إن تحقيق أهداف الدعوة إلى الله أمانة ومسؤولية مشتركة والدعاة إلى الله هم الذين تقع عليهم قبل غيرهم مسؤولية تحقيق الأهداف والقيام بواجب الأمر والنهي مهما عظمت العقبات وتوالت الصعوبات ومن خلال استقراء واقع العمل الدعوي المعاصر نجد أن الدعوة إلى الله (ولله الحمد) في هذه البلاد المباركة خطت خطوات متسارعة نحو تحقيق أهدافها الخيرة وأصبح هناك إعداد مسبق وتنظيم دقيق لأي عمل دعوي يستهدف المجتمع ويحقق الغاية وهذا ما يلمسه الجميع في برامج الدعوة والإرشاد التي تتبناها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حيث أتت كافة الأعمال والبرامج الدعوية متوافقة مع التوجه الكريم و المستمر للقيادة الحكيمة التي سارت عليها منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) وها نحن في هذا العهد الميمون ندرك عظمة الإنجاز ونقطف ثمرة العمل الجاد الذي يتوج بلحظة النجاح وإن من حفظ الله لدينه أن هيأ له قادة مخلصين ومستقيمين على الحق - بحول الله وقوته - يجدد الله بهم دعوته ويحمي بهم ما وهن من عزائم فالجهود المبذولة من قبل (ولاة الأمر) في هذه البلاد لها أثر واضح في بلادنا المباركة وقد آتت أكلها وأصبح المجتمع آمناً مطمئناً يأتيه رزقه رغداً من كل مكان. إن الدعوة إلى الله في هذا العهد الزاهر بلغت مبلغها من القوة والعطاء لهذا الدين الخالد وما زال العمل البناء والجاد يستحث أصحاب الهمم العالية والفكر الدعوي الصحيح ليشمروا عن ساعد الجد في ظل المعطيات التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين / الملك فهد بن عبدالعزيز (حفظه الله) وإن على الدعاة إلى الله والعلماء العاملين أن يوقظوا روح الدين والدعوة إليه لدى عامة الناس وأن يستغلوا الوسائل الحديثة المتاحة في تعليم الناس وإرشادهم في أمر دينهم ودنياهم ولقد أحسن القائمون على الدعوة إلى الله في هذه البلاد حين أقاموا معرضاً لوسائل الدعوة إلى الله يهتم بعرض كافة الوسائل الدعوية ويعرف الجمهور والزوار عليها وما تبذله الدولة (أعزها الله) من جهود دعوية قياماً منها بالواجب واستمراراً للنهج الذي دأبت عليه في التبليغ والتوجيه والتعليم الشرعي. إن إقامة المعرض الدعوي الرابع بمنطقة القصيم بشعار (كن داعياً) يعد استمراراً للجهود التي تبذلها الدولة الرشيدة في رؤيتها الجادة للعمل الدعوي وكذلك اهتماماً منها بوعي المواطن وتعليمه ما ينفعه وإرشاده ليكون إنساناً واعياً يساهم في المسيرة التنموية ويشارك في بناء المجتمع وتعليمه. ونحن في القصيم نسعد اليوم باستضافة هذا الحدث الدعوي وندعو إخواننا وأبناءنا طلاب العلم لزيارة هذا المعرض الذي أقيم من أجلهم ليتعرفوا على ما تعرضه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والجهات المشاركة من وسائل دعوية ليكونوا على علم بما يقدمه الآخرون من عمل بناء وجهد دعوي خير وبنفس الوقت يستفيدوا من الوسائل والمعطيات التي وفرتها الدولة ممثلة بهذه الوزارة الفتية وكذلك الجهات الخيرية والأهلية ونشكر لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم جهده المتواصل ورعايته لهذا المعرض الدعوي وجهوده السابقة واللاحقة في دعمه لكافة البرامج والخطط الدعوية في المنطقة فنحن تعودنا من سموه الكريم رعايته لكل مشروع وعمل خيري يهدف إلى إسعاد المواطن في هذه المنطقة ويحقق للجميع العزة والرفعة كما نشكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة متابعته وجهوده المخلصة في سبيل تحقيق الدعوة إلى الله والقيام بواجب التوجيه والإرشاد ولوزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ دعوات صادقة وشكر عميق لما يبذله من جهود حثيثة في دعم برامج الدعوة إلى الله وتيسير كافة الوسائل التي تحقق الفائدة وتنشر دعوة الله والله أسأل أن يوفق الجميع لما فيه خير الإسلام والمسلمين وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل إنه سميع مجيب.