أكدت مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة ان اتصالات تجري بين الطرفين لترتيب لقاء قريب بين رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس ابو مازن ونظيره الاسرائيلي أرييل شارون. وتتزامن هذه الاتصالات مع تحركات فلسطينية داخلية ودولية من اجل الاسراع في تنفيذ "خريطة الطريق"، واخرى اسرائيلية مضادة لعرقلة تطبيق هذه الخريطة التي ستشكل محور اجتماع للجنة الرباعية في المنطقة على هامش زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الذي سيصل الى تل ابيب اليوم للقاء مسؤولين اسرائيليين قبل الانتقال الى رام الله للاجتماع بمسؤولين فلسطينيين. طالبت السلطة الفلسطينية مجلس الأمن بإصدار قرار ملزم لاسرائيل بتنفيذ خطة "خريطة الطريق" لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي يتضمن تحديد آليات الرقابة والتطبيق، وذلك في اطار الجلسة التي سيعقدها المجلس غداً بناء على طلب الولاياتالمتحدة للبحث في مشروع قرار اميركي يدعو الى "دعم" هذه الخطة. وجاء الطلب الفلسطيني في مسعى الى كسب الزخم الديبلوماسي والتأييد الدولي الذي حظيت به الخطة، علما ان اسرائيل ما زالت تصر على ادخال تعديلات على الخطة، بل وتسرع في بناء معارضة قوية ضدها داخل الكونغرس والبيت الابيض من اجل رفض تطبيقها. وفي هذا السياق، اشارت صحيفة "هآرتس" العبرية الى ان وزير السياحة الاسرائيلي بيني ايلون توجه الى الولاياتالمتحدة قبل يومين لاقناع اعضاء الكونغرس بان الدولة الفلسطينية طبقا لرؤية الرئيس جورج بوش الواردة في "خريطة الطريق" ستؤدي فقط الى تعزيز "الارهاب"، وبأن الاردن هي فلسطين. خطة ايلون بدل "الخريطة" وذكرت المصادر ان ايلون سيعرض خطة "مارشال" شرق اوسطية تستند الى توطين الفلسطينيين في الاردن وتفكيك السلطة الفلسطينية وفرض السيادة الاسرائيلية من نهر الاردن الى البحر المتوسط. وتتكون خطة ايلون من ست مراحل تبدأ بتفكيك السلطة مرورا بهدم مخيمات اللاجئين و"ابعاد الارهابيين" واستخدام اسرائيل قوتها العسكرية والسياسية لتدمير كامل البنية التحتية "للارهاب". وتطالب الخطة ايضا بان "يواصل المجتمع الدولي اكمال التبادل السكاني الذي بدأ في العام 1948 وحصول اللاجئين الفلسطينيين على الجنسية في دول مختلفة" وان يعطي الاردن "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني" العرب في الضفة والقطاع الجنسية وكل من يرغب من الفلسطينيين الاخرين، كما تدعو الخطة الى توفير الاموال اللازمة لبناء مناطق سكنية في الاردن لحل مشكلة العرب الذين سينقلون الى الاردن. ويعد نحو 400 من اعضاء الكونغرس انفسهم لتقديم رسالة الى بوش يدعونه فيها الى عدم تطبيق خطة "خريطة الطريق" وعدم الضغط على شارون في هذا الاتجاه. ويشهد مجلس النواب الاميركي تحركا مشابها في دعمه لحكومة شارون ضد خطة السلام الدولية. لوبي اسرائيلي ضد "الخريطة" وبالتوازي، اعلن في اسرائيل انشاء "لوبي يشع" الاسم الذي يطلقه الاسرائيليون على الضفة الغربية في اطار الجهود التي يبذلها اليمين الاسرائيلي لاحباط اي تقدم في "خريطة الطريق". وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان اللوبي اليميني الجديد الذي يقوده يحييئيل حزان، احد اعضاء حزب "ليكود" الذي يتزعمه شارون نفسه، حصل حتى الان على تأييد 22 نائبا في الكنيست من اصل 120 نائبا. ونقلت الصحيفة عن حزان قوله انه يتوقع ان يتمكن من جمع تواقيع ثلث اعضاء الكنيست مع بداية عمل دورته الصيفية، مضيفا: "اذا تم تنفيذ خطة الطريق فان ذلك سيكون بمثابة خراب دولة اسرائيل". استفتاء "لتكبيل" شارون وقدم احد اعضاء هذا اللوبي، وهو ايضا من حزب "ليكود"، الاسبوع الماضي مشروع اقتراح للكنيست يدعو الى اجراء استفتاء شعبي على الخطة او على الحل الدائم مع الفلسطينيين. ويقضي مشروع الاقتراح بضرورة موافقة 50 في المئة من اصحاب حق الاقتراع على المشروع لموافقة الحكومة عليه. وقال النائب الاسرائيلي غلعاد اردان ان الهدف من وراء الاستفتاء - الذي يتطابق مع مشروع قرار تقدم به وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم في الماضي وحمل توقيع شارون نفسه - مساعدة شارون لكي يُعلم الاميركيين انه مكبل من الداخل. وتأتي تحركات اللوبي الاميركي - اليهودي الداعم لاسرائيل في الوقت الذي يصل فيه مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الى الاراضي الفلسطينية واسرائيل للبحث في تفاصيل تنفيذ خطة "خريطة الطريق". وقالت مصادر اسرائيلية ان بيرنز الذي سيلتقي شارون ووزير خارجيته اليوم سيطلع الاخيرين على نتائج زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول لدمشق. بيرنز يشارك في اجتماع الرباعية وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية ان بيرنز الذي سيلتقي ايضا رئيس الوزراء الفلسطيني ابو مازن في رام الله غدا سيشارك في اجتماع اللجنة الرباعية الذي سيعقد للبحث في "آليات الرقابة على التنفيذ" و"المعايير" التي ستتبع للحكم على طرفي النزاع وفيما اذا كانا يطبقان التزاماتهما. "تنفيذ بالتوازي وليس بالتوالي" واكد وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني الدكتور صائب عريقات ان بنود "خريطة الطريق ستنفذ بالتوازي وليس بالتوالي" كما ترغب اسرائيل. وعقدت القيادة الفلسطينية خلال اليومين الماضيين سلسلة من الاجتماعات شملت اجتماعا للجنة المفاوضات العليا برئاسة الرئيس ياسر عرفات ومشاركة ابو مازن، واجتماعا آخر لمجلس الوزراء الفلسطيني. ومن المقرر ان تلتئم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير مساء السبت للبحث في الموضوع الاساس الذي نوقش في هذه الاجتماعات وهو خطة "خريطة الطريق" واستراتيجية العمل الديبلوماسي الفلسطيني للتسريع في تطبيقها. اجتماع لجنة المفاوضات العليا واشار عريقات الى ان "لجنة المفاوضات العليا" استمعت الى "توجيهات" الرئيس الفلسطيني في شأن الخطوات المقبلة الخاصة بتطبيق الخطة، مؤكدا مجددا انها لن تخضع لاي تعديل او تغيير. ورأى المراقبون في التئام "لجنة المفاوضات العليا" برئاسة عرفات في مقره بعد اول اجتماع منفرد لمجلس الوزراء الفلسطيني برئاسة ابو مازن بعيدا عن مقر الرئيس، "تمرينا عمليا" على تقاسم الصلاحيات بين الرجلين وفقا لما اقر في القانون الاساسي المعدل الذي صادق عليه المجلس التشريعي الفلسطيني قبل نحو ستة اسابيع.