على الرغم من التوتر الشديد الذي ساد العاصمة العراقيةبغداد والأنباء الأمريكية عن توغل بالدبابات في وسطها إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية قالت إن ما يجري ليس هو معركة بغداد مما يعني أن الهجوم الذي تراه الولاياتالمتحدة لم يبدأ بعد، ونفى وزير الإعلام العراقي أمس ما تناقلته الأوساط الغربية من احتلال لبعض المواقع داخل بغداد، مشيرا إلى أنه تم إنزال خسائر فادحة بالجنود الأمريكيين. وقال الجيش الأمريكي إن اثنين من مشاة البحرية الأمريكية قتلا، كما فقد ستة بينما أصيب كثيرون أمس الاثنين في معارك بجنوب العاصمة العراقية وأخرى لتأمين جسرين فوق نهر ديالي، أحد روافد دجلة، عند أطراف بغداد واللذين يعتبران هدفين رئيسيين للقوات الأمريكية المتقدمة صوب المدينة. وقال مشاة البحرية الأمريكية: إن الجسرين تعرضا لأضرار بالغة أثناء القتال مما يحول دون عبور الدبابات والمدرعات الثقيلة لهما. وقال السارجنت مارفن كروفورد لرويترز قرب المكان إلى الشرق من بغداد إن الجنديين من مشاة البحرية قتلا عندما سقطت قذيفة مدفعية على برج مركبتهما البرمائية. وأضاف «أصيب عدد من مشاة البحرية وأعلم أن اثنين قتلا، كان الوضع سيئا الأشلاء منتشرة في كل المكان». وقد حاولت القوات الأمريكية أمس الاثنين نقل الحرب إلى قلب بغداد من خلال مهاجمة المجمع الرئاسي في القصر الجمهوري غير أن السلطات العراقية تواصل التأكيد على أنها تسيطر على الوضع. وفي اليوم التاسع عشر للحرب هاجمت القوات الأمريكية القصر الجمهوري الذي يضم عدة مبان رسمية واحتدمت المعارك للسيطرة عليه لعدة ساعات في كافة أنحاء المدينة. وخفت حدة المعارك حوالي الساعة العاشرة صباحا غير أنها عادت لتحتدم بعد 45 دقيقة وسمع دوي قذائف الهاون. ويقع القصر الجمهوري مثل أغلب المباني الرسمية على الضفة الغربية من نهر دجلة حيث أمكن لمصور وكالة فرانس برس رؤية مدرعتين أمريكيتين من نوع برادلي ودبابتين من طراز ابرامز وعشرة من عناصر المارينز قرب أحد مداخل القصر. وأكد مسؤول عسكري أمريكي موجود في مطار صدام الدولي جنوب غرب بغداد أن القوات الأمريكية استولت على ثلاثة قصور رئاسية ضمنها القصر الجمهوري. ونفى وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف هذه المعلومات بشأن الاستيلاء على القصر الجمهوري داعيا إلى «عدم تصديق» ما يقوله الأمريكيون بشأن المعارك في بغداد. وقال الصحاف بشأن معارك القصر الجمهوري «دخلت مجموعة من الدبابات في منطقة الدورة (.. حوصروا وتم القضاء عليهم وذبحهم». وأضاف «ذبحنا المئات منهم.. لقد بدأوا ينتحرون على أسوار بغداد الاعتبارية.. سنشجعهم على الانتحار». ومضى يقول «لا تصدقوا هؤلاء الكاذبين لا يوجد أي من علوجهم في أي مكان في بغداد». وفي واشنطن أكد مسؤول في وزارة الدفاع أن العملية الجارية ليست «معركة بغداد» بل «رسالة قوية» موجهة إلى نظام الرئيس العراقي صدام حسين. ولا تزال المباني الرسمية المحيطة بالمجمع تحت سيطرة العراقيين على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. ويسيطر عناصر من الميليشيا العراقية مسلحون بقاذفات صواريخ وبنادق هجومية على الطريق المؤدي إلى وزارة الإعلام ووزارة الخارجية. كما يتحصن عدد منهم وراء أكياس من الرمل على مداخل الوزارتين ومبان إدارية أخرى. وامتلأت الشوارع المؤدية إلى المجمع الرئاسي بعناصر الميليشيا وكان بعضهم يجري في كل اتجاه في حين تمركز آخرون في مواقعهم. وخلت الشوارع من المارة وسعى بعض المدنيين إلى ايقاف سيارات للهرب من المعارك، وملأ آخرون سياراتهم بالفرش والأغطية للتوجه إلى مواقع أكثر أمانا. وأقفلت كافة المحلات التجارية أبوابها وخلت محطة المسافرين إلى المدن الداخلية من الركاب. وعلى جسر الرشيد تدفق عشرات من عناصر الميليشيا بأسلحتهم على الضفة الأخرى من نهر دجلة (الشرقية) حيث بدت الحياة عادية نسبيا، وفتحت بعض محلات المواد الغذائية أبوابها وكانت حركة حافلات النقل شبه عادية داخل المدينة. وعلى الطريق إلى القصر الرئاسي في وسط بغداد شوهدت جثة أحد عناصر الميليشيا العراقية باللباس المرقط والكوفية الحمراء في حين كانت أعداد أخرى من عناصرالميليشيا مسلحة بالرشاشات وقذائف الار بي جي المضادة للدروع تتحصن خلف أكياس الرمل على أحد الجسور وتمنع السيارات من التقدم. إلى ذلك أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس الاثنين في واشنطن أن عملية القوات العسكرية الأمريكية الجارية في بغداد ليست «معركة بغداد» بل «رسالة قوية» موجهة إلى نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وقال بن اوينز المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية لوكالة فرانس برس إن هذه العملية «لا تشكل معركة بغداد، إنها رسالة قوية تؤكد أنه بامكاننا التوجه حيث ما نشاء وفي أي وقت نريده». ومن جانب آخر، قال ضابط أمريكي إن خبراء الأسلحة البيولوجية والأمريكية يعتقدون أنهم ربما عثروا على موقع عراقي لتخزين أسلحة الدمار الشامل. وعلى نقيض ذلك قال ضابط في مشاة البحرية الأمريكية إن اوامر صدرت لجنود مشاة البحرية الأمريكية في العراق بخلع ستراتهم الواقية من الأسلحة الكيماوية أمس في علامة على أن الخطر المتوقع من شن القوات العراقية هجوما بالأسلحة الكيماوية أو البيولوجية يتضاءل. وقال اللفتنانت جنرال بيتر روملر لمراسل رويترز ماثيو جرين «مهما تقول لنا معلومات المخابرات فقد تم خفض مستوى الخطر». وصرح ضباط بأن هذا الأمر يسري على كل الفرقة الأولى لمشاة البحرية التي يبلغ عدد أفرادها نحو20 ألف جندي. وقال جرين إن جنود مشاة البحرية مازالوا يحملون الأقنعة الواقية من الغازات ولكنهم استبدلوا السترات الواقية الضخمة إلى ملابس تمويه أخف للمرة الأولى منذ أن غزت القوات التي تقودها الولاياتالمتحدةالعراق في 20 مارس/اذار. وقال اللفتناننت ستيف ايستين «تم إبلاغ الفرقة الأولى لمشاة البحرية بخلعها إنها تعوقنا».