ناشدت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض المنظمات الدولية والاقليمية المعنية بالكتب والمكتبات والتراث الحضاري والثقافي وعلى رأسها منظمة اليونسكو إلى الوقوف بحزم لإيقاف عمليات النهب واتلاف التراث الثقافي والتاريخي في العراق، وذلك بعدم بيع أو شراء المخطوطات والكتب والوثائق والتحف الأثرية المسروقة، والتعاون مع المنظمات الدولية لاعادتها إلى العراق واقامة برامج توعوية حول ذلك. صرح بذلك الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر المشرف العام على المكتبة الذي أضاف ان هذه الدعوة تنطلق من المكتبة كونها مؤسسة ثقافية عربية سعودية عامة تهتم بالتراث الإسلامي والإرث الانساني والحضاري، وأعرب ابن معمر عن أسف المكتبة لما تعرضت له المكتبات العامة والجامعية والمؤسسات الثقافية ومراكز التوثيق والمتاحف في العراق، وفقدت بما حصل لكل من المكتبة الوطنية والمتحف الوطني العراقي وغيرهما في البصرة والموصل وجميع أنحاء العراق، وعدَّت المكتبة ذلك خسارة يصعب تقديرها، إذ معها تفقد الحضارة الانسانية وخاصة الإسلامية والعربية جزءاً مهماً من ذاكرتها ومن رصيدها التاريخي والفكري، ما يستوجب الحفاظ عليها وانقاذها باعتبار ذلك واجباً انسانياً عاماً ووظيفة أساسية من وظائف المنظمات الدولية المعنية بصفة خاصة. وحول تحرك المكتبة في هذا الخصوص، أشار ابن معمر إلى أنه تجري الترتيبات اللازمة لعقد اجتماع خلال شهر من الآن في رحاب مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، يضم مديري المكتبات الوطنية والمتاحف في كل من العراق ومصر والكويت وسوريا وإيران وتركيا وأمريكيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا بالاضافة إلى ممثلين لبعض الهيئات الدولية المعنية، مثل: المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو»، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، والمنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة «إليكسو» لتشكيل قوة عمل لوضع الخطط الكفيلة بالحفاظ على دور الكتب والمتاحف والآثار العراقية، والخروج بوثيقة عمل، لتقديم الدعم الفني لإعادة تأهيل المكتبات والمتاحف ومراكز المعلومات العراقية، وتسهم في مساعدة الإخوة في العراق على استرجاع ما قد فقد من مقتنيات وتحف ومخطوطات نادرة، لتعود المكتبات والمتاحف العراقية إلى سابق عهدها، كمنارات اشعاع حضاري للإنسانية كافة. من جهة أخرى تفتح مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ابوابها امام الباحثين والقراء طوال ايام الاسبوع دون توقف حتى العاشرة مساء، وذلك اعتباراً من غرة شهر ربيع الاول 1424ه. صرح بذلك وكيل الحرس الوطني للشؤون الثقافية والتعليمية والمشرف العام على المكتبة فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، مضيفاً ان هذه الخطوة جاءت لتضيف للمكتبة اضافة جديدة تتواصل بها مع جمهور الباحثين والدارسين والمرتادين، الراغبين في جعل قاعاتها المختلفة مشرعة طوال ايام الاسبوع مشيراً الى انه بذلك تكون مكتبة الملك عبدالعزيز العامة المكتبة الرائدة في المملكة التي تتيح رفوفها وخدماتها المختلفة لمرتاديها طوال ايام الاسبوع دون توقف وحتى العاشرة مساء نزولاً عند رغبات المستفيدين بالمكتبة الرجالية الرئيسية بالروضة. وقال ابن معمر ان هذه الخطوة حظيت بموافقة مجلس ادارة المكتبة والتوجيه بان تواكب المكتبة في خدماتها الزيادة المطردة في اعداد المرتادين الذين اتاحت لهم المكتبة رفوفها وخدماتها المختلفة من العلماء والباحثين والمهتمين حتى نهاية هذا العام اكثر من ثلاثمائة الف مرتاد و مرتادة، مشيراً الى ان المكتبة تدرك بذلك اهمية رسالتها الوطنية تجاه الوطن وابنائه وتسعى دائماً الى تفعيل كل ما من شأنه رفعة شباب هذا الوطن والى تسخير الامكانات كافة، لينهلوا من منابع العلم والمعرفة، وبكل ما يسهم في القيام برسالتهم الوطنية باعتبارها مؤسسة انشئت وفق تصور يعنى بتنامي الوسائط المعرفية والتي من شأنها اثراء الحياة الثقافية لدى المواطن السعودي، وقد واصلت مسيرتها بحمد الله بهذا المنهج الذي يرمي الى تعزيز دور الكتاب في حياتنا الفكرية. واختتم فيصل بن عبدالرحمن بن معمر وكيل الحرس الوطني للشؤون الثقافية والتعليمية والمشرف العام على المكتبة تصريحه بقوله ان مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تنطلق من قاعدة اساسها الدور الثقافي والعلمي الذي تضطلع به المكتبة منذ انشائها بتوجيهات ورعاية كريمة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني والرئيس الأعلى لمجلس ادارتها حفظه الله، متمنياً ان تواكب المكتبة طموحات سموه الكريم وان تؤدي كل الاهداف والغايات النبيلة التي أنشئت من أجلها. يذكر ان المكتبة قد عملت على زيادة في ساعات دوامها اول مرة في غرة شهر رجب 1422ه عندما اتاحت العمل يومي الخميس والجمعة، ومع الزيادة الحالية تصل ساعات الخدمة في المكتبة الى «14» ساعة يومياً.
