تتحدث أحياناً إلى بعض الأشخاص في مهن معينة فتأنس لحديثهم وتجد فيه متعة حيث تعرف من بداياتهم أشياء تبعث على الإعجاب كما في حديث ضيفنا اليوم أحمد صالح بو خمسين:هذا المهني الذي يعمل في إصلاح الأجهزة الإلكترونية الذي بدأ عمله قبل 45 عاماً وما زال يشكل علامة ثابتة هنا حيث المحل الصغير الذي افتتحه كورشة منذ البداية معروف لدى الجميع في شارع المدير بالهفوف أما عن تسمية الشارع واشتهاره بين الناس هكذا فذاك يعود إلى أن أول مدير لشرطة محافظة الأحساء سكن إحدى الدور الواقعة عليه حيث كانت بداية بوخمسين طريفة حقاً وهو يشير إلى ذلك قائلاً: بدأت التعامل مع الأجهزة الإلكترونية هاوياً وكانت آنذاك مجرد جهاز راديو وصندوق تسجيل شنطة «البشتخته» وكنت قد اشتريت جهاز راديو من دولة البحرين الشقيقة قبل 45 عاماً وبدلاً من الاستمتاع به عمدت إلى تفكيكه والتعرف على أجزائه حتى عطلته عن العمل واشتريت جهازاً آخر فأخذت بالنظر إلى محتويات هذا الأخير لأتعرف على أعطال الجهاز الأول وبعد محاولات عديدة أعدته للعمل ففرحت كثيراً مما يجعلني بالتالي أعرف بين الناس بقدرتي على إصلاح الراديو وكنت أعتمد الأسلوب نفسه في إصلاح أي جهاز جديد أي أحمل الجهاز القديم للتطبيق عليه.وبعد أن أتقنت العمل وانتشرت الأجهزة قررت فتح محل كورشة تصليح وقد كان الدخل آنذاك محدوداً إلا أن اهتمام الناس بإصلاح الأجهزة كان مستمراً فليس لديهم قدرة دائمة على شراء الجديد كما هو الحال الآن وكانت تصلنا ماركات مثل فيليبس وهازمستر وذلك يساعدني على استيعاب الجهاز بصورة تامة وسليمة. ويقول بو خمسين عن مهنة إصلاح الأجهزة بأنها مربحة حتى الآن رغم قدرة الناس على شراء الجديد وانخفاض أسعار بعض الأجهزة إلى مستوى يعادل قيمة إصلاح القديم بالنظر إلى ارتفاع أسعار القطع ويشير إلى اتساع العمل الآن في هذه المهنة حيث أصبح يشمل أجهزة الفيديو والدش والتلفزيون وأجهزة التسجيل بأنواعها بما في ذلك أجهزة السيارات والفكرة واحدة لكن العمل يحتاج إلى الدقة والتركيز لاكتشاف وظيفة الجديد وأسلوب إصلاحه.