المقناص والصيد يستهوى عشاق الصحراء المقمرة ليلا بحبيبات رمالها التي تداعب اسفل أقدامهم ووجناتهم احيانا سويعات الراحة والاسترخاء بعد ركض ولهاث في طلب الطرائد لهم والفرائس لجوارحهم خلال ساعات النهار الذي ربما كان بشمس لافحة وهجير يبعث عن رمق السراب من شدة الظمأ عقب استقصاء ومسافة عن المناجع جريا وركضا خلف طريدة عنيدة ثمينة مناورة مبارزة توَّهت عاشق الصحراء في فيافيها رغم معرفته بدروبها وأجهدت الشاهين والسلوقي خلفها هازئة مستهترة مستمتعة بهذا الفر والكر ثملة به لعلمها انها واقعة في الاسر وإن بعد حين، والقناص يدرك ذلك ويمعن في المناورة فهو لم يأتي إلا لهذه اللحظات الممتعة، فالطريدة بحد ذاتها لم تكن هدفه النهائي بل ان لحظات النشوة تكمن في استسلامها النهائي بين قبضتي طائره الماهر. وهنا نستعرض كتيب (المقناص) الذي اصدرته الشركة العقارية السعوديةوالذي تحدث عن هذه الهواية بالتفصيل . الصيد كهواية لها مكانتها بين شعوب العالم فمنذ القدم كانت ومازالت تمارس لمختلف الاغراض مثل الصيد لغرض الحصول على القوت اليومي ويمارس كرياضة وهواية في بعض بقاع العالم حديثا وتنظم هذه الهواية في دول العالم المتقدمة تنظيما دقيقا ومعقدا وتولدت من اجل استمرارها حرف مختلفة منها صناعة اسلحة الصيد وعدته ومستلزمات الرحلات. الصيد عند العرب الصيد عند العرب لا يهدف لقتل الحيوان وانما التجوال في ارض مفتوحة لسعة الانظار ومحاولة الحصول على الصيد أياً كان جنسه حيا للاحتفاظ به في بيوتهم ومزارعهم الخاصة، أما عن طرائد الصيد العربية فيمكن توضيحها من خلال شرح لمفردتين هما الفريسة والطريدة إذ ان الفريسة هي عادة ذلك النوع من الفضائل التي يصطادها الطير الجارح وتمثل غذاءه لبقائه على قيد الحياة,, اما المقصود بالطريدة فهي الفصائل التي يطاردها الصقر للصياد الذي يطلقه لهذا الغرض، وهناك ثلاثة انواع فقط يطاردها الصيادون العرب وهي: الحبارى: وهي تفضل العيش في المناطق السهلية الجافة ذات التضاريس الوعرة القاسية التي لا تغطيها سوى القليل من الشجيرات المتناثرة والحبارى طائر يأكل اي شيء تقريبا إذ يقتات على انواع متعددة من النباتات والحشرات التي تتواجد في البيئة الصحراوية وتعتبر طيور الحبارى من الطرائد المثالية لضخامة حجمها نسبيا وغناها باللحم إذ يصل وزن الحبارى الذكر إلى اكثر من ثلاثة كيلوجرامات والانثى إلى اكثر من كيلوجرامين. الكروان الصحراوي: ويؤدي هذا الطائر عرضا مثيرا خلال المطاردة التي يلاحقه خلالها الصقر ويتمتع بصفات مماثلة للحبارى في مجال الطيران والغذاء ولهذا يتم اصطياده بالطرق التي تستخدم لصيد الحبارى ويختلف عنها في انه يصدر اصواتا عندما يصل في الليل الى مكان يجد فيه الطعام وهذا ما ينبه الصيادين له ويقضي نهاره نائما. الأرنب العربي: ويزن عادة حوالي 1,5 كيلوجرام ولديه اذنان كبيرتان بصورة مدهشة والعادات الغذائية للأرانب العربية مشابهة لتلك السائدة لدى الكروان والحبارى كما