نظراً لظروف المعيشة الصعبة واعتماد الكثير من الناس على المرتب الشهري باعتباره مصدراً وحيداً للدخل؛ قد يلجأ الناس إلى شراء البضائع بالتقسيط وبيعها واستخدام ثمنها لفك أزمة معينة، إما مشروع زواج، أو تأثيث وبناء منزل، أو غيرها من ظروف طارئة لا يمكن حلها إلا عن طريق الأقساط.ولكن يسبق شراء السلعة خطوة مهمة لا يستغني عنها (الشريطية) ألا وهي إحضار (الكفيل أو كبش الفداء إن صح التعبير)!! عندها ينطلق المشتري بحثاً عن كفيل طيب بين الأصدقاء والأقارب والمعارف ويطلب منهم الكفالة في المكان الفلاني، مغلفا طلبه بكل الورود والرياحين، والوعود بالوفاء الشهري دون الدخول بمتاهات طويلة.في هذه الحالة تأخذ (الكفيل) الشهامة وحب الفزعة، ويسارع بإحضار التعريف بالراتب وبطاقة الأحوال، ويبدأ بتوقيع إيصالات (ضياع مستقبله).. لأن المشتري سرعان ما تتبدل أحواله وتتحول وعوده سراباً لا يمكن الحصول عليه، ويجد الكفيل المسكين نفسه مضطراً لإكمال الفزعة على (أصولها) خوفاً من النوم بين أحضان الزنزانة بتهمة (طيبة القلب الزائدة). هذا الكلام اخي الكريم.. لا يمكن تعميمه على كل من اشترى بكفالة، ولكن هذه القضية وبصراحة أصبحت ظاهرة مخيفة وتفشت في مجتمعنا النزيه، فكم من (فزاع) لصديق أو قريب، ظل يدفع الاقساط الشهرية وذاك ينعم بسيارة (كشخة) أو فلة (مزيونة)!! وكل هذا على حساب (أبو الفزعات).. هذه التصرفات من بعض الناس جعلت الكثيرين يتصرفون بحذر ويمتنعون عن الكفالة مهما كان الشخص قريباً وعزيزاً..وكأن شعار الجميع بهذه الحالة (احذر من الفزعة تسلم من الدفع والسجن)!!. وكم نتمنى أن تتلاشى مثل هذه الظواهر السيئة في مجتمعنا الطاهر الطيب ويعود مبدأ الثقة إلى نفوس الناس في جميع معاملاتهم.