تناولت جريدة اللوموند وبالخط الكبير الحرب الأمريكية على العراق وكتبت «الانزلاق إلى النار» قالت فيه: «الحرب التي خافها العالم ورفضها العالم. اندلعت أمام أعين الكاميرات الدولية التي أتت إلى المنطقة لتصوير الطريقة الأكثر تقدما وتطورا التي يستعملها الأمريكيون لقتل العراقيين باسم «العدالة والحرية والتحرير».. وتتساءل الجريدة هل ذهبت أصوات المعارضين للحرب في مهب الريح؟ لماذا لم ينجح أكثر من 100 مليار شخص على وقف جنون رجل واحد. يقود العالم إلى الكارثة؟ إذ ما معنى أن يتحدى جورج دابليو بوش كل هؤلاء لإرضاء نزعته؟ أليس ما فعله خروجا حقيقيا عن القانون؟ كيف سيجبر بعد ذلك الآخرين كي يحترموا القانون نفسه الذي ينتهكه هذا الأمريكي القادم من تكساس؟ من جانبها لفيغارو علقت على «الحرب على العراق. وتساءلت هل هي بداية التغيير؟»، وتقول الصحيفة: ليس مهما اليوم أن نتكلم عن أشياء كانت قبل الحرب. ولكن يهمنا جميعا أن نتكلم عن هذه الحرب وقد اندلعت. أليس من واجبنا الكلام عن الدور الذي لعبته الأممالمتحدة لإخضاع العالم إلى الأمر الواقع العملي. من حيث إبراز مدى العجز الدولي قبالة قرار يتخذه الرئيس الأمريكي ناسيا أن مسألة القطب الواحد. لن يستمر مفعولها طويلا. وأن ثمة أقطابا أخرى لن تسمح مستقبلا بأن تضرب دولة بالشكل الذي أرادته الولاياتالأمريكيةالمتحدة للعراق..». «هنري سلفادور» الكاتب الروائي الفرنسي علق على ذلك بقوله: «أرجو أن نرجع إلى الوراء ألف عام»، ربما لتذكير الرئيس الفرنسي «جاك شيراك» بعبارته الكبيرة «مواقفنا نحملها للتقدم وليس للتراجع إلى الخلف».. ولكن مع أول صاروخ يسقط على العراق. استعاد الإعلام توازنه. وبدأت ثورة من الغضب العارم تعكس العناوين الكبيرة على صدر أهم الصحف الفرنسية .. غلاف مجلة الاكسبريس حمل العنوان التالي:«الحرب لن تكون عملا أخلاقيا» قائلة: نستغرب حين نستمع الى وزير خارجية بريطانيا «جاك سترو» أن «ثمة حروب يبررها الجانب الأخلاقي»!لا نعرف عن نوع الأخلاق التي يدافع عنها. ما يهمنا ان القنابل تسقط على رؤوس العراقيين. وأن ذلك لا علاقة له بالأخلاق بالمرة..» النوفل أوبسورفاتور كتبت عن «الحرب على العراق» مستعملة أسلوب الهجوم على رئيس حكومة بريطانيا الذي كما تقول «ساهم في إشعال النار. وفي إحداث الانقسام ليس في الرأي أو في المواقف لدى الاتحاد الأوروبي. بل وفي خلق البلبلة حتى في أسلوب كلامه عن الفرنسيين...». تضيف المجلة بنفس الغضب: «حين كان توني بلير يتهم جاك شيراك بأنه مجرد دودة أرض. كان عليه أن يقرأ الدور الذي يوكله له جورج بوش في سيناريو الفيلم الهوليودي هذا. ليعرف أنه لم يعد أكثر من شيء بائس يتبع سيده!». جريدة لوهيومانيتي كتبت بعنوان «حرب الكبار على الصغار» تقول:«لا يمكن النظر إلى وجه أمريكي من دون اتهامه بالتواطؤ مع إدارته. بشكل ما. حتى لو كان أكثر من 700 ألف منهم خرجوا للتظاهر رفضا للحرب غير الشرعية على العراق. إذ يكفي أن نقرأ أن 51 % يعتبرون الحرب على العراق عملا صائبا يحمل صيغة الدفاع عن النفس لنشعر جميعنا بالكارثة.. هل نحن في عالم متحضر؟». لم تقتصر ردود الفعل تلك على الصحف الفرنسية فقط. بل تجاوزتها إلى شخصيات سياسية واجتماعية ورياضية فرنسية صارت تنشط بشكل ملفت للانتباه في سياق «اللا للحرب» التي تعتبرها غير شرعية من منطلق أنها لم تكن بتأييد من الأممالمتحدة.. الرئيس الفرنسي «جاك شيراك» الذي حضر شخصيا إلى حفل افتتاح معرض الكتاب لم يفوت الفرصة للتعبير عن خيبة أمله إزاء ما أقدمت عليه الولاياتالأمريكيةالمتحدة. معبرا عن أمله في أن تنتهي الحرب بأقل أضرار ممكنة وبأقصى سرعة. معتبرا أن الصراع مهما كان نوعه.فسوف يحمل ذلك الصراع كل المنطقة عواقب وخيمة ربما لن تقدر على تحديدها أو تجاوزها بسرعة الدول المتضررة..». كما أصدر طاقم الفريق الفرنسي لكرة القدم بيانا يشجب فيه هذه الحرب. وقد قرأ اللاعب «زين الدين زيدان» ذلك البيان في مؤتمر صحفي قال فيه أن الرياضي ليس شخصا معزولا عن العالم. ولهذا لا يمكنه البقاء بمعزل من كل الأحداث التي تجرى هنا وهناك.. وعن موقف الرياضيين الفرنسيين من الحرب قال «لابد أن نشعر بالحزن أمام دولة عظمى تريد فرض قانون الطاعة على بلد آخر. ليس من حق الولايات أن تعلن الحرب دون موافقة من المجتمع الدولي. ولا يمكن بعد إعلان الحرب إلا أن ندعو الله كي تتوقف دونما خسائر إضافية في أرواح وممتلكات العراقيين..».