يقضي معظم نهاره مقرفصا تحت شجيرة او صخرة ويعتبر الصقر الحر افضل صياد لهذه الطريدة وينطبق ذلك على الشاهين عندما يتعلق الامر بالمنازلة الارضية. الصقور تتفاضل الصقور فيما بينها بالألوان وبكبر الهامة وجمال الرأس وسعة العينين المغطاة بالقحف، وتمام المنسر، اما قصير المنسر فيقال عنه الأقطم ومن ميزات الصقر وسع المنخر وطول العنق وعرض الصدر والوسط وجليل الفخذين وقصير الساقين إما ان تكون ساقاه منفرجتين عند وقوفه فيسمى افجح وإذا كان العكس اي ان رجليه عند الوقوف تبدوان وكأنهما على بعضهما فهذا يسمى الالز ، ومن ميزاته ايضا ان يكون قريب القعدة من القفا إذا نظرت اليه تراه كانه مصلوبا طويل الجناحين وقصير الذيل اصابعه متينة وخشنة ولسانه اسود وخالٍ من المدامع وإذا حملته على كفك تشعر بثقل وزنه عمن سواه من الطيور. ومن أنواع الصقور (السنفر، الأبيض، الشنفار، الأسود، الأدهم، الأخضر، الأشقر، التبري، الأشعل، الاحمر، النعيري، الكوبج، الوكري، القرموشنه، الأرقط). كيف تظفر بصقر ومتى؟! الصقر قبل ان يكون قانصا او وسيلة للقنص فإنه قد كان مقنوصا ذات يوم قبل ان يدرب على الصيد والهدد، ويعمد الصقارون والقناصة المتخصصون بصيد افراخ الصقور في المواسم إلى نصب الفخاخ والمخاتل والشباك بوسائل متعددة تحجز الطائر دون الاضرار لانه طائر محترم مكرم سيكون يوما ما وسيلة للقنص كهواية ومتعة تدخل في إطار المراجل والفروسية ثم انه قد يكون سببا لربح ثمين حينما يكون من الانواع النادرة او الجيدة في عرف الصقارة، فيطلب من صائده بمبلغ وفير، فكم في الرويات والاحاديث من قصص تحكي ثراء رجل بسبب امساكه بصقر نادر وبيعه بمبلغ لم يكن يحلم بتحقيقه في حياته. ومن أدوات الصقار: الوكر، المزغلة أو الكف والملواح والكوخ والبرقع والسبوق والمخلاة التي تحوي هذه الاشياء,, ويكون انسب موسم لصيد الصقور في الجزيرة العربية بين تشرين اول (اكتوبر) وشباط (فبراير) من كل سنة. أول من أضرى الصقور من العرب جاء في كتاب الكافي في البيزره: قال أدهم بن محرز الباهلي وهو من اهل المعرفة بالجوارح ان اول من اضرى الصقور من العرب هو الحارث بن معاوية بن ثور وهو أبو كندة في زمانه، فإنه وقف يوما على قانص قد نصب شباكه للعصافير فانقض صقر من الجو على العصافير التي في الشبكة ليحصل منها على طعامه,, فحبسته الشباك عن الطيران فلما رآه الحارث أخذه وأتى به إلى منزله فشده، وبقي اياما يراعيه ويؤنسه فآنس وصار إذا رمى له الطعم أكله وإذا رأى الحمام نهض اليه وطلبه ثم علمه ان يركب على يده إذا استدعاه بالطعم ودرجه حتى صار يستجيبه من البعد فيأتيه، ثم عبر به يوما من الايام حمامة فأرسله عليها فتبعها واقتنصها ورآه يوما وقد ثارت أرنب في الصحراء بين يديه فطلبها وأكثر النهوض اليها فأرسله عليها فاقتنصها بعد ان مشقها عدة مشقات وصرعها بعد ذلك، ثم علمه على الظبي فأخذه، فأمر حينئذ باتخاذها وتعليمها، ثم اتخذها العرب من بعده وصارت في ايدي الناس.