قال المقاتلون الاكراد انهم لا يعتزمون التقدم نحو مدينة كركوك وزعموا انهم يفضلون سماع انباء حول سيطرة القوات الامريكية على بغداد قبل القيام بأي خطوة بينما يتم تسجيل قصف من قبل القوات العراقية في الجبهة الشمالية التي تجري محاولات لتنشيطها لشغل بغداد من هذه الجهة ايضا بالاضافة الى ما تعانيه في الجهات الاخرى. وقالت وكالة الانباء الفرنسية ان القوات العراقية التي لا تزال موجودة في منطقة خازر على طريق الموصل شمال العراق عمدت الى اطلاق صواريخ وقذائف مدفعية صباح امس الجمعة على منطقة كانت انسحبت منها يوم الخميس . واطلقت الصواريخ بعد نصف ساعة تقريبا من اطلاق قذائف المدفعية على مواقع قرب الخط الفاصل كان العراقيون تخلوا عنها تدريجيا منذ الاربعاء. وقد انكفأ فيما بعد قسم من القوات العراقية على الاقل الى خازر الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من هذه المواقع وثلاثين كيلومترا شرق الموصل. وكانت عمليات القصف الاميركية والنيران العراقية بدأت صباح الخميس ثم استؤنفت مع حلول الظلام بعد ان تراجعت كثافتها. وبحسب المقاتلين الاكراد. فانها تواصلت بانتظام طيلة ليل الخميس الجمعة. وعلى الرغم من هذا الضغط. فان «العراقيين لا يزالون في خازر ويواصلون السيطرة على جسر منقوبة» الذي يسمح بالوصول الى المنطقة، كما اعلن المقاتل الكردي نادر حاتم الذي اكد كلامه عناصر آخرون من البشمركة «المقاتلون الاكراد». اما مراسل وكالة رويترز في المنطقة فقد اشار الى دوي قصف عنيف في شمال العراق من جهة مدينة الموصل تم سماعه في الساعات الاولى من يوم امس الجمعة. وقال مراسل رويترز جون همينج في دهوك التي تبعد 60 كيلومترا شمالي الموصل ثالث اكبر مدن العراق ان الهجوم غير عادي لأن القصف قرب هذه المدينة عادة ما يكون غير مسموع. وتتعرض بلدتا دوميز وفايدة الصغيرتان الواقعتان على خط الجبهة بين دهوك والموصل لقصف متكرر. وقال شهود ان مجمعا عسكرياً عراقياً في دوميز اصيب بقنابل عنقودية في وقت سابق ويبدو مهجورا الان. وتأتي هذه الهجمات في اطار تصعيد تدريجي على طول الجبهة الشمالية في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق والتي بدأت قبل 17 يوما للاطاحة بالرئيس صدام حسين. وخاض مقاتلون اكراد تدعمه مجموعات صغيرة من الجنود الامريكيين قتالاً يوم الخميس مع قوات عراقية اثناء تقدمهم على طريق يؤدي الى الموصل. وقال شهود لرويترز انه اثناء اشتباكات عنيفة استمرت نحو ساعة قصفت طائرات امريكية ايضا مواقع عراقية، وقال مقاتلو البشمركة الاكراد ان القوات العراقيةانسحبت بعد ذلك نحو خمسة كيلومترات باتجاه الموصل. وتفجر قتال في وقت سابق عندما كانت القوات الكردية على مبعدة حوالي 40 كيلومترا على الطريق شرقي الموصل. وشنت طائرات امريكية هجمات على مواقع في الموصل ومركز كركوك النفطي الشمالي الواقع على مسافة 30 كيلومترا داخل المنطقة الشمالية التي يسيطر عليها الاكراد منذ حرب الخليج عام 1991 . وقال مقاتلون اكراد ان قواتهم تقدمت حتى اصبحت على مسافة خمسة كيلومترات من الموصل، ولم تؤكد هذا مصادر مستقلة. وبدت المواقع العراقية على الطريق من دهوك الى الموصل خاوية يوم الخميس. وقصفت طائرات امريكية يوم الاربعاء قوات عراقية في المنطقة الخاضعة لسيطرة الاكراد في شمال العراق وأجبرتها على التراجع في عدة مناطق في اليوم الثاني من هجوم امريكي واسع. هذا وقد اعلن مسؤول كردي ان المقاتلين الاكراد لا ينوون التقدم من طرف واحد نحو مدينة كركوك النفطية «شمال العراق» حيث انهم يفضلون انتظار سيطرة قوات التحالف الاميركي البريطاني على بغداد. وقال برهام صالح «رئيس وزراء» الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يسيطر على جنوب شرق كردستان العراق الخارج عن سيطرة بغداد ان «الاتحاد الوطني الكردستاني لن يتقدم نحو كركوك الا اذا اتخذت المعارضة العراقية قرارا بهذا الخصوص بالتنسيق مع القوات الامريكية والبريطانية». واضاف لوكالة فرانس برس «لكن لا نريد ان نقوم بأي عمل من شأنه ان يؤثر سلبا على المهمة (وهي السيطرة) على بغداد» في اشارة الى مخاوف تركيا.واوضح «هناك هدف واحد وهو بغداد، هناك من يقول في هذا المجال ان الطريق الى كركوك يمر في بغداد، ويعتقد آخرون ان طريق بغداد تمر بكركوك». وتابع قائلا «ان الوضع يتغير باستمرار ويعاد النظر فيه يوميا».