قال الجيش الامريكي أمس الجمعة ان طائرة حربية امريكية اسقطت ست «قنابل ذكية» على منزل برزان ابراهيم حسن التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس صدام حسين والرئيس السابق لجهاز المخابرات العراقي. ولم تعرف بعد نتائج الهجوم. ويعيش برزان في المبنى الذي كان ايضا مركز عمليات للمخابرات العراقية، لكن لا يوجد ما يشير الى ان القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة اعتقدت ان صدام ربما كان معه. وقال مسؤول عسكري أمريكي ان القصف ألحق المزيد من الخسائر بنظام القيادة والسيطرة للقوات العراقية المقاتلة الذي تعرض بالفعل لضربات متكررة، ولم يعرف بعد هل كان برزان في المبنى. وقال بيان أصدره مقر العمليات الحربية للقيادة المركزية الامريكية في قطر ان برزان «مستشار لرئيس النظام». ويقع المبنى قرب مدينة الرمادي على مبعدة 110 كيلومترات غربي بغداد. واضافت القيادة انه يجري حاليا تقييم الخسائر التي لحقت بالمبنى. وبرزان التكريتي كان رئيساً لجهاز المخابرات العراقي في الفترة بين عامي 1979 و1983 ثم عمل سفيرا للعراق لدى المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف بين عامي 1988 و1997. وتسعى جماعة اندايت لحقوق الانسان التي مقرها لندن الى تقديم برزان الى القضاء لمحاكمته عن جرائم حرب ضد الاكراد العراقيين. وتقول الجماعة ايضا ان برزان شارك بنفسه في قتل بضعة الوف من رجال احدى القبائل في عام 1983 وانه اثناء رئاسته للمخابرات كان مسؤولا عن عمليات قتل وترحيل اجباري واختفاء للاشخاص بين الاقليات العرقية. وتتهمه الجماعة ايضا بانه أمر باغتيال منشقين عراقيين في الخارج. من جهة اخرى اعلن ناطق باسم القيادة الامريكية الوسطى في قاعدة السيلية بقطر أمس الجمعة ان مدينتي كركوك والموصل النفطيتين في شمال العراق «سقطتا ودخلتهما القوات الأمريكية الخاصة». واعلن الميجور رومي نيلسون غرين «سقطت الموصل وكركوك» وان «قواتنا وبالخصوص القوات الخاصة دخلت وسط هذين المدينتين». واعلن الجيش الامريكي ان الفيلق العراقي الخامس المكون من خمسةآلاف جندي عراقي استسلم بالكامل في مدينة الموصل بشمال العراق. وقال الكابتن فرانك ثورب من مقر القيادة المركزية بقطر لرويترز «قائد الفيلق العراقي الخامس نقل الامر «الاستسلام» الى الجنود في الميدان. «سنقرر ما اذا كنا سنأخذهم اسرى ام نتركهم يعودون الى ديارهم». وصرح اللفتنانت مارك كيتشنز بأن القوات الامريكية واجهت مقاومة في مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين. واضاف «ما نشهده في تكريت هو نفس المقاومة التي شهدناها في بغداد، نهاجم بعنف ونمهد ساحة المعارك» من خلال القصف الجوي. من جهة اخرى قال مراسل لرويترز ان الجنود الامريكيين انتشروا في حقول النفط بمدينة كركوك في شمال العراق في عملية تستهدف تأمينها. من ناحية اخرى افادت صحافية في وكالة فرانس برس ان البشمركة (المقاتلين الاكراد) غادروا وسط مدينة الموصل في شمال العراق قبيل ظهر أمس الجمعة بعد ان سيطروا عليه قبل ساعة. وكان عدد قليل من القوات الكردية دخل وسط المدينة في الساعة 25 ،07 ت غ. وبعد ساعة من ذلك بدا البشمركة وكأنهم غادروا ساحة الحكومة فيما كان بعض الاشخاص يرفعون العلم العراقي على مبنى الحكومة واختفى العلم الاصفر للحزب الديموقراطي الكردستاني الذي رفع على المبنى قبل ذلك بقليل. ولم يشاهد أي صحافي او اي من الشهود اي جندي أمريكي في وسط المدينة ولم يتسن معرفة ما اذا كان الجنود العراقيون ما زالوا موجودين. وقال ثوار اكراد أمس الجمعة انهم يتوقعون ان يغادروا مدينة كركوك بشمال العراق حالما تصل قوات امريكية لتوفير الامن. وكان وصول مئات من ثوار«البشمركة» الاكراد الى كركوكالمدينة النفطية ذات الموقع الاستراتيجي يوم الخميس بعد انهيار القوات العراقية قد آثار قلق تركيا التي تخشى من قيام دولة كردية مستقلة في شمال العراق تشجع اكراد تركيا على الانفصال. وقال مام رستم وهو قائد عسكري كردي رفيع اندفعت قواته الى داخل كركوك دون الحصول على ما يبدو على موافقة كاملة من الولاياتالمتحدة «نعم نحن نتوقع ان نرحل حينما يصل الامريكيون».وساد الهدوء كركوك أمس الجمعة بعد يوم من الابتهاج والاحتفالات بانسحاب القوات الحكومية العراقية، واجتاح عشرات من ثوار البشمركة شوارع المدينة لكن لم يشاهد سوى عدد محدود من الجنود الامريكيين من القوات الخاصة. وقال جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يسيطر هو وفصيل كردي آخر على شمال العراق لشبكة التلفزيون الامريكية «سي.ان.ان» ان القوات الكردية دخلت كركوك لتأمين حقول النفط وحمايتها من القوات العراقية المنسحبة ومنع حدوث عمليات سلب ونهب كالتي شهدتها العاصمة العراقية. وكرر طالباني ما قاله رستم قائلا: سيرحلون «البشمركة» من كركوك فور ان تحل القوات الامريكية محلهم. من ناحية اخرى أحكم جنود امريكيون أمس سيطرتهم على موقع حدودي عراقي على الطريق الرئيسي المؤدي الى الاردن بعد ان تخلى عنه العراقيون. وأفاد ادموند بلير مراسل رويترز من موقع طربيل الحدودي على مبعدة 550 كيلومترا غرب بغداد ان الموقع تحرسه الآن مركبة قتالية امريكية، وتمنى جندي امريكي في الموقع الحدودي رحلة سعيدة للمسافرين لكنه امتنع عن الادلاء بأي تعليقات للصحفيين.وسئل الجندي متى وصل الى الموقع فقال «لا استطيع ان اجيب على ذلك السؤال». ويبدو ان عددا قليلا من الموظفين العراقيين الذين كانوا في الموقع الحدودي فروا على عجل في اعقاب انهيار حكومة الرئيس صدام حسين في بغداد يوم الاربعاء. ووجد مراسل رويترز بقايا طعام على طاولة في الموقع الحدودي عندما وصل اليه مساء أمس الخميس، لكن لم يكن هناك أي موظفين عراقيين. وكانت هناك ملفات تتضمن قوائم باسماء الزائرين مبعثرة قرب غرفة الانتظار، كما كانت هناك صورة ضخمة ممزقة لصدام. وكانت هناك ثلاث قذائف صاروخية على طاولة بجوار علم عراقي صغير.