كانت سوريا بين الموضوعات التي ناقشها الرئيسان الامريكي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك عندما تحادثا هاتفيا الثلاثاء في اول اتصال بينهما منذ شهور يعتقد انه كسر جدار الثلج بين البلدين وهو الجدار الذي نشأ بسبب المواقف المتباينة حول العراق.وقد سأل شيراك محدثه عما ينوي فعله ازاء سوريا وأبلغه انه لايرغب في رؤية اي شيء يزيد التوتر في المنطقة. وقالت كولونا ان شيراك سأل بوش ايضاً عن نوايا الولاياتالمتحدة ازاء سوريا بعدما أدلى مسؤولون امريكيون بتصريحات منذ ايام أثارت تكهنات وسائل الاعلام باحتمال اتخاذ اجراء عسكري ضد سوريا. وذكرت ان شيراك ابلغ بوش انه لا يرغب في رؤية اي شيء يزيد من التوترفي المنطقة. واتصل شيراك ببوش وتحادثا 20 دقيقة في اول حديث بينهما منذ شهور. وتزامنت محاولة اصلاح العلاقات مع اعلان واشنطن تقريباً النصر في حربها بالعراق التي تعارضها باريس بقوة. وكان شيراك هدد باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن الدولي لاحباط اي مشروع قرار يخول استخدام القوة ضد العراق مما اجبر بوش الشهر الماضي على وقف الجهود الدبلوماسية لتوحيد الاممالمتحدة ودخول الحرب التي لعبت فيها واشنطن ولندن الدور الرئيسي. وغضب بوش بسبب الموقف الفرنسي واوضح مسؤولون امريكيون انه ستكون له تداعيات سلبية على العلاقات الامريكية مع فرنسا ولكن ليس بحجم الفتور الامريكي تجاه المانيا بسبب موقف المستشار جيرهارد شرودر المعارض للحرب.ولاتزال هناك ايضاً توترات مع روسيا التي ترفض الحرب. ولم يتضح بعد ان كان بوش مستعداً لتناسي الماضي رغم انه لايزال ينوي حضور قمة الدول الصناعية السبع وروسيا التي تستضيفها فرنسا في شهر يوليو حزيران المقبل. وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الابيض «هناك خلافات مازالت هناك بعض تلك الخلافات لكن هذا لن يمنع الرئيس من العمل بشكل عملي ومحترف مع حليف مثل فرنسا».وفي باريس وصفت المتحدثة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا الاتصال الهاتفي بأنه امر «ايجابي». وأضافت ان شيراك أبلغ بوش انه سعيد بسقوط حكومة صدام حسين وان الحرب كانت قصيرة غير انه تمسك بموقفه الاصلي المعارض لاستخدام القوة. وقالت كولونا «فرنسا تعتقد ان المجتمع الدولي يجب ان يفعل كل ما يستطيع حتى تسير الامور لصالحه ويشرك الاممالمتحدة في اسرع وقت ممكن» مشددة على رأي شيراك بضرورة ان يكون للامم المتحدة دور محوري في مستقبل العراق. ورفض بوش وجهة النظر الفرنسية وقال ان الاممالمتحدة ستلعب «دورا حيويا» في العراق لكنه سيكون قاصراً الى حد كبير على تقديم مساعدات انسانية. وتدعو واشنطن لسلسلة اجتماعات مع جماعات عراقية لتشكيل حكومة مؤقتة.وقالت كولونا ان شيراك أبلغ بوش برغبة فرنسا في «التحرك بشكل واقعي حالة بحالة» وخاصة فيما يتعلق بقضايا مثل نزع السلاح ومعالجة العقوبات والحكومة المؤقتة وموارد النفط والادارة والاعمار. لكن البيت الابيض أبدى حيرته مما يعنيه شيراك بدور «واقعي» لفرنسا. وقال فلايشر «كان اختياراً مثيراً للكلمات. لا أعرف تحديداً.. لفظيا.. ما تعنيه. اظن ان هذا شيء يمكن ان توضحه فرنسا. اظن انهم ربما يسعون لايجاد الدور الذي قد يمكنهم اداؤه». وتابع ان الزعيمين اتفقا على انه يجب الا تأوي سوريا زعماء عراقيين هربوا من الحرب. وقالت كولونا ان شيراك سأل بوش ايضا عن نوايا الولاياتالمتحدة ازاء سوريا بعدما أدلى مسؤولون امريكيون بتصريحات منذ ايام أثارت تكهنات وسائل الاعلام باحتمال اتخاذ اجراء عسكري ضد سوريا. وذكرت ان شيراك ابلغ بوش انه لا يرغب في رؤية اي شيء يزيد من التوتر في المنطقة.