الرحيل أقسى اللحظات التي يمر بها الإنسان في هذه الحياة.. ودعت الساحة الادبية شاعرتان لهما حضورهما إحداهما ذات اتجاه فصيح وهي الشاعرة المصرية علية الجعّار رحمها الله فقد تلقت مبادئ اللغة العربية على يد والدها وحفظت الكثير من دوواين الشعر وقرأت أمهات الكتب الادبية وتخرَّجت من كلية الحقوق عام 1960م وقد وصلت إلى درجة وكيل وزارة مساعد. وأذكر أني هاتفت الشاعرة رحمها الله قبل شهرين من وفاتها فكانت تحدثني عن مرضها والامراض التي تصيب الانسان في كبره ومعاناتها، وقد دار الحديث معها عن مسيرتها الادبية وصالونها الادبي ومشاركتها في اثنينة النعيم الثقافية بالأحساء عبر الهاتف. وقد ذكر لي الاستاذ محمد النعيم المشرف وصاحب الاثنينة ان هناك محاضرة عن اعمال واحتفاء بأعمال الشاعرة ضمن برنامج الاثنينة. لها عدة دوواين ابرزها اني احب، غريب انت يا قلبي، ابنة الاسلام، وآخر دواوينها هو انصار بلا مهاجرون. وكانت الشاعرة رحمها الله تدافع عن قضايا الاسلام ولها إسهامات دعوية لخدمة الدين، وكانت نصيرة للحجاب وساعدت الكثير من الفنانات على الالتزام والتحجب، وشاركت ضمن لجان الاغاثة لأكثر من بلد مثل البوسنة والهرسك، وكانت تنوي المشاركة في عمل إغاثي لشعب العراق ولكن القدر كان أسبق. وقد نالت جائزة عبدالعزيز البابطين للابداع الشعري لأفضل قصيدة عام 1990. اما الشاعرة الثانية فهي الشاعرة المعروفة عابرة سبيل من دولة الكويت، فقد كان لها حضورها الشعري على مستوى الكويت والسعودية والخليج والجزيرة العربية عموماً، فعندما قرأت نبأ موتها فقد أسفت وألمت رغم عدم معرفتي الشخصية بها إلا أن نسب الابداع احياناً يكون مثل نسب الدم فقد سبقتها بالرحيل من دنيانا الشاعرة القطرية صدى الحرمان رحمها الله وعوّضها الله ما حرمت منه في الدنيا. وقد تميز شعر عابرة سبيل ببعض القصائد الشعرية ذات الطابع الساخر الراقي، غير ان الانسان المسلم يؤمن بالله وبحكمته، فرحم الله الشاعرات رحمة واسعة ورحم الله اموات المسلمين وخير ما يواجه به المسلم المصائب قول: لاحول ولا قوة إلا بالله و{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}. من غذاء الروح يا عزيزي بل أعز الراحلين كنت ملجأ لقلوب الآملين كيف تمضي لاسلام لا وداع؟ كيف خلفت قلوب المحرقين كيف تمضي، كيف تمضي فجأة أين منا صوتك الحلو الدنين بعدك الدنيا هباء وضنى يا إلهي هب لنا الصبر المعين شعر/ سلطانة السديري