كان عليَّ أن أحمل عصا الترحال وأن أرحل منذ زمن فالإبحار في سفينتك شيء مرهق والرحلة معك شاقة وطويلة. حتى الانتظار أصبح شيئاً لا معنى له. لقد أوهن الكأس يدي وأنا أرتشف منه الفراغ. وأغشى السراب عيني وأنا انظر وانتظر. فقوتي كانت معك ضعفاً وارادتي وهناً حتى حريتي كانت قيداً في يدك. ومنذ أن عرفتك وأنا أركض وأبحث عن شيء لم أجده حتى عدت أبحث عن نفسي فغدوت ضياعاً عن ضياع فأية سعادة لإنسان يبحث عن نفسه معك؟ فقف أيها الجواد وخذ عنانك بيدك حتى تجد فارسك. وكف أيها القلب عن بناء قصورك فالماء، لا يحملها وخطواتك ما زالت معلقة في الهواء، لقد ان لي أن استريح لأحس بالارض التي تحملني.. أريد أن التقط أنفاسي اللاهثة. لقد طالت اغماضتي.. أكان عليَّ أن أسير كل هذا الزمن دون أن أرى. كيف اتحرك لا أعرف أنني ما زلت أعيش، فدعيني أبكي لأشعر بحزني. وأطلقيني من قيدك لأحس به اقذفيني في دنيا البشر لا نظر إلى دنياك. يا واحة الدموع لم يعد لديّ دمع أسقيك به فلقد استنزفت كل دمعي. يا ليلي الطويل إذا ما ضقت بسهري في اغفاءتك وحركتي في سكونك فاغفر لي لأني لم أكن أعلم أنني أتحدث إليك وحدك. كنت أعجب منك كيف تأتي إلينا بعد أن تفارق الشمس دنيانا كنت أعجب لماذا لا تحبها مثلنا والآن فقط عرفت فليتني كنت ليلاً مثلك.. آه ما أحرصك على الهدوء. ولست الآن نادماً على شيء لأنني عرفت أشياء كثيرة عرفت أنك تمثلين بالنسبة لي قطبي شمال وجنوب معاً فاتجاهي إلى أحدهما هو في الواقع ابتعاد عن الآخر.. بل تعلمت أكثر من هذا.