الاهتمام بالتعليم والعناية بالمتفوقين في بلادنا دليل وعي سياسي واجتماعي وظاهرة تستحق التقدير والدعم من الجميع ولا سيما إذا كانت القناعة والاهتمام والدعم مكرسة من قبل قيادة هذه البلاد إيماناً منها بأن هذا الوطن لا يمكن أن يحقق أهدافه الحضارية وينهض بمسؤولياته ويعتمد بعد الله على ذاته في بناء قدراته إلا بعقول أبنائه وسواعد مواطنيه وشواهد التاريخ في بناء الحضارات تؤكد ذلك.فبالإيمان الصادق بالله والأخلاق العالية والعزيمة القوية والتعليم الشامل الذي يستهدف الكيف والعقل الواعي المتعلم الذي يسعى إلى التفوق والإبداع وحب الاكتشاف والابتكار القائم على التجريب، بهذا كله نوجد لأنفسنا مكانة عالية بين أمم الأرض المتقدمة ونسمع كلمتنا للآخرين بل إننا نكون أقوياء مهابين قادرين على فرض مكانتنا وإعادة أمجاد أمتنا الإسلامية التي كانت رائدة في كل شيء تستلهم منها الشعوب الأخرى روحانيتها وعلومها وتستمد منها قوتها. وما هذه التظاهرات الاحتفائية بالمتفوقين من طلابنا وشبابنا في المناطق والمحافظات إلا دليل وعي بأهمية التعليم وقيمة التفوق والرغبة في الإبداع. وهذه ظاهرة صحية لمجتمعنا المتعلم واستحلاب لأفكار شبابنا وعقولهم لبناء مستقبل أفضل، ولعل ما تسهم به جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي للمحافظات الثلاث الغاط والمجمعة والزلفي دليل على توجه قيادتنا الرشيدة في بعث عقول نيرة قائمة على العلم مدعومة بالتحفيز والإشادة في مجال التفوق والإبداع أسسها القناعة من قبل القائمين على الجائزة وما ينتظرونه من دور حافز لأبناء سدير بعامة ثم تتويجها بالراعين في كل عام بالشخصيات القيادية في هذه البلاد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وهذا مصدر قوة وتأثير وثبات لها، وفي هذا العام تتوج برعاية قيادة عرفت بتفوقها الذاتي والقيادي وتميزت بالإبداع الأدبي والفني.. شخصية قدوة في تعدد المواهب وإنكار الذات تستمد الموهبة من تألق الفكر المبدع، إنه القيادة والملحمة واللون في إطار الإنسان خالد الفيصل بدون ألقاب، ذلك الذي رسم لوحة الإبداع على طبيعة أبها وأنشدتها شعراً طيور وفراشات زهور الجنوب. فالشكر لمعالي الأمير فهد بن أحمد السديري وإخوانه على هذه الجائزة وعلى انتقاء الراعين لها والشكر موصول للقائمين على الجائزة والتهنئة لأبنائنا الفائزين بها ولآبائهم وأمهاتهم وأسرهم ولمعلميهم ومن وقف معهم وحفزهم على التفوق.