تولي مكتبة الملك فهد الوطنية عناية خاصة بالمخطوطات الوطنية، فمنذ إنشائها حتى يومنا هذا لا تزال تواصل الاهتمام باقتناء المخطوطات، حيث خصصت المكتبة قاعة ومتحفاً يضم نوادر الكتب ونفائس المخطوطات، التي ستكون متاحة للباحثين بعد الانتهاء من مشروع توسعة المكتبة. ولمواكبة الاحتفال ب "اليوم العربي للمخطوط" الذي أقيم يوم أمس وجه أمين عام المكتبة محمد بن عبدالعزيز الراشد، ببذل جهود مضاعفة إحياء لهذه المناسبة من خلال نشر قوائم خاصة بالمخطوطات، لما تمثله من ثروة فكرية خلفها لنا أبناء هذه الأمة الإسلامية والعربية، ما جعل منه تراثا باقيا رغم مر السنين والقرون لتتناقلها الأجيال، وتحيا به، وما جعل من التراث المخطوط إرثا أمميا منتشرا في العالم سعة انتشار الفكر الذي يحمله. كما تعد مكتبة الملك فهد الوطنية من أهم المكتبات العربية والعالمية في حرصها على اقتناء المخطوطات، حيث تبذل في سبيل ذلك جهودا كبيرة بلغت مجموعاتها من المخطوطات الأصلية ومن الأصول النفيسة التي لا يوجد لها نظير في كثير من مكتبات العالم، وذلك ما يقرب من 5000 مخطوط أصلي، إلى جانب الآلاف من المخطوطات المصورة التي تبلغ ما يقارب 16000 مخطوطة مصورة أهمها مجموعة جامعة "برنستون" الأمريكية التي يصل عددها إلى خمسة وعشرين ألفًا من المخطوطات والمطبوعات النادرة المصورة في العلوم العربية والإسلامية؛ إلى جانب عشرات الكتب الخاصة، حيث تحصل المكتبة على المخطوطات عن طريق الشراء والإهداء والتبادل والاستنساخ من المكتبات المتعاونة معها. محمد الراشد وبهذه المناسبة أوضح أمين عام مكتبة الملك فهد الوطنية أن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس أمناء المكتبة، واهتمامه المستمر جعلت كثيرا من الأسر العلمية وملاك المخطوطات والمهتمين بها يبادروا بحفظ ما لديهم من مخطوطات في المكتبة، حيث قام كثير من الأسر والأفراد بإهداء ما لديهم من المخطوطات أو وقفها أو بيعها على المكتبة، مشيرا إلى أن سموه من المبادرين إلى إهداء المكتبة مجموعة من المخطوطات والكتب النادرة. كما سعى - حفظه لله - لنيل موافقة بعض الجهات الحكومية لنقل ما لديها من مخطوطات إلى المكتبة الوطنية ليتوفر لها العناية والحفظ الجيد. وأضاف الراشد في سياق حديثه عن هذه الجهود الكريمة قائلا: انتقلت للمكتبة عدة مكتبات مخطوطة كان من أهمها مكتبة دار الإفتاء، ولعل من أبرز صور حرص سموه على التراث الوطني المخطوط دوره في إصدار نظام حماية التراث المخطوط في المملكة، الصادر بالمرسوم الملكي الكريم رقم م/23 وتاريخ 24/5/1422ه ليمثل حلقة مهمة في استكمال بنية النظام الثقافي في المملكة، وهو نظام يسعى إلى المحافظة على جميع المخطوطات وفي مختلف مناطق المملكة، سواء التي تقع في حيازة المؤسسات الحكومية أو الخاصة أو الأفراد، مشيرا إلى أنه بذلك تكون المكتبة هي المسئول الأول عن حفظ المخطوطات الوطنية في المملكة، حيث يعد هذا النظام من المهام الجوهرية للمكتبة الوطنية لأهمية ما يملكه الوطن بمؤسساته وأفراده من رصيد تراثي. وقال الراشد: إن مكتبة الملك فهد الوطنية تسعى من خلال تطبيق نظام "حماية التراث المخطوط" إلى إعطاء شهادة تسجيل للمخطوطة، واستخراج بيانات المخطوطة بطريقة علمية، وتصوير المخطوطة في حالة أهميتها، وموافقة مالكها وترميم المخطوطات في حال أهميتها وتعقيم المخطوطة مما يزيد من عمر المخطوطة، إلى جانب إضافة بيانات المخطوطة ل "الفهرس السعودي الموحد للمخطوطات" مختتما حديثه أن جميع المخطوطات ستتاح للباحثين والدارسين بحسب حاجتهم إليها ووفقا للنظام المعمول به، للإفادة منها وذلك فور الانتقال لمبنى المكتبة الذب تم الانتهاء منه ضمن توسعتها الجديد.