأة صارت تتكلم عن «إنهاء سوء التفاهم «مع الأمريكيين لأجل مصلحة الجميع.. حتى لو كانت ورقة الضغط الأوروبية أقل بكثير من تلك التي يملكها الأمريكيون اليوم، والتي ستجعلهم القوة الاقتصادية الأولى على الإطلاق بعد أن يكون النفط العراقي جزءا من سياسة الاقتصاد الأمريكية داخليا وخارجيا، وبعد أن تسير ورقة الطريق في الشرق الأوسط وفق ما خطط لها ولو على الرقاب!».