هب أنك تسير في طريق طويل، لا تعرف أوله ولا آخره، وأثناء سيرك وجدته طريقاً يصعب السير فيه بسبب وجود الحفر والأشواك، والأحجار والهوام، والدواب، وغيرها. بالتأكيد أنك ستغَير مسارك من هذا الطريق وستسلك طريقاً آخر يكون أفضل من سابقه. وهكذا هي الحياة تحتاج منا إلى تغيير في مسارنا فيها، إذا ما شعرنا بأن مسارنا غير سليم، وإلا فإننا سنظل نتخبط يمنةً ويسرة حتى تلعب بنا العواصف فنهلك دون أن نشعر، وحينها لن ينفع الندم، هذا إذا كان هناك وقت للندم، ولعل أكبر وأهم تصحيح مسار حدث على مَر التاريخ هو تغيير مسار الإنسانية أجمع على يد رسولنا الكريم – عليه الصلاة والسلام -، وهو إخراج الناس بفضل الله من الظلمات إلى النور. ونحن في هذه الحياة نسير على مسارات مختلفة، بعضها صحيح وبعضها غير ذلك، وكل واحد منا يدرك ويعرف مساره الذي يسير عليه، فإن كان ذلك المسار طيباً فليحمد الله، وإن كان غير ذلك فليغَير مساره، والله سيعينه إذا ما حضرت النية الصادقة في التغيير إلى الأفضل. تغيير المسار في الحياة يشمل كل شيء، يشمل صغائر الأمور وكبائرها، جلَها ودقَها، يشمل الصغار والكبار، الرجال والنساء، الرعاة والرعية، يشمل أمور الدين وأمور الدنيا. راجع نفسك في صلاتك في أخلاقك في علاقاتك في عملك في سلوكك مع أهلك مع جيرانك مع أقاربك مع أصدقائك. اجعل لك كل ليلة قبل النوم لحظة محاسبة صادقة تغيِّر فيها مسار حياتك إلى ما هو جميل، نحن بشر نخطئ وننسى والله تجاوز عن أمته عند الخطأ والنسيان، أما ما نتعمده ثم لا نتوب منه فهذا هو الوقوع في المحذور. كم من إنسان جلس بينه وبين نفسه في جلسة مصارحة ومحاسبة فغيرَت تلك الجلسة مساره إلى الأروع، وكم من شخص استمع لنصيحة والديه أو شيخه أو معلمه أو أي إنسان أراد له الخير فغيَرت تلك النصيحة مسار حياته إلى الأحسن. تصحيح المسار في الحياة إلى الأفضل أمر مندوب إليه وهو الطريق الأكمل والأجدر لكل ذي عقل ورأي رشيد، أما الذين يبقون على نمط حياتهم الخطأ، ويصرون على ذلك ويكابرون، فإنه بلا شك قد جانبهم الصواب، وسلكوا المسلك الخطأ بعنادهم وتعصبهم لمعتقدهم الذي قد ينكره الدين أو عادات الناس وتقاليدهم الحميدة التي لا تتنافى أو تتعارض مع مسار الدين الحنيف.