رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته وقدّس روحه وحشره مع الصديقين والنبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. لقد تعاملت مع هذا الرجل ما يقرب من عشرين عاماً، فوالله ما عرفت عنه إلا الصدق والصلاح والنزاهة ونظافة اليد والعرض وسلامة الطوية والبعد عن الاحقاد والترفع عن الضغائن والسعي ما امكنه لمصلحة البلاد والعباد وتغليب جانب الستر في القضايا الاخلاقية التي تعرض عليه وكم من مرة يوصيني وغيري من المسؤولين في المنطقة بإضفاء جانب الستر على الاسر التي يترتب على افشاء سرها مفاسد تؤثر على سمعتهم، مع حرصه الشديد على حماية جانب الاخلاق ومحاربة اوكار الشر والفساد وأن تكون هذه البلاد كما اراد الله لها نبراساً يحتذى به بآداب الاسلام وكان رحمه الله يتمعَّر وجهه غضباً لله عندما تنتهك محارمه. وكان رحمه الله يحمل قلباً عطوفاً يحمل هم المسلمين ويتفاعل مع مشاكلهم ويتألم لآلامهم، يضع نصب عينيه مراقبة الله فيما يأتي وما يذر، بالاضافة الى مشاركاته العديدة للمواطنين في افراحهم وأحزانهم وتفقد احوالهم والمساهمة في حل مشاكلهم بجاهه وماله وسلطته. حلف الزمان ليأتين بمثله حنثت يمينك يا زمان فكفِّر اللهم هذا عبدك بين يديك فالطف به واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجمعنا به في دار كرامتك ومستقر رحمتك، وألهم آله وذويه ومحبيه وخصوصاً ابنيه مشعل وعبدالعزيز وأخواتهما وأمهما الصبر والسلوان، واربط على قلوبهم وقلوبنا معهم و{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.