مع اطلالة عام هجري جديد.. وقرب انقضاء الشهر الأول منه.. تعود بنا الذاكرة قليلاً.. إلى عام «1423ه» الذي يكاد حتى الآن ان يكون الأسرع.. بين أعوام عديدة مضت وانصرفت. وكل عام يمر.. فهو يسير بنا إلى مقربة من نهاية أعمارنا.. «يا الله حسن الخاتمة». حري بنا.. ونحن في مثل هذه المناسبات.. ان يفسح المجال ونطلق العنان بعض الشيء لساحات أفكارنا.. ونعود للوراء.. لذلك الماضي القريب البعيد.. ولتلك الساعات الفانية من أعمارنا.. فكم من غال فقدناه؟؟ وكم من صاحب هجرناه؟؟ وكم من صديق قسونا عليه؟؟ وكم من عزيز قصرنا في واجبه؟؟ وفي الوقت ذاته كم من خصم تبادلنا معه قسوته.. وكدنا باشتراكنا معه ان نقع في حبائل الظلم؟؟ في الواقع هناك ثمة أمور أكثر من ان يحصرها هنا أنا أو غيري؟! لكن يقع الأمل والود والتسامح هو المؤشر الحقيقي.. والمفتاح الذي يؤدي بنا إلى حياة عزيزة يملؤها التعاون والاخوة.. كم نحن بلا استثناء بحاجة إلى وقفات صريحة مع النفس الامّارة بكل شيء.. نصارح فيها ذواتنا.. قبل انفسنا.. ونقف على مدى رضائنا عما قدمناه بالأمس وما قبل الأمس.. وان أمكن ان نرسم تصوراً لما ينبغي ان نكون عليه..؟؟ وقد يكون الأمر صعباً «هنا»؟؟ احبتي قراء «الجزيرة».. كم هو مؤثر ذلك الموقف الذي تكرر معي خلال أشهر.. بل أسابيع قليلة.. وأنا أطالع قائمة بأسماء احتواها الهاتف الجوال الخاص بي «الدليل».. وأقوم بمسح عدد من أسماء من كنت احتفظ باسمائهم وأرقامهم حتى وقت قريب!! والسبب فيما «تم مسحه» هو مفارقتهم للحياة بين لحظة وأخرى.. غابوا عن الدنيا بلا رجوع اسأل الله الرحمة لكافة موتانا.. ولابد ان منكم الكثير ممن مر بذات الموقف وأشد وأكثر؟؟ من هنا أعود.. وأحيي كل إنسان يقوم بمحاسبة نفسه ومتابعتها والزامها بدوام الطاعة وحسن العبادة وطيب المعاشرة.. وحسن الخلق.. وأدعو الله ان يقوينا على ذلك.. وان يمكننا من محاسبة انفسنا قبل ان نحاسب.. داعياً المولي القدير.. ان يبدل احوالنا «دائماً» إلى الأفضل والأحسن.. وان يدفع عنا كل الفتن.. ويقينا كل الشرور.. ويزيدنا من فضله ويغنينا بحلاله.. وان يختار لنا الخاتمة الحسنة.. والحمد لله رب العالمين.. وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..